البوابة الفرعية
ينقسم
المسلمون في الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة فرق، أو
ثلاثة اتجاهات، فالأول يمنع إقامة أي احتفالات بمولد الرسول صلى الله عليه
وسلم؛ ولا يجيزه، ويعتبره من البدع التي ظهرت بعد القرون الفاضلة بمدة
طويلة؛ وثبت أن هذه البدعة أول من أقامها وأظهرها هم الرافضة (الشيعة) في
عصر الدولة الفاطمية؛ التي كانت تحاول التقرب للمصريين، وتنشر المذهب
الرافضي الشيعي، وحتى تنال رضا العامة، أو القبول من الشعب المصري، بعدما
أحست بالرفض والبغض لمذهبها البدعي؛ فعملت على إقامة مجموعة من الاحتفالات
البدعية، ومنها الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعض المسلمين يحتفلون بهذه المناسبات، ومنها المولد النبوي:
تأثرا بتقليد النصارى في احتفالاتهم بمولد المسيح عليه السلام.
أو كردة فعل لاحتفال بعض المذاهب المنحرفة
كبعض الدول التي كانت تقيم الاحتفالات الكبيرة برؤوس المذاهب الشيوعية
الملحدة ككارل ماركس أو لينين أو استالين؛ فكان المسلمون في بعض البلاد
يجيزون الاحتفال ببعض المناسبات الإسلامية حتى لا تطغى هذه المذاهب
المنحرفة، والحمد لله أنها اضمحلت وانهارت.
والاتجاه الثاني:
يجيز الاحتفال بصورة مقبولة أو محافظة كمجرد ذكرى طيبة في شهر ربيع الأول؛
يتم فيها دراسة سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتقرب إلى الله
تعالى ببعض الطاعات ومنها صوم ذلك اليوم، دون تشجيع على الاحتفالات
المنكرة التي يتم فيها ارتكاب بعض المخالفات؛ من مدح مبالغ فيه للنبي صلى
الله عليه وسلم، ورفعه فوق منزلة العبودية أو النبوة، ومن وقوع الاختلاط
المذموم، والرقص وغير ذلك من مظاهر صارت مشهورة ومعروفة تقام كل عام.
وبعض أصحاب هذا الاتجاه يستدل بحديث
الرسول صلى الله عليه وسلم إجابة لمن سأله عن صيام يوم الاثنين فقال:"ذلك
يوم ولدت فيه" ولكن لا وجه للاستدلال لأن من اتباع هدي النبي صلة الله
عليه وسلم فليصم الاثنين من كل أسبوع، أما إقامة احتفال في يوم واحد في
العام ثأثرا باتجاهات منحرفة أرادت أن تحصر طاعة الرسول صلى الله عليه
وسلم والاطلاع على سيرته مرة واحدة في العام.
والإسلام
لا يريد هذا من أتباعه بل يريد منهم فعل الطاعات دائما والسير على هدي
النبي صلى الله عليه وسلم مع كل أذان يرفع يشهد فيه أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله.
والاتجاه الثالث:
الذي يحارب لإقامة احتفالات عديدة رسمية وشعبية، و في مدن كثيرة تتوسع كل
عام، ويتم حشد مجموعات كبيرة من الطرق الصوفية للإنشاد والمدح، وسرد سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدحه بل والمبالغة في مدحه، ورفعه إلى منزلة
المولى سبحانه وتعالى، وتقوم هذه الطرق في كثير من بلاد الإسلام، وبتشجيع
بعض الحكومات على تسيير مسيرات تحمل بعض الشعارات والأعلام؛ وإقامة
احتفالات في أماكن عديدة، وبدون رقابة أكيدة فيتم ارتكاب الكثير من
المخالفات.
مع العلم أن الاحتلال الإنجليزي، والفرنسي
وغيرهما كانا يشجعا إقامة هذه الاحتفالات ويقدمون الدعم والمساندة لبعض
الطرق الصوفية المنحرفة التي كانت تدعو الناس لترك الجهاد ضد المحتل
الغاضب، وتنشر بين الناس الإسلام بمفاهيم غربية.
وفي
هذا التحقيق نستعرض هذه الاتجاهات من ثلاثة بلدان، إضافة لحقائق من بعض
البحوث المترجمة التي تثبت تشجيع المحتل على الاحتفال بهذ البدع.
