في مثل هذه الأيام منذ 822 سنة و بالتحديد في عام 1187 ميلادية ، وقف التاريخ ليسجل للعرب و المسلمين صفحة سوف تظل بل ظلت من أروع صفحات التاريخ فخرا و اعتزازا ......
ففي الرابع من شهر يوليوز 1187 ميلادية كان جنود الإسلام بقيادة البطل صلاح الدين الأيوبي يواجهون في حطين جنود الحملة الصليبية ، و كان الصليبيون في ذلك الوقت يحتلون القدس و معظم مدن الساحل ، حين أعلنت قيادة الحملة الصليبية برئاسة الملك جان لويز ملك القدس و حاكم عكا و كثير من الأمراء و القادة أن الهدف القادم لهم يبقى احتلال الحرمين الشريفين ......
بالفعل فقد أعدت الحملة الصليبية أسطولا حربيا أنزل في خليج العقبة حيث تمكن من احتلال جزيرة القلعة في البحر الأحمر ، بينما قامت بعض قطاعاته بالإغارة على بعض المدن الساحلية على البحر الأحمر ذاته ، فتمكن الصليبيون من نهب بعض السفن التجارية القادمة من جدة و اليمن و عدن و الهند ... ثم نقل الصليبيون عملياتهم العسكرية إلى شاطىء الحجاز . هنا اتضح هدف الصليبيين و الذي كان يتلخص في قطع طريق الحج و طعن المسلمين على قبلتهم ثم الإستيلاء على التجارة البحرية و تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة صليبية .... معنى ذلك أنه إذا تحقق هذا الهدف الصليبي فإن قلب العالم الإسلامي سيقع تحت السيطرة الصليبية و يسهل عليهم بذلك السطو و السيطرة على المسجد الحرام و المسجد الأقصى ....
مقابل هذا المخطط الصليبي وضع القائد البطل صلاح الدين الأيوبي مخططه على ثلاثة أسس و هي :
1 - تجميع أكبر عدد من الصليبيين في معركة فاصلة .
2 - توحيد كلمة المسلمين في المعركة .
3 - اختيار الزمان و المكان .
بدأ البطل صلاح الدين بالتحرك أولا في اتجاه عكا و الجليل .... و وصلت القوات الإسلامية من مصر و حلب و الموصل و بلغ عدد قواته ساعتها 25000 مقاتلا .
عقد الصليبيون مجلس حرب لبحث الموقف حيث قرروا الهجوم على قوات صلاح الدين في طبرية ، و ما إن علم صلاح الدين بتحرك القوات الصليبية في اتجاهه حتى قال : " جاءنا ما نريد ".
فعلا تحرك صلاح الدين و أخذ موقعه عند بحيرة طبرية حيث الماء و الهواء و الخضرة و المرعى .... في حين كان قد وصل الصليبيون بعد طريق جد شاق إلى هضبة مرتفعة تشرف على حطين .....
و في اليوم الرابع من يوليوز 1187 و مع صيحات " الله أكبر " و التي اختارها كما سبق القائد كلمة توحيد بين المقاتلين المسلمين انطلق جنود الإسلام إلى مواقع الصليبيين الذين تساقطوا ما بين أسير و قتيل ، و سقط حاكم عكا قتيلا ، و سقط الصليب و أخذه المسلمون غنيمة كما سقط جان لويز ملك بيت المقدس أسيرا ...... و كانت لحظات عز حين قام استعراض الأسرى من ملوك و أمراء الحملة الصليبية أمام خيمة القائد و البطل صلاح الدين الأيوبي .......
انتهت الحرب بتحطيم أكبر جيش صليبي تم حشده إذ زاد عدده على 63000 مقاتل فقتل منه ثلاثون ألفا و أسر تقريبا مثل ذلك ... فانتصر الحق على الباطل و كان الإنتصار في حطين هو بداية الطريق لاستعادة أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ....
و ما أشبه الليلة بالبارحة .....
حملة صليبية جديدة تتحالف مع الحكة الصهيونية الحديثة و بدعم من الأولى تحتل الثانية القدس و تعلنها عاصمة لها إلى الأبد و تحتل الحملة الصليبية بدورها - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - أجزاء كبيرة من الوطن العربي و الإسلامي و نحن نرى و بكل تأكيد أن الحملة الصليبية الجديدة تخطط لنفس الأهادف التي خططت لها الحملة القديمة من قبل .....
و لم يعد يخفى على أحد بهذا الوقت مهما قل إدراكه أو مهما تعالى البعض عن الحقائق أن الأمة العربية و الإسلامية مستهدفتان معا و أن الذي يخطط للقضاء عليهما هو نفس العدو الذي استمرت حملته علينا منذ أكثر 700 سنة تقريبا و أن ما نشاهده الآن ليس إلا حملة صليبية عاشرة تصر على تحقيق كل أهداف الحملات السابقة ......
إن درس حطين يجب أن يظل في نفوسنا جميعا نبراسا نهتدي به ، إن حطين ليست إعجازا عسكريا بقدر ما هي درس ديني و قومي محض ، فماذا لم يقل أجدادنا و قد كان بإمكانهم أن الأمر يتطلب طاقة كبيرة لمواجهة العدو كما كان بإمكانهم أن يقولوا بعد ذلك قد ضاعت القدس و يتحسرون و ينددون و يعترفون كاليوم بالحقائق رغم مرارتها ... نعم ألم يكن بإمكانهم أن يختلقوا الأعذار و المبررات للتقاعس و التخاذل و أن يتعللوا بأن حطين فقط تبقى تحت مسؤولية أهلها دون الآخرين ؟
لكن كان الأمر عكس ذلك تماما فقد رفض أسلافنا كل ذلك الواقع المفروض آنذاك و أكدوا بعلمهم أنه طالما بقيت القدس محتلة فإن بلاد الإسلام كلها في خطر و أكدوا على أنه بعدم توحيد كلمتهم ستضيع جهودهم سدى و أدركوا جيدا أن ما يأخذ بالقوة لن يسترد بغيرها ......
اليوم نرى العدو الرابض على أراضينا يعمل على زيادة هيمنته على إرادتنا و حرياتنا ، في حين نجد أمراض التفكك و التجزئة في وطننا الكبير أصبحت ظاهرة هذا القرن من الزمان ، لقد تضاعف عدد المسلمين بعشرات المرات منذ القرن الثاني عشر إلى الآن و ازدادوا عددا و عدة و وصلت بعض الدول الإسلامية إلى أعلى مستوى للدخل الفردي في العالم و امتلأت خزائنها بالعائدات النفطية و مخازنها بالأسلحة الحديثة ... و لكن هل استخدمت كل تلك العائدات لمصلحة الإسلام و المسلمين ؟
كلنا نعلم أهداف الحملة الصهيوصليبية و كل منا يعي أن معركة قادمة بدون شك .... و العدو الصهيوني هو أول من يعلم ذلك و هو يعمل لحسابها ليلا و نهارا .....
و لكن هل لنا أن نستفيد من درس حطين ؟
هل نستطيع أن نجمع كلمة المسلمين و نوحد طموحهم في مواجهة المعارك الآتية ؟
لقد كانت بالفعل الوحدة العربية حجر الأساس في معركة حطين التي مهدت للقضاء على الحملة الصليبية و تحرير القدس ... و كان طبعا الدعم الإسلامي هو الذي أكد هذا النصر العظيم .
تحية كل التحية لهؤلاء الرجال الذين يسيرون على خطى حطين و يدعون لوحدة العرب و جمع كلمة المسلمين .......
أما الذين يتقاعسون و يشغلون شعوبهم - و هم يعلمون - بمبررات واهية لقبول الواقع على ما هو عليه فسيأتي يوم يعلم فيه الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ففي الرابع من شهر يوليوز 1187 ميلادية كان جنود الإسلام بقيادة البطل صلاح الدين الأيوبي يواجهون في حطين جنود الحملة الصليبية ، و كان الصليبيون في ذلك الوقت يحتلون القدس و معظم مدن الساحل ، حين أعلنت قيادة الحملة الصليبية برئاسة الملك جان لويز ملك القدس و حاكم عكا و كثير من الأمراء و القادة أن الهدف القادم لهم يبقى احتلال الحرمين الشريفين ......
بالفعل فقد أعدت الحملة الصليبية أسطولا حربيا أنزل في خليج العقبة حيث تمكن من احتلال جزيرة القلعة في البحر الأحمر ، بينما قامت بعض قطاعاته بالإغارة على بعض المدن الساحلية على البحر الأحمر ذاته ، فتمكن الصليبيون من نهب بعض السفن التجارية القادمة من جدة و اليمن و عدن و الهند ... ثم نقل الصليبيون عملياتهم العسكرية إلى شاطىء الحجاز . هنا اتضح هدف الصليبيين و الذي كان يتلخص في قطع طريق الحج و طعن المسلمين على قبلتهم ثم الإستيلاء على التجارة البحرية و تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة صليبية .... معنى ذلك أنه إذا تحقق هذا الهدف الصليبي فإن قلب العالم الإسلامي سيقع تحت السيطرة الصليبية و يسهل عليهم بذلك السطو و السيطرة على المسجد الحرام و المسجد الأقصى ....
مقابل هذا المخطط الصليبي وضع القائد البطل صلاح الدين الأيوبي مخططه على ثلاثة أسس و هي :
1 - تجميع أكبر عدد من الصليبيين في معركة فاصلة .
2 - توحيد كلمة المسلمين في المعركة .
3 - اختيار الزمان و المكان .
بدأ البطل صلاح الدين بالتحرك أولا في اتجاه عكا و الجليل .... و وصلت القوات الإسلامية من مصر و حلب و الموصل و بلغ عدد قواته ساعتها 25000 مقاتلا .
عقد الصليبيون مجلس حرب لبحث الموقف حيث قرروا الهجوم على قوات صلاح الدين في طبرية ، و ما إن علم صلاح الدين بتحرك القوات الصليبية في اتجاهه حتى قال : " جاءنا ما نريد ".
فعلا تحرك صلاح الدين و أخذ موقعه عند بحيرة طبرية حيث الماء و الهواء و الخضرة و المرعى .... في حين كان قد وصل الصليبيون بعد طريق جد شاق إلى هضبة مرتفعة تشرف على حطين .....
و في اليوم الرابع من يوليوز 1187 و مع صيحات " الله أكبر " و التي اختارها كما سبق القائد كلمة توحيد بين المقاتلين المسلمين انطلق جنود الإسلام إلى مواقع الصليبيين الذين تساقطوا ما بين أسير و قتيل ، و سقط حاكم عكا قتيلا ، و سقط الصليب و أخذه المسلمون غنيمة كما سقط جان لويز ملك بيت المقدس أسيرا ...... و كانت لحظات عز حين قام استعراض الأسرى من ملوك و أمراء الحملة الصليبية أمام خيمة القائد و البطل صلاح الدين الأيوبي .......
انتهت الحرب بتحطيم أكبر جيش صليبي تم حشده إذ زاد عدده على 63000 مقاتل فقتل منه ثلاثون ألفا و أسر تقريبا مثل ذلك ... فانتصر الحق على الباطل و كان الإنتصار في حطين هو بداية الطريق لاستعادة أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ....
و ما أشبه الليلة بالبارحة .....
حملة صليبية جديدة تتحالف مع الحكة الصهيونية الحديثة و بدعم من الأولى تحتل الثانية القدس و تعلنها عاصمة لها إلى الأبد و تحتل الحملة الصليبية بدورها - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - أجزاء كبيرة من الوطن العربي و الإسلامي و نحن نرى و بكل تأكيد أن الحملة الصليبية الجديدة تخطط لنفس الأهادف التي خططت لها الحملة القديمة من قبل .....
و لم يعد يخفى على أحد بهذا الوقت مهما قل إدراكه أو مهما تعالى البعض عن الحقائق أن الأمة العربية و الإسلامية مستهدفتان معا و أن الذي يخطط للقضاء عليهما هو نفس العدو الذي استمرت حملته علينا منذ أكثر 700 سنة تقريبا و أن ما نشاهده الآن ليس إلا حملة صليبية عاشرة تصر على تحقيق كل أهداف الحملات السابقة ......
إن درس حطين يجب أن يظل في نفوسنا جميعا نبراسا نهتدي به ، إن حطين ليست إعجازا عسكريا بقدر ما هي درس ديني و قومي محض ، فماذا لم يقل أجدادنا و قد كان بإمكانهم أن الأمر يتطلب طاقة كبيرة لمواجهة العدو كما كان بإمكانهم أن يقولوا بعد ذلك قد ضاعت القدس و يتحسرون و ينددون و يعترفون كاليوم بالحقائق رغم مرارتها ... نعم ألم يكن بإمكانهم أن يختلقوا الأعذار و المبررات للتقاعس و التخاذل و أن يتعللوا بأن حطين فقط تبقى تحت مسؤولية أهلها دون الآخرين ؟
لكن كان الأمر عكس ذلك تماما فقد رفض أسلافنا كل ذلك الواقع المفروض آنذاك و أكدوا بعلمهم أنه طالما بقيت القدس محتلة فإن بلاد الإسلام كلها في خطر و أكدوا على أنه بعدم توحيد كلمتهم ستضيع جهودهم سدى و أدركوا جيدا أن ما يأخذ بالقوة لن يسترد بغيرها ......
اليوم نرى العدو الرابض على أراضينا يعمل على زيادة هيمنته على إرادتنا و حرياتنا ، في حين نجد أمراض التفكك و التجزئة في وطننا الكبير أصبحت ظاهرة هذا القرن من الزمان ، لقد تضاعف عدد المسلمين بعشرات المرات منذ القرن الثاني عشر إلى الآن و ازدادوا عددا و عدة و وصلت بعض الدول الإسلامية إلى أعلى مستوى للدخل الفردي في العالم و امتلأت خزائنها بالعائدات النفطية و مخازنها بالأسلحة الحديثة ... و لكن هل استخدمت كل تلك العائدات لمصلحة الإسلام و المسلمين ؟
كلنا نعلم أهداف الحملة الصهيوصليبية و كل منا يعي أن معركة قادمة بدون شك .... و العدو الصهيوني هو أول من يعلم ذلك و هو يعمل لحسابها ليلا و نهارا .....
و لكن هل لنا أن نستفيد من درس حطين ؟
هل نستطيع أن نجمع كلمة المسلمين و نوحد طموحهم في مواجهة المعارك الآتية ؟
لقد كانت بالفعل الوحدة العربية حجر الأساس في معركة حطين التي مهدت للقضاء على الحملة الصليبية و تحرير القدس ... و كان طبعا الدعم الإسلامي هو الذي أكد هذا النصر العظيم .
تحية كل التحية لهؤلاء الرجال الذين يسيرون على خطى حطين و يدعون لوحدة العرب و جمع كلمة المسلمين .......
أما الذين يتقاعسون و يشغلون شعوبهم - و هم يعلمون - بمبررات واهية لقبول الواقع على ما هو عليه فسيأتي يوم يعلم فيه الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .