المؤلفون..غائبون عن الواقع
المناهج التعليمية.. بعيدة عن احتياجات السوق
التواصل مع مصادر المعلومات.. والارتباط بمشاكل المجتمع.. الحل
محمود حافظ
تطوير المناهج الدراسية وربطها بقضايا ومشاكل المجتمع يثير جدلا واسعاً في الأوساط التعليمية حيث يري البعض ضرورة توعية الطالب بما يدور في المجتمع والبيئة المحيطة لاحداث التطوير المنشود فضلا عن أهمية حصر احتياجات المجتمع قبل احداث التطوير في المناهج الدراسية.
المهتمون بشئون التعليم يؤكدون ان هناك العديد من التخصصات التي ظهرت حاجة المجتمع اليها ولا يوجد ما يقابلها من تخصصات في نظم التعليم الموجودة وان هناك كثيراً من الخريجين الذين يعملون في غير تخصصاتهم لذلك لابد من ربط القضايا البيئية وما تحتاجه البيئات من تخصصات في المناهج حتي يجد الطالب فرصة عمل مناسبة لتخصصه وحتي يعي الطالب ما يستجد من تخصصات وقضايا.
أوضح د. عبدالله جاد رئيس شعبة الدراسات البيئية واستخدامات الأراضي بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد ان التعليم مازال غير مربوط باحتياجات المجتمع ومن الواضح في التغييرات والتعديلات المقترحة فان العملية أكاديمية بحتة فلابد ان يسبق تطوير التعليم حصر لاحتياجات المجتمع.
أضاف ان هناك تخصصات أصبح المجتمع في حاجة اليها حاليا لا يقابلها تخصص معين في نظم التعليم الموجودة والدليل علي ذلك وجود العديد من الاطباء يعملون في مجال الدعاية الطبية والاعلان وهناك كثير من الذين تعلموا اللغات الأجنبية والترجمة ولا يعملون في تخصصهم وهي تخصصات هامة.
قال انه مع التطورات الحديثة في عصر التكنولوجيا والمعلومات فهناك احتياج للخريجين ليتمكنوا من التعامل مع برامج الحاسب الآلي الحديثة ومعالجة البيانات وهي ليست موجودة بصفة مركزية وقد يكون في بعض الكليات مثل علوم الحاسبات والمعلومات ولكنها للاسف ليست متواكبة مع التطورات التي اختلقها عصر التكنولوجيا الموجود حالياً.
أضاف ان هناك بعض الوظائف التي انحسر الاحتياج لها كثيرا مثل رسم الخرائط نظراً للتطورات الحديثة في الحاسب الآلي وهناك حاجة لتوجيه الشباب لتعليم التقنيات الحديثة التي تخدم نفس الاسباب القديمة مشيراً إلي ان نظام التعليم مازال يهمل بعض العناصر مثل تعلم الزراعة ففي الوقت الحالي يحتاج إلي قاعدة علمية من الرياضيات والنمذجة الرياضية وبالنظر إلي نظم القبول بالجامعات نجد ان خريج قسم الرياضيات بالثانوية العامة لا يمكنه الالتحاق بكلية الزراعة.
أكد ضرورة حصر احتياجات المجتمع في التخصصات المختلفة وان ينعكس ذلك علي كل منظومة التعليم بمصر.
أكد د. مجدي ابراهيم خبير مناهج بوزارة التربية والتعليم ان قضية ربط المناهج بقضايا المجتمع مهمة جداً حيث يمكن ربط المناهج بالبيئة مثل موضوعات القراءة مثلا في اللغة العربية يفضل ان يتخرج الطالب في المرحلة الثانوية وان يستفيد بهذه الموضوعات في حياته العملية.
أضاف أنه يمكن دراسة موضوعات عن تعليم صيد الاسماك بالمحافظات التي تمتاز بالشواطيء أو الساحلية أو موضوعات ترتبط بصناعة البترول والتعدين وطريقة استخراجه من باطن الأرض في محافظات مثل السويس وجنوب سيناء أو موضوعات عن السياحة والارشاد السياحي وكيفية معاملة السياح في الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ حتي يجد الطالب فرصة للعمل بعد تخرجه في المرحلة الثانوية لو عين بهذه الموضوعات أو تعلم موضوعات عن صناعة المراكب.
أشار إلي ضرورة التركيز علي موضوعات تعالج قضايا المجتمع وتساير الحياة وخاصة عن التكنولوجيا في جميع جوانبها وموضوعات تحد من التلوث سواء السمعي أو البصري أو البري والبحري والجوي.
أضاف انه بالنسبة لمادة الرياضيات فان الموضوعات التي يستفيد منها الطالب مثل تخرجه في المرحلة الثانوية ونعطي تعريفات هامة مثل الحسابات التي يمكن استعمالها في المحلات والشركات والمصانع مثل الدفاتر والسجلات التجارية وكيفية التعامل معها.
أضاف انه بالنسبة لمادة التاريخ فيجب ان يكون التركيز علي الموضوعات الحياتية التي تعالج الأحداث الجارية ويفترض وجود مادة للمكتبة بحيث يختار الطالب كتابا من مجموعة كتب ويمتحن بها آخر العام.
قال د. مجدي السرس المستشار بمركز التطوير التكنولوجي بوزارة التربية والتعليم ان هناك خطة طويلة الاجل لتطوير المناهج وبدأنا بالفعل تطوير منهج الصفين الرابع الابتدائي والأول الاعدادي يعقبه تطوير منهج الخامس الابتدائي والثاني الاعدادي. السادس الابتدائي والثالث الاعدادي وأضاف ان من أهم شروط التطوير ان يكون مرتبطاً بقضايا المجتمع المحلي ومنها المواطنة والتنمية الزراعية والاقتصادية والاسكان والمواصلات والأخلاق والبيئة.
أما د. يسري عفيفي مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم فيطالب بدور فاعل للاعلام جنباً إلي جنب مع الدور التعليمي في التطوير وأشار إلي ان أبرز مثال لتطوير المناهج هو اعادة بناء مادة التربية الوطنية وصياغتها في ضوء مفهوم المواطنة وأضاف ان التعاون بين الاعلام والتعليم يضمن الوصول لسلوك مجتمعي سليم.
قال د. "محمود الناقة" رئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريب ان مناهجنا بعيدة عن واقع المجتمع وخططه التنموية وعلل ذلك بأن الوزارة حينما تطلب تطويراً للمناهج أو تأليفاً للكتب فانها لا تعطي وقتا كافيا لربط المنهج بحاجات المجتمع مشيراً إلي ان معالجة المناهج لقضايا المجتمع تكون بالصدفة أو علي استحياء.
ويري د. "وليم عبيد" أستاذ المناهج والتدريس بتربية عين شمس ان المناهج الحالية لا تعالج الكثير من مشاكل المجتمع ومؤلفو الكتب مرتبطون بمشاكل علمية أكثر من الاجتماعية وعلل ذلك بنقص البيانات والاحصاءات وبالتالي عدم الدراية الكافية بقضايا المجتمع وشخصية الطالب.
وأضاف ان هناك قصوراً في المناهج الجامعية لقلة البحوث المتوافرة بالجامعات كماً وكيفاً وفقر المكتبات الجامعية.
أكد ان الثقافة العامة لاستاذ الجامعة لا تكفي وحدها لتعريفه بالمشكلات المجتمعية فالبعد المجتمعي غائب لديهم مما يؤثر بشكل مباشر علي ارتباط المناهج بالواقع.
اقترح حلاً لهذه الاشكالية التواصل والترابط الدائم بين واضعي المناهج ومصادر المعلومات من خلال عقد مؤتمرات دورية وبرامج ثقافية لاثراء الوعي المجتمعي لديهم وتدريبهم علي الاتصال بالانترنت.
قال د. مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد ان اصلاح التعليم هو حل لكافة المشاكل التي تواجهها مصر والمجتمع ومن خلال معايير الاعتماد والجودة فانه جار ربط المناهج بما يواجهه الطالب حياتياً وهذه تعتبر بادرة طيبة لمصر
أضاف ان الهيئة القومية تشرع بزيارات اعتماد استطلاعية ل 6 مدارس و4 معاهد أزهرية للوقوف علي مدي ملاءمة المعايير المعدة لاعتماد المدارس والوقوف علي مدي صلاحيتها وتغطيتها لكافة ما يتعلق بالعملية التعليمية وهذه أول مرة تدور فيها عملية هيئة الجودة والتي تعمل في مجال 50 ألف مدرسة في كافة أنحاء الجمهورية لكل نوعيات التعليم ابتداء من رياض الاطفال وحتي الجامعة مشيراً إلي ان تطوير المناهج من أساسيات التطوير ولابد من ربطها بما يعانيه المجتمع من قضايا ومشكلات تستجد.
المناهج التعليمية.. بعيدة عن احتياجات السوق
التواصل مع مصادر المعلومات.. والارتباط بمشاكل المجتمع.. الحل
محمود حافظ
تطوير المناهج الدراسية وربطها بقضايا ومشاكل المجتمع يثير جدلا واسعاً في الأوساط التعليمية حيث يري البعض ضرورة توعية الطالب بما يدور في المجتمع والبيئة المحيطة لاحداث التطوير المنشود فضلا عن أهمية حصر احتياجات المجتمع قبل احداث التطوير في المناهج الدراسية.
المهتمون بشئون التعليم يؤكدون ان هناك العديد من التخصصات التي ظهرت حاجة المجتمع اليها ولا يوجد ما يقابلها من تخصصات في نظم التعليم الموجودة وان هناك كثيراً من الخريجين الذين يعملون في غير تخصصاتهم لذلك لابد من ربط القضايا البيئية وما تحتاجه البيئات من تخصصات في المناهج حتي يجد الطالب فرصة عمل مناسبة لتخصصه وحتي يعي الطالب ما يستجد من تخصصات وقضايا.
أوضح د. عبدالله جاد رئيس شعبة الدراسات البيئية واستخدامات الأراضي بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد ان التعليم مازال غير مربوط باحتياجات المجتمع ومن الواضح في التغييرات والتعديلات المقترحة فان العملية أكاديمية بحتة فلابد ان يسبق تطوير التعليم حصر لاحتياجات المجتمع.
أضاف ان هناك تخصصات أصبح المجتمع في حاجة اليها حاليا لا يقابلها تخصص معين في نظم التعليم الموجودة والدليل علي ذلك وجود العديد من الاطباء يعملون في مجال الدعاية الطبية والاعلان وهناك كثير من الذين تعلموا اللغات الأجنبية والترجمة ولا يعملون في تخصصهم وهي تخصصات هامة.
قال انه مع التطورات الحديثة في عصر التكنولوجيا والمعلومات فهناك احتياج للخريجين ليتمكنوا من التعامل مع برامج الحاسب الآلي الحديثة ومعالجة البيانات وهي ليست موجودة بصفة مركزية وقد يكون في بعض الكليات مثل علوم الحاسبات والمعلومات ولكنها للاسف ليست متواكبة مع التطورات التي اختلقها عصر التكنولوجيا الموجود حالياً.
أضاف ان هناك بعض الوظائف التي انحسر الاحتياج لها كثيرا مثل رسم الخرائط نظراً للتطورات الحديثة في الحاسب الآلي وهناك حاجة لتوجيه الشباب لتعليم التقنيات الحديثة التي تخدم نفس الاسباب القديمة مشيراً إلي ان نظام التعليم مازال يهمل بعض العناصر مثل تعلم الزراعة ففي الوقت الحالي يحتاج إلي قاعدة علمية من الرياضيات والنمذجة الرياضية وبالنظر إلي نظم القبول بالجامعات نجد ان خريج قسم الرياضيات بالثانوية العامة لا يمكنه الالتحاق بكلية الزراعة.
أكد ضرورة حصر احتياجات المجتمع في التخصصات المختلفة وان ينعكس ذلك علي كل منظومة التعليم بمصر.
أكد د. مجدي ابراهيم خبير مناهج بوزارة التربية والتعليم ان قضية ربط المناهج بقضايا المجتمع مهمة جداً حيث يمكن ربط المناهج بالبيئة مثل موضوعات القراءة مثلا في اللغة العربية يفضل ان يتخرج الطالب في المرحلة الثانوية وان يستفيد بهذه الموضوعات في حياته العملية.
أضاف أنه يمكن دراسة موضوعات عن تعليم صيد الاسماك بالمحافظات التي تمتاز بالشواطيء أو الساحلية أو موضوعات ترتبط بصناعة البترول والتعدين وطريقة استخراجه من باطن الأرض في محافظات مثل السويس وجنوب سيناء أو موضوعات عن السياحة والارشاد السياحي وكيفية معاملة السياح في الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ حتي يجد الطالب فرصة للعمل بعد تخرجه في المرحلة الثانوية لو عين بهذه الموضوعات أو تعلم موضوعات عن صناعة المراكب.
أشار إلي ضرورة التركيز علي موضوعات تعالج قضايا المجتمع وتساير الحياة وخاصة عن التكنولوجيا في جميع جوانبها وموضوعات تحد من التلوث سواء السمعي أو البصري أو البري والبحري والجوي.
أضاف انه بالنسبة لمادة الرياضيات فان الموضوعات التي يستفيد منها الطالب مثل تخرجه في المرحلة الثانوية ونعطي تعريفات هامة مثل الحسابات التي يمكن استعمالها في المحلات والشركات والمصانع مثل الدفاتر والسجلات التجارية وكيفية التعامل معها.
أضاف انه بالنسبة لمادة التاريخ فيجب ان يكون التركيز علي الموضوعات الحياتية التي تعالج الأحداث الجارية ويفترض وجود مادة للمكتبة بحيث يختار الطالب كتابا من مجموعة كتب ويمتحن بها آخر العام.
قال د. مجدي السرس المستشار بمركز التطوير التكنولوجي بوزارة التربية والتعليم ان هناك خطة طويلة الاجل لتطوير المناهج وبدأنا بالفعل تطوير منهج الصفين الرابع الابتدائي والأول الاعدادي يعقبه تطوير منهج الخامس الابتدائي والثاني الاعدادي. السادس الابتدائي والثالث الاعدادي وأضاف ان من أهم شروط التطوير ان يكون مرتبطاً بقضايا المجتمع المحلي ومنها المواطنة والتنمية الزراعية والاقتصادية والاسكان والمواصلات والأخلاق والبيئة.
أما د. يسري عفيفي مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم فيطالب بدور فاعل للاعلام جنباً إلي جنب مع الدور التعليمي في التطوير وأشار إلي ان أبرز مثال لتطوير المناهج هو اعادة بناء مادة التربية الوطنية وصياغتها في ضوء مفهوم المواطنة وأضاف ان التعاون بين الاعلام والتعليم يضمن الوصول لسلوك مجتمعي سليم.
قال د. "محمود الناقة" رئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريب ان مناهجنا بعيدة عن واقع المجتمع وخططه التنموية وعلل ذلك بأن الوزارة حينما تطلب تطويراً للمناهج أو تأليفاً للكتب فانها لا تعطي وقتا كافيا لربط المنهج بحاجات المجتمع مشيراً إلي ان معالجة المناهج لقضايا المجتمع تكون بالصدفة أو علي استحياء.
ويري د. "وليم عبيد" أستاذ المناهج والتدريس بتربية عين شمس ان المناهج الحالية لا تعالج الكثير من مشاكل المجتمع ومؤلفو الكتب مرتبطون بمشاكل علمية أكثر من الاجتماعية وعلل ذلك بنقص البيانات والاحصاءات وبالتالي عدم الدراية الكافية بقضايا المجتمع وشخصية الطالب.
وأضاف ان هناك قصوراً في المناهج الجامعية لقلة البحوث المتوافرة بالجامعات كماً وكيفاً وفقر المكتبات الجامعية.
أكد ان الثقافة العامة لاستاذ الجامعة لا تكفي وحدها لتعريفه بالمشكلات المجتمعية فالبعد المجتمعي غائب لديهم مما يؤثر بشكل مباشر علي ارتباط المناهج بالواقع.
اقترح حلاً لهذه الاشكالية التواصل والترابط الدائم بين واضعي المناهج ومصادر المعلومات من خلال عقد مؤتمرات دورية وبرامج ثقافية لاثراء الوعي المجتمعي لديهم وتدريبهم علي الاتصال بالانترنت.
قال د. مجدي قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد ان اصلاح التعليم هو حل لكافة المشاكل التي تواجهها مصر والمجتمع ومن خلال معايير الاعتماد والجودة فانه جار ربط المناهج بما يواجهه الطالب حياتياً وهذه تعتبر بادرة طيبة لمصر
أضاف ان الهيئة القومية تشرع بزيارات اعتماد استطلاعية ل 6 مدارس و4 معاهد أزهرية للوقوف علي مدي ملاءمة المعايير المعدة لاعتماد المدارس والوقوف علي مدي صلاحيتها وتغطيتها لكافة ما يتعلق بالعملية التعليمية وهذه أول مرة تدور فيها عملية هيئة الجودة والتي تعمل في مجال 50 ألف مدرسة في كافة أنحاء الجمهورية لكل نوعيات التعليم ابتداء من رياض الاطفال وحتي الجامعة مشيراً إلي ان تطوير المناهج من أساسيات التطوير ولابد من ربطها بما يعانيه المجتمع من قضايا ومشكلات تستجد.