رجل صادق وامرأة لا تستطيع الكذب.. حلم جميل يتمناه كل من آدم وحواء في شريك الحياة، ولكن هل يتحقق الحلم ويصبح واقعًا بعد الدخول إلى قفص الزوجية؟ أم سيفاجأ كل طرف بأن الآخر يتفنن في اختراع الأكاذيب وإخفاء الحقائق، ثم يتبارى الاثنان في حبك الكذبة؛ لتصبح معركة من الكذب المتبادل تنتهي بخسارة الطرفين خسارة فادحة؟!.
ولأن "الكذب ليس له أرجل" وعمره في الغالب قصير جدًّا، سيضطر الطرف الكاذب بعد اكتشاف الحقيقة التأكيد على أن كذبته بيضاء تمامًا ولا يجب الوقوف أمامها، عندها نقع في حيرة حقيقية ونتساءل: هل هناك في الكذب ألوان؟ وهل لم يعد للصدق مكان بين الأزواج هذه الأيام؟.
الصدق والزواج
دراسة اجتماعية أجرتها مؤخرًا جامعة كاليفورنيا الأمريكية أكدت أن الصدق بمعناه المطلق قد يضر أكثر مما يفيد بين الأزواج، وإن هناك صدقًا قبيحًا أو مدمرًا، على حد قول "سيزو كنيث" المشرف على هذه الدراسة، من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية، حيث يكون الشرارة التي تنسف ذلك الرباط القوي حتى ولو كانت بداية الحوار الصادق مجرد سؤال بريء أو مزحة عابرة، وإن كان هناك في الجانب الآخر كما تقول الدراسة مواقف وحالات محددة بين الزوجين لا ينفع فيها الكذب الأبيض مثل الأزمات المالية والصحية.
هذه هي نتائج الدراسة التي أقيمت في مجتمع غربي له سماته وخصوصياته فماذا سيكون الحال بالنسبة لمجتمعنا الشرقي، وهل هناك من الكذب ما هو مباح وما هو غير مباح، ومن سيكون أكثر -من الزوجين- لجوءا له، وهل سيترتب على الكذب آثار غير محمودة على العلاقة الزوجية؟.. وتساؤلات أخرى يجيب عنها أبطال في دراما الحياة.
بنات حواء
أماني إسماعيل "موظفة" تقول: قليلاً ما يلجأ الرجل الشرقي للكذب على زوجته؛ نظرًا لاعتزازه بنفسه، ولأنه لا يهاب زوجته وقليلاً ما يضع خاطرها في الاعتبار، أما المواقف القليلة التي يضطر فيها للكذب، فهي غالبًا تتعلق بمشكلة بين الزوجة وأهل الزوج فلأن الرجل دائمًا منحاز إلى أهله، ولأن الزوجة لا بد أن تكون مخطئة فإن عليه أن يكذب حتى يصل إلى هذه النتيجة، وهناك كذب تحبه المرأة من زوجها، وإن كانت تدركه وهو ما يتعلق بمبالغة الزوج في مغازلتها والثناء عليها.
وبالنسبة للمرأة فهي تضطر للكذب على زوجها في بعض المواقف، خاصة عندما يسألها عن شيء يخص أهلها لا تحب الإفصاح عنه، فتلجأ لمغايرة الحقيقة حتى تخرج من الموقف دون خسائر على علاقتها بأهلها أو بزوجها.
كذب المنظرة
أما السيدة نشوى عبد التواب "ربة منزل" تقول: هناك كثير من الرجال يكذبون بشأن علاقاتهم النسائية وليس الكذب في إخفاء مثل هذه العلاقات فقط، ولكنهم أيضًا يدعونها فهناك زوج يوهم زوجته بتعدد علاقاته النسائية وأنه كما يقال "ساحر النساء"، في حين لا يكون له أي علاقة على الإطلاق، فيفعل ذلك من أجل أن يثير غيرة زوجته ويطمئن بشأن حبها له وهذا ما يضايق الزوجة؛ لأن أكثر ما يجرح المرأة ويهين مشاعرها أن تدرك أن هناك امرأة أخرى في حياة زوجها؛ لذا ينبغي على كل رجل أن يختبر مشاعر زوجته تجاهه بطرق أخرى، وعمومًا فالقدرة على التسامح تتعلق بنوع الكذبة، وهل تم التخطيط لها أم جاءت من غير قصد.
لا يوجد كذب أبيض، ولكن توجد مجاملة هكذا يؤكد عبد الله بسطامي "مدرس" قائلاً: الكذب كذب وليس له ألوان، ولكن هناك كلام طيب ولطيف، وإن كان السائد في العلاقات الزوجية الآن كذبا ولا شك في ذلك، والحقيقة أن الرجال أكثر كذبًا على زوجاتهم فهم يخفون عنهن حقيقة دخولهم بدعوى حساب الزمن، كما يكذبون بشأن علاقاتهم النسائية إن وجدت وحتى إن كانت علاقات بريئة، أما الزوجة فغالبًا تخشى الكذب؛ لأنها تخشى عواقبه إذا ما علم به الزوج وإن اضطرت له فيكون بشأن أبنائها بسبب عاطفتها نحوهم، وإن كان ذلك يسبب عواقب وخيمة على الجميع، والحقيقة أن المجتمع له دخل كبير في انتشار هذه الصفة المذمومة بين الناس، وذلك راجع لغياب الوازع الديني والمشكلات الاقتصادية التي دفعت الناس للكذب والنفاق والتملق والنصب والاحتيال من أجل الحصول على مكاسب مادية، والشخص الذي يعتاد قلبه الكذب لا يستطيع التوقف عنه خارج المنزل أو داخله وربما تجده يكذب بدون أي مبررات وإن كان الصدق لن يسبب له ضررًا.
وعندما يكتشف أحد الزوجين كذب الآخر لا يكون اكتشافه بسبب تفوق ذكائه، ولكن الظروف دائمًا ما تكون مسئولة عن كشف الحقائق، وعادة ما يكون الطرف الذي يشك في كلام الآخر باستمرار هو الطرف الأكثر كذبًا، وعمومًا يمكن التسامح إذا كان الكذب في أمور بسيطة وإذا كان هناك أساس قوي من المودة، أما إذا غاب الحب وكانت العلاقة الزوجية متصدعة من الأساس فإنه في تلك الأجواء يمكن أن يؤدي الكذب إلى حدوث الانفصال؛ لأنه يسبب حالة من فقد الثقة بين الطرفين، ويرجع السيد أمين محمود كذب الزوج الشرقي إلى أسباب متعددة أهمها شعوره الدائم بعدم تصديق زوجته له أو إدراكه أنها لن تحفظ أسراره أو لأنها تناقشه وتجادله في كل شيء، ويضيف: أما المرأة التي تكذب فكذبها بدءًا من اختيارها لزوجها فهي لا تقبله لحدوث ارتياح وتوافق نفسي ولكن لكي تهرب من شبح العنوسة، وهكذا يبدأ الكذب في اختيار ما لا يصدقه القلب ولا يقبله، وبعد الزواج يستمر الكذب ولكن يأخذ صورًا أخرى.
ترك الأنا
وعن الأسباب النفسية للكذب يقول د.أحمد عبد الله المستشار الاجتماعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت": إن الكذب في الحياة الزوجية شكل من أشكال الكذب في الحياة بشكل عام، ويكون الهدف منه جلب منفعة أو دفع مضرة، وقد يمارس الزوج أو الزوجة عادته في الكذب لمجرد التلذذ بإظهار الأمور على غير حقيقتها، وشعوره بالتفوق على الطرف الآخر وقدرته على خداعه، والحقيقة أن الكذب جزء من الإنسان وإذا أدركنا ذلك فسنصبح أكثر تسامحًا، والزوج -أو الزوجة- الذي يصارح نفسه بوجود هذه الصفة به يمكنه أن يتخلص منها من خلال محاسبة النفس وتضييق الفجوة وقلة الأقنعة، وبالتالي قلّة الحاجة للكذب، ويجب أن يساعد الزوجان بعضهما في ذلك بأن يعطي كل منهما للآخر الفرصة كاملة لكي يظهر على طبيعته، ويترك النقد المستمر والتعليقات المؤذية ومحاولة التفهم والتعرف والسماح وترك الأنا واستبدال نحن بها وبذل الجهد لتقويم العلاقة.
الكذب حرام إلا
عن أصل الكذب يقول "مسعود صبري" الباحث الشرعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت": الكذب في أصله حرام، وقد نص القرآن والسنة على تحريمه بشكل عام على الأمم والشعوب والحضارات؛ وذلك لأن الله أراد أن تقوم العلاقات البشرية على الوضوح والصراحة، والصدق أساس العلاقة بين الزوجين أما الكذب فهو حاله استثنائية وإباحته في بعض الحالات مبني على تحقيق المصلحة ودرء المفسدة والأخذ بأخف الضررين، فلو ترتب على صدق الزوجة في أمر من الأمور ما قد يدفع الزوج إلى تطليقها كان الكذب واجبًا للحفاظ على البيت؛ وذلك لأن الإسلام يهتم بمقاصد الأمور، فالغاية العظمى هي الحفاظ على البيت وتربية الأبناء في جو أسري نظيف يتولد عنه الاستقامة في السلوك، ويكون الكذب هنا ضررا أخف يضحى به لتجنب الضرر الأكبر وهو هدم الأسرة، ومثال على ذلك اضطرار الزوجة للكذب على الزوج بالنسبة لشخص ما حادثها في العمل وأصابها الحرج من رفض كلامه، وكان هذا الأمر من شأنه إغضاب الزوج لغيرته عليها فيمكن للزوجة إخفاء الأمر، كذلك يمكنها أن تكذب بشأن مصروف البيت أو حتى أن تكذب بشأن ما تأخذه من مال زوجها دون علمه إذا كان بخيلاً، أما إذا كان مبذرًا فليس للزوجة أن تكذب بشأن ما تأخذه من ماله إذا كان يكره ذلك، إلا أن تتفاهم معه أو أن تأخذ إذنًا عامًّا يخول لها أن تدخر من ماله، ولا يجوز التوسع في الكذب بحيث يحقق أغراضًا شخصية لأحد الزوجين، وبالنسبة للزوج فيستحب أن يكذب على زوجته بالكلام الجميل، وفي هذه الحالة يُثاب على كذبه؛ لأنه يساهم في استقرار نفسية زوجته، وقد روي عن أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت "ولم أسمعه صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس كذبًا إلا في ثلاث؛ الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل لامرأته والمرأة لزوجها".
ولأن "الكذب ليس له أرجل" وعمره في الغالب قصير جدًّا، سيضطر الطرف الكاذب بعد اكتشاف الحقيقة التأكيد على أن كذبته بيضاء تمامًا ولا يجب الوقوف أمامها، عندها نقع في حيرة حقيقية ونتساءل: هل هناك في الكذب ألوان؟ وهل لم يعد للصدق مكان بين الأزواج هذه الأيام؟.
الصدق والزواج
دراسة اجتماعية أجرتها مؤخرًا جامعة كاليفورنيا الأمريكية أكدت أن الصدق بمعناه المطلق قد يضر أكثر مما يفيد بين الأزواج، وإن هناك صدقًا قبيحًا أو مدمرًا، على حد قول "سيزو كنيث" المشرف على هذه الدراسة، من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية، حيث يكون الشرارة التي تنسف ذلك الرباط القوي حتى ولو كانت بداية الحوار الصادق مجرد سؤال بريء أو مزحة عابرة، وإن كان هناك في الجانب الآخر كما تقول الدراسة مواقف وحالات محددة بين الزوجين لا ينفع فيها الكذب الأبيض مثل الأزمات المالية والصحية.
هذه هي نتائج الدراسة التي أقيمت في مجتمع غربي له سماته وخصوصياته فماذا سيكون الحال بالنسبة لمجتمعنا الشرقي، وهل هناك من الكذب ما هو مباح وما هو غير مباح، ومن سيكون أكثر -من الزوجين- لجوءا له، وهل سيترتب على الكذب آثار غير محمودة على العلاقة الزوجية؟.. وتساؤلات أخرى يجيب عنها أبطال في دراما الحياة.
بنات حواء
أماني إسماعيل "موظفة" تقول: قليلاً ما يلجأ الرجل الشرقي للكذب على زوجته؛ نظرًا لاعتزازه بنفسه، ولأنه لا يهاب زوجته وقليلاً ما يضع خاطرها في الاعتبار، أما المواقف القليلة التي يضطر فيها للكذب، فهي غالبًا تتعلق بمشكلة بين الزوجة وأهل الزوج فلأن الرجل دائمًا منحاز إلى أهله، ولأن الزوجة لا بد أن تكون مخطئة فإن عليه أن يكذب حتى يصل إلى هذه النتيجة، وهناك كذب تحبه المرأة من زوجها، وإن كانت تدركه وهو ما يتعلق بمبالغة الزوج في مغازلتها والثناء عليها.
وبالنسبة للمرأة فهي تضطر للكذب على زوجها في بعض المواقف، خاصة عندما يسألها عن شيء يخص أهلها لا تحب الإفصاح عنه، فتلجأ لمغايرة الحقيقة حتى تخرج من الموقف دون خسائر على علاقتها بأهلها أو بزوجها.
كذب المنظرة
أما السيدة نشوى عبد التواب "ربة منزل" تقول: هناك كثير من الرجال يكذبون بشأن علاقاتهم النسائية وليس الكذب في إخفاء مثل هذه العلاقات فقط، ولكنهم أيضًا يدعونها فهناك زوج يوهم زوجته بتعدد علاقاته النسائية وأنه كما يقال "ساحر النساء"، في حين لا يكون له أي علاقة على الإطلاق، فيفعل ذلك من أجل أن يثير غيرة زوجته ويطمئن بشأن حبها له وهذا ما يضايق الزوجة؛ لأن أكثر ما يجرح المرأة ويهين مشاعرها أن تدرك أن هناك امرأة أخرى في حياة زوجها؛ لذا ينبغي على كل رجل أن يختبر مشاعر زوجته تجاهه بطرق أخرى، وعمومًا فالقدرة على التسامح تتعلق بنوع الكذبة، وهل تم التخطيط لها أم جاءت من غير قصد.
لا يوجد كذب أبيض، ولكن توجد مجاملة هكذا يؤكد عبد الله بسطامي "مدرس" قائلاً: الكذب كذب وليس له ألوان، ولكن هناك كلام طيب ولطيف، وإن كان السائد في العلاقات الزوجية الآن كذبا ولا شك في ذلك، والحقيقة أن الرجال أكثر كذبًا على زوجاتهم فهم يخفون عنهن حقيقة دخولهم بدعوى حساب الزمن، كما يكذبون بشأن علاقاتهم النسائية إن وجدت وحتى إن كانت علاقات بريئة، أما الزوجة فغالبًا تخشى الكذب؛ لأنها تخشى عواقبه إذا ما علم به الزوج وإن اضطرت له فيكون بشأن أبنائها بسبب عاطفتها نحوهم، وإن كان ذلك يسبب عواقب وخيمة على الجميع، والحقيقة أن المجتمع له دخل كبير في انتشار هذه الصفة المذمومة بين الناس، وذلك راجع لغياب الوازع الديني والمشكلات الاقتصادية التي دفعت الناس للكذب والنفاق والتملق والنصب والاحتيال من أجل الحصول على مكاسب مادية، والشخص الذي يعتاد قلبه الكذب لا يستطيع التوقف عنه خارج المنزل أو داخله وربما تجده يكذب بدون أي مبررات وإن كان الصدق لن يسبب له ضررًا.
وعندما يكتشف أحد الزوجين كذب الآخر لا يكون اكتشافه بسبب تفوق ذكائه، ولكن الظروف دائمًا ما تكون مسئولة عن كشف الحقائق، وعادة ما يكون الطرف الذي يشك في كلام الآخر باستمرار هو الطرف الأكثر كذبًا، وعمومًا يمكن التسامح إذا كان الكذب في أمور بسيطة وإذا كان هناك أساس قوي من المودة، أما إذا غاب الحب وكانت العلاقة الزوجية متصدعة من الأساس فإنه في تلك الأجواء يمكن أن يؤدي الكذب إلى حدوث الانفصال؛ لأنه يسبب حالة من فقد الثقة بين الطرفين، ويرجع السيد أمين محمود كذب الزوج الشرقي إلى أسباب متعددة أهمها شعوره الدائم بعدم تصديق زوجته له أو إدراكه أنها لن تحفظ أسراره أو لأنها تناقشه وتجادله في كل شيء، ويضيف: أما المرأة التي تكذب فكذبها بدءًا من اختيارها لزوجها فهي لا تقبله لحدوث ارتياح وتوافق نفسي ولكن لكي تهرب من شبح العنوسة، وهكذا يبدأ الكذب في اختيار ما لا يصدقه القلب ولا يقبله، وبعد الزواج يستمر الكذب ولكن يأخذ صورًا أخرى.
ترك الأنا
وعن الأسباب النفسية للكذب يقول د.أحمد عبد الله المستشار الاجتماعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت": إن الكذب في الحياة الزوجية شكل من أشكال الكذب في الحياة بشكل عام، ويكون الهدف منه جلب منفعة أو دفع مضرة، وقد يمارس الزوج أو الزوجة عادته في الكذب لمجرد التلذذ بإظهار الأمور على غير حقيقتها، وشعوره بالتفوق على الطرف الآخر وقدرته على خداعه، والحقيقة أن الكذب جزء من الإنسان وإذا أدركنا ذلك فسنصبح أكثر تسامحًا، والزوج -أو الزوجة- الذي يصارح نفسه بوجود هذه الصفة به يمكنه أن يتخلص منها من خلال محاسبة النفس وتضييق الفجوة وقلة الأقنعة، وبالتالي قلّة الحاجة للكذب، ويجب أن يساعد الزوجان بعضهما في ذلك بأن يعطي كل منهما للآخر الفرصة كاملة لكي يظهر على طبيعته، ويترك النقد المستمر والتعليقات المؤذية ومحاولة التفهم والتعرف والسماح وترك الأنا واستبدال نحن بها وبذل الجهد لتقويم العلاقة.
الكذب حرام إلا
عن أصل الكذب يقول "مسعود صبري" الباحث الشرعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت": الكذب في أصله حرام، وقد نص القرآن والسنة على تحريمه بشكل عام على الأمم والشعوب والحضارات؛ وذلك لأن الله أراد أن تقوم العلاقات البشرية على الوضوح والصراحة، والصدق أساس العلاقة بين الزوجين أما الكذب فهو حاله استثنائية وإباحته في بعض الحالات مبني على تحقيق المصلحة ودرء المفسدة والأخذ بأخف الضررين، فلو ترتب على صدق الزوجة في أمر من الأمور ما قد يدفع الزوج إلى تطليقها كان الكذب واجبًا للحفاظ على البيت؛ وذلك لأن الإسلام يهتم بمقاصد الأمور، فالغاية العظمى هي الحفاظ على البيت وتربية الأبناء في جو أسري نظيف يتولد عنه الاستقامة في السلوك، ويكون الكذب هنا ضررا أخف يضحى به لتجنب الضرر الأكبر وهو هدم الأسرة، ومثال على ذلك اضطرار الزوجة للكذب على الزوج بالنسبة لشخص ما حادثها في العمل وأصابها الحرج من رفض كلامه، وكان هذا الأمر من شأنه إغضاب الزوج لغيرته عليها فيمكن للزوجة إخفاء الأمر، كذلك يمكنها أن تكذب بشأن مصروف البيت أو حتى أن تكذب بشأن ما تأخذه من مال زوجها دون علمه إذا كان بخيلاً، أما إذا كان مبذرًا فليس للزوجة أن تكذب بشأن ما تأخذه من ماله إذا كان يكره ذلك، إلا أن تتفاهم معه أو أن تأخذ إذنًا عامًّا يخول لها أن تدخر من ماله، ولا يجوز التوسع في الكذب بحيث يحقق أغراضًا شخصية لأحد الزوجين، وبالنسبة للزوج فيستحب أن يكذب على زوجته بالكلام الجميل، وفي هذه الحالة يُثاب على كذبه؛ لأنه يساهم في استقرار نفسية زوجته، وقد روي عن أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت "ولم أسمعه صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس كذبًا إلا في ثلاث؛ الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل لامرأته والمرأة لزوجها".