بسم الله الرحمن الرحيم
اقدم لكم هذا الشاعر الذي لا يحتاج لتقديم
هو ابو سعيد عبد الملك بن قريب بن الملك بن علي ابن اصمع والاصمعي نسبة آلي جدة اصمع الاعلي ولد بالبصرة سنة 123هـ وقدم بغداد ايام الرشيد وتوفي بالبصرة سنة 216هـ ودرس الحديث الشريف واللغة والشعر والاخبار والنوادر حتي صار اماما في هذة العلوم وكان الاصمعي بحرا في اللغة لايعرف مثلة فيها وكثرة الرواية وكما عرف عنة قوة الحفظ وقد اتصف بالصدق والتدين وعدم الاختلاء الا فيما اجمع علية العلماء كما كان محل ثقة الخلفاء حتي عهد الية هارون الرشيد تاديب ولدة الامين والمامون لة مؤلفات شتي طبع بعضها مثل كتب خلود الانسان خلق الابل ---الخيل-----الشاة----الوحش والاصمعيات وتقع في 195 قصيدة مختارة لواحد وسبعين شاعرا حيث تفوق قيمتها اللغوية والقيمة الفنية
من اشهر روائعه
كان الخليفة أبي جعفر المنصور يحفظ الشعر من أول مرة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات ، وكان المنصور بخيلاً جداً
فكان إذا جاء شاعر بقصيدة قال له: إن كانت مطوقة: أي إذا أتى بها أحد قبلك ، فلا نعطيك لها جائزة، وإن لم يكن أحد يحفظها نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه ، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة، ولو كانت ألف بيت
ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكاملها، ثم يقول له: هذا المملوك يحفظها، وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية التي خلف الستارة تحفظها أيضاً وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بغير شيء وكان الأصمعي من جلساء الخليفة المنصور وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبين منه غير عينيه
وجاء إلى الخليفة وقال: إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة
فقال الخليفة: يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ما هي مكتوبة عليه
فأنشد الأصمعي هذه القصيدة
صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ
هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ
الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً
مَعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَـلِ
وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي
وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي
فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي
غُـزَيِّـلٌ عَـقَـيْـقَـلي
قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْـنَـتِـهِ
مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الـخَجَـلِ
فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي
فَـلَـمْ يَجّـدُ بـالـقُبَـلِ
فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ
وَقَـدْ غَـدَا مُـهَــرْولِ
وَالـخُـودُ مَالَـتْ طَرَبَـاً
مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ
فَـوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَـتُ
وَلـي وَلـي يَاوَيْـلَ لِـي
فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي
وَبَـيِّـنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي
لَـمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا
يُـرِيـدُ غَـيْـرَ القُـبَـلِ
وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَـفِـي
إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْـلَ لِـي
قَالَـتْ لَـهُ حِيْـنَ كَـذَا
انْهَـضْ وَجِـدْ بِـالنَّـقَلِ
وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَـنِـي
قَـهْـوَةً كَالـعَـسَلَ لِـي
شَمَـمْـتُـهَا بِـأَنْـفِـي
أَزْكَـى مِـنَ القَـرَنْـفُـلِ
فِي وَسْـطِ بُسْتَـانٍ حُلِـي
بالـزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي
وَالـعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي
وَالطَّبْـلُ طَـبْ طَبَّـلَ لِـي
وَالسَّقْـفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي
وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَـبَ لِـي
شَـوَى شَـوَى وَشَاهِـشُ
عَلَـى وَرَقْ سِـفَـرجَـلِ
وَغَـرَّدَ القِمْــرِ يَصِيـحُ
مِـنْ مَـلَـلٍ فِـي مَلَـلِ
فَـلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـبـاً
عَـلَـى حِـمَـارٍ أَهْـزَلِ
يَـمْـشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ
كَـمَشْيَـةِ الـعَـرَنْجِـلِ
وَالـنَّـاسُ تَرْجِـمْ جَمَلِـي
فِـي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ
وَالكُـلُّ كَعْكَـعْ كَعِكَـعْ
خَلْـفِـي وَمِـنْ حُوَيْلَلِـي
لكِـنْ مَـشَـيـتُ هَارِبـا
مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِــلِي
إِلَـى لِـقَــاءِ مَـلِـكٍ
مُـعَـظَّـمٍ مُـبَـجَّــلِ
يَأْمُـرُلِـي بِـخَـلْـعَـةٍ
حَـمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي
أَجُـرُّ فِيـهَـا مَـاشِـيـاً
مُـبَـغْـدِدَاً لـلـذِّيَّــلِ
أَنَا الأَدِيْـبُ الأَلْـمَـعِـي
مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُـوْصِـلِ
نَظِمْتُ قِطُعـاً زُخْـرِفَـتْ
يَعْجِـزُ عَنْـهَا الأَدْبُ لِـي
أَقُــوْلُ فِـي مَطْلَعِهَــا
صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُــلِ
فلم يحفظها المنصور لصعوبتها ، ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها أحد منهما
فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته
فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاةٌ ليس لي بها حاجة ، فنقشتها فيها، فلم يسع الخليفة إلا أنه أعطاه وزنها ذهباً فنفد ما في خزينته من المال ، فأخذه وانصرف
فلما ولى قال الخليفة: يغلب على ظني أن هذا الأصمعي، فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته
فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية، فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك شيئالهم لم يضرك شيئا
اقدم لكم هذا الشاعر الذي لا يحتاج لتقديم
هو ابو سعيد عبد الملك بن قريب بن الملك بن علي ابن اصمع والاصمعي نسبة آلي جدة اصمع الاعلي ولد بالبصرة سنة 123هـ وقدم بغداد ايام الرشيد وتوفي بالبصرة سنة 216هـ ودرس الحديث الشريف واللغة والشعر والاخبار والنوادر حتي صار اماما في هذة العلوم وكان الاصمعي بحرا في اللغة لايعرف مثلة فيها وكثرة الرواية وكما عرف عنة قوة الحفظ وقد اتصف بالصدق والتدين وعدم الاختلاء الا فيما اجمع علية العلماء كما كان محل ثقة الخلفاء حتي عهد الية هارون الرشيد تاديب ولدة الامين والمامون لة مؤلفات شتي طبع بعضها مثل كتب خلود الانسان خلق الابل ---الخيل-----الشاة----الوحش والاصمعيات وتقع في 195 قصيدة مختارة لواحد وسبعين شاعرا حيث تفوق قيمتها اللغوية والقيمة الفنية
من اشهر روائعه
كان الخليفة أبي جعفر المنصور يحفظ الشعر من أول مرة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات ، وكان المنصور بخيلاً جداً
فكان إذا جاء شاعر بقصيدة قال له: إن كانت مطوقة: أي إذا أتى بها أحد قبلك ، فلا نعطيك لها جائزة، وإن لم يكن أحد يحفظها نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه ، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة، ولو كانت ألف بيت
ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكاملها، ثم يقول له: هذا المملوك يحفظها، وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية التي خلف الستارة تحفظها أيضاً وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بغير شيء وكان الأصمعي من جلساء الخليفة المنصور وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبين منه غير عينيه
وجاء إلى الخليفة وقال: إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة
فقال الخليفة: يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ما هي مكتوبة عليه
فأنشد الأصمعي هذه القصيدة
صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ
هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ
الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً
مَعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَـلِ
وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي
وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي
فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي
غُـزَيِّـلٌ عَـقَـيْـقَـلي
قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْـنَـتِـهِ
مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الـخَجَـلِ
فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي
فَـلَـمْ يَجّـدُ بـالـقُبَـلِ
فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ
وَقَـدْ غَـدَا مُـهَــرْولِ
وَالـخُـودُ مَالَـتْ طَرَبَـاً
مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ
فَـوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَـتُ
وَلـي وَلـي يَاوَيْـلَ لِـي
فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي
وَبَـيِّـنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي
لَـمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا
يُـرِيـدُ غَـيْـرَ القُـبَـلِ
وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَـفِـي
إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْـلَ لِـي
قَالَـتْ لَـهُ حِيْـنَ كَـذَا
انْهَـضْ وَجِـدْ بِـالنَّـقَلِ
وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَـنِـي
قَـهْـوَةً كَالـعَـسَلَ لِـي
شَمَـمْـتُـهَا بِـأَنْـفِـي
أَزْكَـى مِـنَ القَـرَنْـفُـلِ
فِي وَسْـطِ بُسْتَـانٍ حُلِـي
بالـزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي
وَالـعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي
وَالطَّبْـلُ طَـبْ طَبَّـلَ لِـي
وَالسَّقْـفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي
وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَـبَ لِـي
شَـوَى شَـوَى وَشَاهِـشُ
عَلَـى وَرَقْ سِـفَـرجَـلِ
وَغَـرَّدَ القِمْــرِ يَصِيـحُ
مِـنْ مَـلَـلٍ فِـي مَلَـلِ
فَـلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـبـاً
عَـلَـى حِـمَـارٍ أَهْـزَلِ
يَـمْـشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ
كَـمَشْيَـةِ الـعَـرَنْجِـلِ
وَالـنَّـاسُ تَرْجِـمْ جَمَلِـي
فِـي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ
وَالكُـلُّ كَعْكَـعْ كَعِكَـعْ
خَلْـفِـي وَمِـنْ حُوَيْلَلِـي
لكِـنْ مَـشَـيـتُ هَارِبـا
مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِــلِي
إِلَـى لِـقَــاءِ مَـلِـكٍ
مُـعَـظَّـمٍ مُـبَـجَّــلِ
يَأْمُـرُلِـي بِـخَـلْـعَـةٍ
حَـمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي
أَجُـرُّ فِيـهَـا مَـاشِـيـاً
مُـبَـغْـدِدَاً لـلـذِّيَّــلِ
أَنَا الأَدِيْـبُ الأَلْـمَـعِـي
مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُـوْصِـلِ
نَظِمْتُ قِطُعـاً زُخْـرِفَـتْ
يَعْجِـزُ عَنْـهَا الأَدْبُ لِـي
أَقُــوْلُ فِـي مَطْلَعِهَــا
صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُــلِ
فلم يحفظها المنصور لصعوبتها ، ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها أحد منهما
فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته
فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاةٌ ليس لي بها حاجة ، فنقشتها فيها، فلم يسع الخليفة إلا أنه أعطاه وزنها ذهباً فنفد ما في خزينته من المال ، فأخذه وانصرف
فلما ولى قال الخليفة: يغلب على ظني أن هذا الأصمعي، فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته
فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية، فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك شيئالهم لم يضرك شيئا