والله لأطأن أرضكم ولأقيدن أعناق ملوككم ولآخذن منكم الجزية ؟
انه قسم القائد العربي المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي حين كان يهم بفتح بلاد الصين ذلك القائد المسلم الذي حارب بلا هوادة ليرفع اسم الإسلام عاليا يوم كانت الجيوش العربية الإسلامية تمثل كيانا واحدا متحدا لا متفرقا تنطلق باسمه تحت راية لا الله إلا الله محمد رسول الله وحدها فتنصاع لهيبتها الجبال والبحار وقد أسهم هذا الفتى بفخر في نشر نور الإسلام في دهاليز ظلمات ذلك العالم فكان مِن أبرز مَن أناروا الكثير من بقاعه حتى بات لهم كبير الفضل في نشر خارطة الإسلام وانتشار أهله على الأرض بهيئة تواجدهم الحالي وكان هذا البطل من بين الرجال الذين صلحت أعمالهم فصلح سير حال الأمة بزمانهم حتى عم ذلك النور غالب أرجاء المعمورة وتسبق ذلك النور شعاع هيبتهم من حسن إيمانهم وثباتهم المنطلق من استعدادهم الدائم للقاء ربهم مما اوجب رهبة أعدائهم فتنامى ذلك الفخر بسيل توالي انتصاراتهم ففرض فيض العز لدولة إسلام مثلوها بإخلاص فاكتسبت هيبتها والطاعة لها على البعد وأضحت تركع أعداء الله والدين أينما اقتضت الحاجة وتفتح بجيوشها الممالك والدول تباعا وليس كحال الأمة التي أوصلها التردي اليوم إلى خسران هيبتها وسطوتها بخسران كيانها واتحادها على كلمة سواء إزاء تربص الأعداء بها فتفرقت وتشتت أمرها حتى باتت تخسر البلدان تباعا وسيط تفرج ورضوخ بني الجلدة المذل ,,,
ومن أخبار ذلك بصحائف التاريخ
إن المسلمين لم يفتحوا الصين كاملة وإنما فتحوا أطرافها وبعض مدنها وذلك سنة ست وتسعين للهجرة النبوية الشريفة ثم وقع الصلح بين القائد قتيبة بن مسلم الباهلي وملك ملوك الصين على دفع الجزية وقد قا ل أبن كثيرفي البداية والنهاية) وفي سنة ست وتسعين فتح قتيبة بن مسلم رحمه الله تعالى كاشغر من أرض الصين وبعث إلى ملك الصين يتوعده ويقسم بالله أن لا يرجع حتى يطأ بلاده ويختم ملوكهم وأشرافهم ويأخذ منهم الجزية أو يدخلوا في الإسلام فكانت بينهما مراسلات تم بعدها الاتفاق على إرسال مجموعة من أشرافهم إلى قتيبة ومعهم الأموال الطائلة وصحافا واسعة من ذهب فيها تراب من أرض الملك الصيني ليطأها قتيبة بقدميه حتى يبر يمينه فرضي قتيبة بذلك وتوقف عن غزوهم إلى أن توفي آخر سنة ست وتسعين هـ( بتصرف من البداية والنهاية الجزء التاسع من ص 140إلى ص 42 ).
وعلى هذا فان الفتح كان بتلك الصيغة وابتدأ عندما أعلن قتيبة سنة 96 هـ النفير العام لأنه قرر العبور من فرغانة إلى الصين ضمن الخطة التي رسمها له الحجاج بن يوسف الثقفي الذي خاطب قتيبة وابن القاسم بقوله ( أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها وعلى صاحبها ) وكما جاء في البداية والنهاية أيضا ( ولو عاش الحجاج لما أقلع عن بلاد الصين ولم يبق إلا أن يلتقي مع ملكها ) وهنا أعلن قتيبة التعبئة العامة وقال ( لا يجوزن أحد نهر جيحون عائداً إلى مرو إلا بجواز ) أي بإذن رسمي خطي يؤهله العودة من ما وراء النهر إلى مرو ومضى قتيبة وجنده إلى فرغانة وأرسل إلى شعب عصام سلاح المهندسين ( الفَعَلَة ) ليسهلوا له الطريق إلى كاشغر وهي أدنى مدن الصين .
لقد فتح قتيبة مدينة كاشغر وعبر بذلك نهر سيحون النهر الذي يشكل الحد الطبيعي الفاصل بين الفرس والترك وبين المغول وعبور قتيبة له كان أول تحد مباشر من المسلمين للشعوب المغولية
وقد طلب إمبراطور الصين ( يوانغ جونغ ) بعد فتح كاشغر وفداً يمثل قتيبة وكتب إلى قتيبة كتاباً جاء فيه ( ابعث إلينا رجلاً من أشراف من معكم يخبرنا عنكم ونسائله عن دينكم ) فانتخب قتيبة من عسكره اثني عشر رجلاً من أبناء القبائل لهم جمال وأجسام وألسن وشعور وبأس بعدما سأل عنهم فوجدهم من صالح الناس فكلمهم قتيبة وفاطنهم (اي اختبرهم ) فرأى عقولاً وجمالاً فأمر لهم بعدة حسنة من السلاح والمتاع الجيد من الخز والوشي واللين من البياض والرقيق والنعال والعطر وحملهم على خيول مطهمة تقاد معهم ودواب يركبونها
وكان هبيرة بن المشمرج الكلابي مفوهاً بسيط اللسان فقال قتيبة ( يا هبيرة كيف أنت صانع ؟ قال : أصلح الله الأمير قد كفيت الأدب وقل ما شئت أقله وآخذ به قال : سيروا على بركة الله وبالله التوفيق لا تضعوا العمائم عنكم حتى تقدموا البلاد فإذا دخلتم عليه فأعلموه أني قد حلفت ألا أنصرف حتى أطأ بلادهم وأختم ملوكهم وأجبي خراجهم ) فسار الوفد وعليهم هبيرة بن المشمرج فلما قدموا أرسل إليهم ملك الصين يدعوهم فدخلوا الحمام ثم خرجوا فلبسوا ثياباً بياضاً تحتها الغلائل الثياب الذي يلبس تحت الدروع ثم مسوا الغالية نوع من الطيب وتدخنوا ولبسوا النعال والأردية ودخلوا عليه وعنده عظماء أهل مملكته فجلسوا فلم يكلمهم الملك ولا أحد من جلسائه فنهضوا فقال الملك لمن حضره : كيف رأيتم هؤلاء ؟ قالوا : رأينا قوماً ما هم إلا نساء ، ما بقي منا أحد حين رآهم ووجد رائحتهم إلا اشتهى النساء فلما كان الغد أرسل إليهم فلبسوا الوشي وعمائم الخز والمطارف وغدوا عليه فلما دخلوا عليه قيل لهم : ارجعوا ، فقال لأصحابه : كيف رأيتم هذه الهيئة ؟ قالوا : هذه الهيئة أشبه بهيئة الرجال من تلك الأولى وهم أولئك فلما كان اليوم الثالث أرسل إليهم فشدوا عليهم سلاحهم ولبسوا البيض والمغافر وتقلدوا السيوف وأخذوا الرماح وتنكبوا القسي وركبوا خيولهم وغدوا فنظر إليهم صاحب الصين فرأى أمثال الجبال مقبلة فلما دنوا ركزوا رماحهم ثم أقبلوا نحوهم مشمرين فقيل لهم قبل أن يدخلوا : ارجعوا لما دخل قلوبهم من خوفهم فانصرفوا فركبوا خيولهم واختلجوا رماحهم ثم دفعوا خيولهم كأنهم يتطاردون بها فقال الملك لأصحابه : كيف ترونهم ؟قالوا : ما رأينا مثل هؤلاء قط .
فلما أمسى أرسل إليهم الملك أن ابعثوا إلي زعيمكم وأفضلكم رجلاً فبعثوا إليه هبيرة فقال له حين دخل عليه: قد رأيتم عظيم ملكي وإنه ليس أحد يمنعكم مني وأنتم في بلادي وإنما أنتم بمنزلة البيضة في كفي وأنا سائلك عن أمر فإن لم تصدقني قتلتكم ، قال : سل قال : لم صنعتم ما صنعتم من الزي في اليوم الأول والثاني والثالث ؟ قال هبيرة : أما زينا في يومنا الأول فلباسنا في أهالينا وريحنا عندهم وأما يومنا الثاني فإذا أتينا أمراءنا وأما اليوم الثالث فزينا لعدونا فإذا هاجنا هيج وفزع كنا هكذا قال الملك : ما أحسن ما دبرتم دهركم ! فانصرفوا إلى صاحبكم فقولوا له ينصرف فإني قد عرفت حرصه وقلة أصحابه وإلا بعثت عليكم من يهلككم ويهلكه قال له هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون بلاد الشام ! وكيف يكون حريصاً من خلف الدنيا قادراً عليها وغزاك ! وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالاً إذا حضرت فأكرمها القتل فلسنا نكرهه ولا نخافه فقال ملك الصين : فما الذي يرضي صاحبك ؟ فقال هبيرة : إنه قد حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم ويختم ملوككم ويعطى الجزية فقال ملك الصين : فإنا نخرجه من يمينه نبعث إليه بتراب من تراب أرضنا فيطؤه ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها ثم دعا بصحاف من ذهب فيها تراب وبعث بحرير وذهب وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ، ثم أجازهم فأحسن جوائزهم فساروا فقدموا بما بعث به فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمة وردهم ووطئ التراب .
وفاته
وبعد فتح كاشغر جاء إلى قتيبة خبر موت الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين وتولي سليمان بن عبد الملك مكانه فانكسرت همته لذلك وعاد أدراجه فقتل في فرغانة .
رحمة الله عليه
انه قسم القائد العربي المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي حين كان يهم بفتح بلاد الصين ذلك القائد المسلم الذي حارب بلا هوادة ليرفع اسم الإسلام عاليا يوم كانت الجيوش العربية الإسلامية تمثل كيانا واحدا متحدا لا متفرقا تنطلق باسمه تحت راية لا الله إلا الله محمد رسول الله وحدها فتنصاع لهيبتها الجبال والبحار وقد أسهم هذا الفتى بفخر في نشر نور الإسلام في دهاليز ظلمات ذلك العالم فكان مِن أبرز مَن أناروا الكثير من بقاعه حتى بات لهم كبير الفضل في نشر خارطة الإسلام وانتشار أهله على الأرض بهيئة تواجدهم الحالي وكان هذا البطل من بين الرجال الذين صلحت أعمالهم فصلح سير حال الأمة بزمانهم حتى عم ذلك النور غالب أرجاء المعمورة وتسبق ذلك النور شعاع هيبتهم من حسن إيمانهم وثباتهم المنطلق من استعدادهم الدائم للقاء ربهم مما اوجب رهبة أعدائهم فتنامى ذلك الفخر بسيل توالي انتصاراتهم ففرض فيض العز لدولة إسلام مثلوها بإخلاص فاكتسبت هيبتها والطاعة لها على البعد وأضحت تركع أعداء الله والدين أينما اقتضت الحاجة وتفتح بجيوشها الممالك والدول تباعا وليس كحال الأمة التي أوصلها التردي اليوم إلى خسران هيبتها وسطوتها بخسران كيانها واتحادها على كلمة سواء إزاء تربص الأعداء بها فتفرقت وتشتت أمرها حتى باتت تخسر البلدان تباعا وسيط تفرج ورضوخ بني الجلدة المذل ,,,
ومن أخبار ذلك بصحائف التاريخ
إن المسلمين لم يفتحوا الصين كاملة وإنما فتحوا أطرافها وبعض مدنها وذلك سنة ست وتسعين للهجرة النبوية الشريفة ثم وقع الصلح بين القائد قتيبة بن مسلم الباهلي وملك ملوك الصين على دفع الجزية وقد قا ل أبن كثيرفي البداية والنهاية) وفي سنة ست وتسعين فتح قتيبة بن مسلم رحمه الله تعالى كاشغر من أرض الصين وبعث إلى ملك الصين يتوعده ويقسم بالله أن لا يرجع حتى يطأ بلاده ويختم ملوكهم وأشرافهم ويأخذ منهم الجزية أو يدخلوا في الإسلام فكانت بينهما مراسلات تم بعدها الاتفاق على إرسال مجموعة من أشرافهم إلى قتيبة ومعهم الأموال الطائلة وصحافا واسعة من ذهب فيها تراب من أرض الملك الصيني ليطأها قتيبة بقدميه حتى يبر يمينه فرضي قتيبة بذلك وتوقف عن غزوهم إلى أن توفي آخر سنة ست وتسعين هـ( بتصرف من البداية والنهاية الجزء التاسع من ص 140إلى ص 42 ).
وعلى هذا فان الفتح كان بتلك الصيغة وابتدأ عندما أعلن قتيبة سنة 96 هـ النفير العام لأنه قرر العبور من فرغانة إلى الصين ضمن الخطة التي رسمها له الحجاج بن يوسف الثقفي الذي خاطب قتيبة وابن القاسم بقوله ( أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها وعلى صاحبها ) وكما جاء في البداية والنهاية أيضا ( ولو عاش الحجاج لما أقلع عن بلاد الصين ولم يبق إلا أن يلتقي مع ملكها ) وهنا أعلن قتيبة التعبئة العامة وقال ( لا يجوزن أحد نهر جيحون عائداً إلى مرو إلا بجواز ) أي بإذن رسمي خطي يؤهله العودة من ما وراء النهر إلى مرو ومضى قتيبة وجنده إلى فرغانة وأرسل إلى شعب عصام سلاح المهندسين ( الفَعَلَة ) ليسهلوا له الطريق إلى كاشغر وهي أدنى مدن الصين .
لقد فتح قتيبة مدينة كاشغر وعبر بذلك نهر سيحون النهر الذي يشكل الحد الطبيعي الفاصل بين الفرس والترك وبين المغول وعبور قتيبة له كان أول تحد مباشر من المسلمين للشعوب المغولية
وقد طلب إمبراطور الصين ( يوانغ جونغ ) بعد فتح كاشغر وفداً يمثل قتيبة وكتب إلى قتيبة كتاباً جاء فيه ( ابعث إلينا رجلاً من أشراف من معكم يخبرنا عنكم ونسائله عن دينكم ) فانتخب قتيبة من عسكره اثني عشر رجلاً من أبناء القبائل لهم جمال وأجسام وألسن وشعور وبأس بعدما سأل عنهم فوجدهم من صالح الناس فكلمهم قتيبة وفاطنهم (اي اختبرهم ) فرأى عقولاً وجمالاً فأمر لهم بعدة حسنة من السلاح والمتاع الجيد من الخز والوشي واللين من البياض والرقيق والنعال والعطر وحملهم على خيول مطهمة تقاد معهم ودواب يركبونها
وكان هبيرة بن المشمرج الكلابي مفوهاً بسيط اللسان فقال قتيبة ( يا هبيرة كيف أنت صانع ؟ قال : أصلح الله الأمير قد كفيت الأدب وقل ما شئت أقله وآخذ به قال : سيروا على بركة الله وبالله التوفيق لا تضعوا العمائم عنكم حتى تقدموا البلاد فإذا دخلتم عليه فأعلموه أني قد حلفت ألا أنصرف حتى أطأ بلادهم وأختم ملوكهم وأجبي خراجهم ) فسار الوفد وعليهم هبيرة بن المشمرج فلما قدموا أرسل إليهم ملك الصين يدعوهم فدخلوا الحمام ثم خرجوا فلبسوا ثياباً بياضاً تحتها الغلائل الثياب الذي يلبس تحت الدروع ثم مسوا الغالية نوع من الطيب وتدخنوا ولبسوا النعال والأردية ودخلوا عليه وعنده عظماء أهل مملكته فجلسوا فلم يكلمهم الملك ولا أحد من جلسائه فنهضوا فقال الملك لمن حضره : كيف رأيتم هؤلاء ؟ قالوا : رأينا قوماً ما هم إلا نساء ، ما بقي منا أحد حين رآهم ووجد رائحتهم إلا اشتهى النساء فلما كان الغد أرسل إليهم فلبسوا الوشي وعمائم الخز والمطارف وغدوا عليه فلما دخلوا عليه قيل لهم : ارجعوا ، فقال لأصحابه : كيف رأيتم هذه الهيئة ؟ قالوا : هذه الهيئة أشبه بهيئة الرجال من تلك الأولى وهم أولئك فلما كان اليوم الثالث أرسل إليهم فشدوا عليهم سلاحهم ولبسوا البيض والمغافر وتقلدوا السيوف وأخذوا الرماح وتنكبوا القسي وركبوا خيولهم وغدوا فنظر إليهم صاحب الصين فرأى أمثال الجبال مقبلة فلما دنوا ركزوا رماحهم ثم أقبلوا نحوهم مشمرين فقيل لهم قبل أن يدخلوا : ارجعوا لما دخل قلوبهم من خوفهم فانصرفوا فركبوا خيولهم واختلجوا رماحهم ثم دفعوا خيولهم كأنهم يتطاردون بها فقال الملك لأصحابه : كيف ترونهم ؟قالوا : ما رأينا مثل هؤلاء قط .
فلما أمسى أرسل إليهم الملك أن ابعثوا إلي زعيمكم وأفضلكم رجلاً فبعثوا إليه هبيرة فقال له حين دخل عليه: قد رأيتم عظيم ملكي وإنه ليس أحد يمنعكم مني وأنتم في بلادي وإنما أنتم بمنزلة البيضة في كفي وأنا سائلك عن أمر فإن لم تصدقني قتلتكم ، قال : سل قال : لم صنعتم ما صنعتم من الزي في اليوم الأول والثاني والثالث ؟ قال هبيرة : أما زينا في يومنا الأول فلباسنا في أهالينا وريحنا عندهم وأما يومنا الثاني فإذا أتينا أمراءنا وأما اليوم الثالث فزينا لعدونا فإذا هاجنا هيج وفزع كنا هكذا قال الملك : ما أحسن ما دبرتم دهركم ! فانصرفوا إلى صاحبكم فقولوا له ينصرف فإني قد عرفت حرصه وقلة أصحابه وإلا بعثت عليكم من يهلككم ويهلكه قال له هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون بلاد الشام ! وكيف يكون حريصاً من خلف الدنيا قادراً عليها وغزاك ! وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالاً إذا حضرت فأكرمها القتل فلسنا نكرهه ولا نخافه فقال ملك الصين : فما الذي يرضي صاحبك ؟ فقال هبيرة : إنه قد حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم ويختم ملوككم ويعطى الجزية فقال ملك الصين : فإنا نخرجه من يمينه نبعث إليه بتراب من تراب أرضنا فيطؤه ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها ثم دعا بصحاف من ذهب فيها تراب وبعث بحرير وذهب وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ، ثم أجازهم فأحسن جوائزهم فساروا فقدموا بما بعث به فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمة وردهم ووطئ التراب .
وفاته
وبعد فتح كاشغر جاء إلى قتيبة خبر موت الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين وتولي سليمان بن عبد الملك مكانه فانكسرت همته لذلك وعاد أدراجه فقتل في فرغانة .
رحمة الله عليه