فجرت الفنانة المصرية المعتزلة شمس البارودي مفاجأة كبرى حول قرارها خلع النقاب، كما كشفت تفاصيل جديدة حول المحطات الغامضة في حياتها بعد اعتزالها حياة النجوم والمشاهير وذلك وهي في قمة مجدها الفني وشبابها وقدرتها على العطاء فما أسرار هذه الحياة الجديدة وما المضايقات التي واجهتها وما هي النصيحة الغالية لمنتقبات هذه الأيام، كل هذه التساؤلات وغيرها بحسب الحوار الذي أجرته الصحفية زينب عبد اللاه ونشرته صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة التي كتبت تقول:
لم تتعرض أي محجبة أو منتقبة لما تعرضت له هي من هجوم وحرب ضارية.. لم يكن هذا الهجوم في إطار حرب عامة علي النقاب كما هو الحال الآن بل كان هجوماً علي شخصها لكونها فنانة مشهورة ..
انتقلت من حياة السفور والتبرج المطلق وعالم الفن والشهرة إلي عالم آخر وحياة أخري قوامها الإيمان والصبر والرضا والاحتشام والعزلة .. لم تعبأ بحجم الهجوم الهائل الذي شنته عليها بعض وسائل الإعلام بعد اعتزالها لتشكك في توبتها..
فوضت أمرها لله وأعلنت تبرأها من كل ما قامت به من أعمال تنافت مع ما أصبحت تؤمن به وفشلت كل المحاولات والإغراءات المادية لإعادتها عن الطريق الذي ارتضته لنفسها بعد أن ذاقت حلاوة الإيمان أثناء عمرة قامت بها فمن الله عليها بالهداية وهي في رحاب بيته الحرام فقررت منذ ذلك الحين أن تغير حياتها وقررت الاعتزال وارتدت الحجاب وأصبح لديها شغف ونهم شديد للقراءة والمعرفة الدينية..
فقرأت الكثير من الكتب التي كونت لديها قناعة وحباً للنقاب فآثرت أن تجعل من الفضيلة فريضة وبعد أربع سنوات من الحجاب ارتدت النقاب وعملت علي إقناع العديد من صديقاتها وزميلاتها بارتدائه.. وظلت ترتديه مدة قاربت علي العشرين عاماً حتى قررت خلعه منذ أربع سنوات.
إنها الحاجة شمس الملوك جميل البارودي ـ الفنانة شمس البارودي سابقاً- التي قررت الاعتزال منذ ما يقرب من 28 عاماً وارتدت النقاب وهي في أوج جمالها وشهرتها وشبابها وقبل أن ينتشر النقاب في مصر بهذه الصورة ولم تفلح الحرب والمضايقات والاتهامات التي تعرضت لها خلال هذه السنوات عن إثنائها عما بدأته..
كانت تعاني أحياناً مثلما تعاني عشرات المنتقبات الآن المنع من دخول بعض الأماكن فمنعت من دخول النادي مع أبنائها وهم أطفال فلم تعبأ.. واكتفت بأن يذهب بهم الزوج الفنان حسن يوسف وتبقي هي في المنزل.. مرت سنوات طويلة وهي ترتدي النقاب حتي قررت منذ أربع سنوات فقط أن تخلعه بكامل إرادتها لتتعرض لهجوم من نوع آخر..
تحدثنا مع الحاجة شمس التي خاضت كل هذه التجارب وانتقلت من حياة السفور إلي الحجاب ثم النقاب لتكتفي أخيراً بالحجاب في هذا الوقت الذي يشهد جدلاً واسعاً حول النقاب وحقوق المنتقبات وما يتعرضن له من مضايقات أو تضييق بسببه لنعرف رأيها فيما يحدث وسبب ارتدائها النقاب ولماذا قررت تركه؟!
في البداية أكدت أنها لم تكن تتمني أن تأخذ قضية النقاب والمنتقبات كل هذا الحجم من الجدل والنقاش والخلاف لأن لدينا قضايا ومشكلات أخري أهم بكثير من هذه القضية التي شغلنا أنفسنا بها خاصة أن الأمة تعاني أزمات كبري علي المستوي المحلي والعربي والإسلامي مشيرة إلي التهديدات التي يتعرض لها الأقصي ومعاناة الشعوب العربية والإسلامية في العراق وفلسطين والسودان وأفغانستان وأنه كان من الأولي بنا أن ننشغل بهذه القضايا بدلاً من قضية النقاب.
لتقول: 'أري أن النقاب يخضع للحرية الشخصية لأنه كما قال لي فضيلة الشيخ الشعراوي: لا يفرض ولا يرفض'.
* هل كنت ترتدين النقاب وأنت تعلمين أنه ليس بالفريضة أو الواجب علي المرأة المسلمة؟
** عندما ارتديت النقاب كنت علي اقتناع بأنه فريضة وتولدت قناعتي من خلال قراءتي بعض الكتب الدينية بعد عودتي من أداء العمرة التي من الله عليَّ فيها بالتوبة والإيمان فبكيت وأنا أصلي أمام مقام إبراهيم وعندما لمست وقبلت الحجر الأسود كما لم أبك من قبل وعاهدت الله وقتها علي أن أعمل علي نيل رضاه بكل الطرق وبعد أن رجعت قررت الاعتزال وارتديت الحجاب وبعدها أصبح لدي لهفة وشغف للقراءة والمعرفة الدينية فقرأت لابن القيم وإحياء علوم الدين ورياض الصالحين وغيرها.
ووقر في قلبي أن النقاب فرض علي المرأة المسلمة فارتديته ودعوت بعض صديقاتي لارتدائه وتعرضت لهجوم لم تتعرض له أي محجبة أو منتقبة واتهامات لا حصر لها ولم أعبأ بكل هذا حتي عندما كانت بعض الأماكن تمنع دخولي لأني منتقبة.. كنت لا أهتم وانسحب حيث منعت من الدخول مع أبنائي إلي نادي الجزيرة فقررت عدم الذهاب إليه وأن يصحب زوجي أبناءنا إليه.
* ولماذا إذن قررت خلع النقاب بعد كل هذه السنوات؟
** خلعت النقاب منذ ما يقرب من أربع سنوات بكامل إرادتي ودون أي ضغوط وبعد أن كبرت وكبر أبنائي وأصبحوا شباباً.. وكنت قبل ذلك قد عرفت من الشيخ الشعراوي -رحمه الله- أن النقاب فضل وليس معلوماً من الدين بالضرورة وأنه لا يفرض ولا يرفض ومع ذلك ظللت ارتديه فيما بعد أن عرفت أنه ليس بالفريضة وقلت لنفسي طالما أنه فضل فلماذا لا أستزيد منه؟!
ولكن منذ أربع سنوات كنت سأسافر لابنتي في انجلترا ووقتها كان هناك تضييق علي المسلمين خاصة المنتقبات بسبب تفجيرات لندن وسألت الشيخ يوسف القرضاوي فقال لي إن الأصل في الإسلام هو كشف الوجه وحينما أعدت التفكير في مسألة النقاب وقلت إنه طالما أن البلد الذي سأسافر إليه يتوجس خيفة من المنتقبات.
وطالما أنني سألتزم بالحجاب الإسلامي الصحيح المفروض علي المرأة ولن أتنازل عنه فإنني سأترك النقاب خاصة أنني قد رأيت الكثيرات من عالمات الدين اللاتي نستمع لهن ونكن لهن كل احترام وتقدير لا يرتدين النقاب ولذلك قررت أن أترك النقاب رغم أنني لا أنكر أنني أحب ارتداءه حتي إنني عندما أسافر إلي السعودية أرتديه لأن ارتداءه هو السائد هناك، أما في مصر فقد أصبح الكثيرون يتخوفون من النقاب بسبب بعض الجرائم التي ترتكب به.
وعندما وقر في قلبي أنه طالما يري المجتمع خطرأ من النقاب وأنه ليس معلوماً من الدين بالضرورة ويري بعض ولاة الأمر في عدد من الجهات والأماكن أن دواعي الأمن تستدعي كشف الوجه فقررت خلعه في مصر كما حدث في انجلترا.
* وما رأيك فيما يحدث مع طالبات المدينة الجامعية ومنعهن من السكن بسبب النقاب والتقييد علي ارتدائه بالنسبة لطالبات المعاهد الأزهرية؟
** بشكل عام أري أن المنتقبة التي يتم منعها من دخول مكان عليها ألا تذهب إليه أما طالبة العلم فتدخل بقوانين مكان تلقي العلم الذي تذهب إليه وأن تكشف عن وجهها للتعرف علي هويتها متي طلب منها ذلك حتي لا ترتكب جرائم باسم النقاب، أما الناحية الفقهية فأنا لا أفتي والأمر يخضع للحرية والقناعة الشخصية وما وقر في قلب الإنسان.
* بماذا تنصحين هؤلاء الفتيات؟
** أقدم لهن نصيحة أم وأقول لهن يا أحبائي هناك أمور كثيرة أهم بكثير من النقاب فطالما أنها تلتزم بالحجاب الصحيح وعدم وضع المساحيق وتلتزم بالملبس الفضفاض الذي لا يصف ولا يشف وتهتم بأن تطبق الدين كسلوك ومعاملات مثل بر الوالدين وصلة الأرحام ومساعدة المحتاج والحياء وغض البصر وعدم رفع الصوت وحفظ كتاب الله والعمل بما فيه وبسنة الرسول 'صلي الله عليه وسلم' والحرص علي العلم والتعلم يكون هذا أفضل من أن تلتزم بالنقاب وتهمل كل هذه الجوانب أو بعضها في وقت يثور فيه كل هذا الجدل حول هذه القضية التي يتعمد البعض إلهاءنا بها عن قضايانا الحقيقية.