الكتاب حائز على الجائزة الذهبية للمطبوعات الوطنية
أبوظبي-العرب أونلاين:"تربية الأطفال ورعايتهم.. عطاء بلا حدود" لألفي كون كتاب ليس عادياً؛ ومؤلفه ليس شخصاً عادياً، فالكتاب عصارة فكر وتجربة متراكمة ودراسات وملاحظات تهم السواد الأعظم من البشر، ذلك أن الكتاب يمس محوراً تربوياً يتعلق بفلذات أكبادنا الذين هم أعز وأغلى ما نملك في هذا العالم. فعليهم نبني توقعاتنا ونعلّق آمالنا بمستقبل يليق بحبنا لهم وكدّنا في تربيتهم والسهر على راحتهم.
إن مؤلف الكتاب ألفي كون قد ولد في ميامي بيتش – ولاية فلوردا في 15 أكتوبر 1957 . وحصل على البكالوريوس من جامعة براون في العام 1979 م، وعلى الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة شيكاغو في العام 1980 م ، وتأثر كون بأعمال جون ديوي و بياجيه وآمن بأن نظام التعليم البناء هو النظام الذي يتيح للمتعلم أن يساهم بنشاط في إدراك المعنى، لا في حشو المعلومات. وقد وصفته مجلة تايم الأمريكية، بأنه من أبرز المنتقدين لنظام الامتحانات والدرجات في أمريكا. وقد ألف ما يربو على أحد عشر مؤلفا في مجال التربية وعلم النفس ورعاية الأطفال والسلوك الإنسانيً، وترجمت كتبه إلى عدة لغات منها: الصينية، واليابانية، والألمانية، والكورية، والسويدية، والبرتغالية، والماليزية، والهندية، والتايلندية وغيرها. وقد حصل ألفي كون على جوائز عدة من بينها:
جائزة جورج أورويل للمجلس الوطني للمعلمين في العام 2000
جائزة جاعة لويس الوطنية للتعليم المبكر في العام 2002
والجائزة الذهبية للمطبوعات الوطنية عن كتابه "تربية الأطفال عطاء بلا حدود"، الكتاب الذي نشره مشروع كلمة للترجمة.
وكتاب "تربية الأطفال ورعايتهم.. عطاء بلا حدود" في جوهره يتعارض مع مفهوم التربية المشروطة، تلك التربية التي تفترض ضرورة العقاب ضمن معادلة العصا والجزرة. وبالإضافة إلى كون هذا النمط التربوي يؤدي إلى تشكيل أجيال خاضعة ومقموعة ومتمردة في الوقت ذاته على مجتمعها، فإنه عديم الفاعلية ومسيء لصورة المربّين في أذهان الأطفال.
وفي تصويره للسيرورة الناشئة عن هذه التربية، يصف الكتاب كيف أن الأطفال يكبرون حاملين معهم أحقادهم المكتسبة بفعل شرطية العقاب والثواب، ويعيدون أخطاء ذويهم في تعاملهم مع أطفالهم في المستقبل.
ويكتسب الكتاب أهمية استثنائية من كون صاحبه استطاع أن يطبق مفاهيم التربية اللامشروطة في حياته اليومية وعلى طفليه، واستطاع أن يلمس الآثار التي راهن عليها نظرياً في دراساته وكتابه الذي بين أيديكم.
ترتكز فكرة الكاتب في عرضه لفرضياته على رؤية الأمور من منظور الطفل نفسه، وإتاحة الفرصة له كي يبدي رأيه ويسهم في صناعة القرارات المتعلقة بشؤونه وحياته عموماً.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن حب الوالدين لأطفالهما يجب أن يتسامى على الشرطيات، وأن يكون خالصاً ولائقاً بجوهر الأبوة والأمومة. إنه حب لوجه الله؛ حب بلا مقابل. وفي هذه اللاشرطية يتحقق هدف التربية الأسمى، والمتمثل في تنشئة الطفل وفق التجارب المتراكمة، والاستفادة من الأخطاء التي يكتشفها الطفل من تلقاء نفسه، ومن دون استشعار الرقيب الخارجي.
لم تكن ترجمة الكتاب الذي قام بها علي للو بالأمر السهل ، ويصح القول إن التعامل مع النص كان من باب السهل الممتنع، فالاصطلاحات المستخدمة في الكتاب، لو أخذت بشكل انفرادي لما صعب التعامل مع أي منها على وجه التقريب، غير أن النظرة الكلية للكتاب، استوجبت من فريق الترجمة والتحرير والتصحيح والمراجعة إقامة ورشة عمل متكاملة وعلى مدى جلسات عدة، بعد أن قام كل منهم بقراءة الكتاب واستدخال مفاهيمه وفرضياته.