هذه القصة عن ثورة المصريين فى نهايات الاسرة السادسة اى ماقبل عام 2280 قبل الميلاد ..
و هى قصة موجهة الى كل من يقول و يتغنى كذبا او مبالغة بأن المصريين شعب
مستكين ألهوا ملوكهم و عبدوهم .. و هذه القصة و هى ليست الوحيدة فى تاريخ
مصر العظيم الذى لا قرين له .. تثبت ان المصريين شعب صبور جدا و لكن اذا
زاد الطغاة فى طغيانهم و بغيهم و استهانوا بهذا الشعب فأنه ينفجر فى ثورة
لا ترحم ثورة تقذف بهؤلاء الطغاة و البغاة و الناهبين لثروات الشعب الى
الجحيم ..
انها او صورة من صور العصيان المدنى ثم الثورة .. هنا فى مصر قام بها اجداد المصريين ..
الثورة الشعبية
بردية ( ايبو ور ) كتبها احد الحكماء و قد
استطاع ان يصل الى مقر الملك و يطلب منه العمل على انقاذ البلاد مما تردت
فيه و يصف له الحالة السيئة التى بلغتها
لقد انقلبت البلاد الى عصابات و لم يعد الناس يحرثون حقولهم و اضرب الناس
عن دفع الضرائب و توقفت التجارة الخارجية و هجم الناي على مخازن الحكومة
فنهبوها و على مكاتب الدولة فبعثروا محتوياتها بل ان الملوك الدفونين قد
اعتدى عليهم ايضا و بعثروا اشلائهم و اصبحت اهرامهم خالية مما كان فيها و
صل الشعب انتقامه على الاغنياء فنهبوا القصور و حرقوها و صار اصحابها
محرونين يبكون بينما كان عامة الشعب يفرحون و يحتفلون .
و اصبح الذين كانوا يملكون الرقيق يسيرون فى اسمال بالية و اولئك
الذين لم يملكوا شيئا فى حياتهم يرفون فى ملابس من خير الكتان و يسخر
الكاتب ممكان يراه فيقول إن الاصلع الذى لم يكن يستخدم الزيت اصبح يمتلك
من الأوانى الملأى بخير انواع العطور و أن الذى لم يمتلك صندوقا صغيرا فى
حياته اصبح مالكا لصندوق كبير و الفتاة التى كانت تذهب الى الماء لترى
وجهها اصبحت مالكة مرآة ..
و ياليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد فقد الصب الناس نقمتهم على اطفال
الأغنياء فصاروا يقذفون بهم الجدران و ترك الناس اطفالهم الذين طالما
تمنوا ولادتهم .. القوهم فى الطريق عساهم يجدوا من يمد اليهم يده ..
حتى رجال الأمن الذين كان الناس ينتظرون منهم ان يوقفوا تلك الأحداث
اصبحوا فى مقدمة الناهبين و انهارت الحكومة المركزية و اصبح الأغنياء فى
حزن و غم بينما كان الفقراء مبتهجين فرحين ، و كانت كل مدينة تقول فنطرد
بعضا منا و مما زاد الحالة سوءا ان عصابات البدو الذين كانوا يسكنون على
حدود مصر فى الشرق وربما فى الغرب انتهزوا هذه الفرصة فأخذوا يتدفقون على
قرى الدلتا و ينهبون ما يجدونه مع الناس و لم يعد أخ يثق فى اخيه او صديق
يثق فى صاحبه ..
اذن لقد انتقم الشعب و ثار الفلاح الصابر المطيع عندما وجد الظلم قد
ازداد و ان الأغنياء قد سلبون كل شئ و ثار ثورته الجامحة فلم يبقى على شئ
و لم يفرق فى ثورته بين معبد لإله او ديوان للحكومة او قصر للغنى او مخزن
للدولة او قبر دفنوا فيها حليا مع صاحبه ..
و لكن مثل هذه الحالة لا يمكن ان تستمر الى الابد فلابد للناس من ان
يعودوا الى الهدوء بعد الثورة و ان يحاولوا خلق مجتمع جديد و نظام جديد ،
و اذا كانت الحقول قد تركت دون زراعة و تعكرت مياه النيل بلون الدم و ملئت
بجثث الموتى كان لابد للناس ان يهدأوا و ان ينتجوا ليعيشوا و لم يعد الشعب
يجد من يصب عليه مزيدا من غضبه او شيئا يمكنه ان يغتصبه ممن كان يملكه ..
فخلد الى الهدوء و تطلع الى الذين احتلوا منه مكان الزعامة و المشورة
ليخرجوه مما هو فيه ليبدأ حياة جديدة لأن الهدم سهل ميسور و لكن البناء شئ
آخر يحتاج الى خبرة و مران ..
و قد مضت فترة طويلة قبل ان تعود مصر الى ماكانت عليه و حتى بدايات عصر امنمحات الأول و بداية الدولة الوسطى ..
هذا ما وصفته بردية " ايبو ور " الموجودة حاليا فى متحف ليدن بهولندا
و قد ترجمها جارنر و حللها جون برستد فى كتابه The Dawn of Conscience
و المصدر الحالى يرجع تاريخه الى الاسرة التاسعة عشرة او العشرين و
لكنه منقول عن مصدر لا يمكن ان يكون قد كتب الا فى فترة الاضطرابات نفسها
أى فى آخر الأسرة السادسة و ذلك اعتمادا على لغة واجرومية و بعض من
المميزات الأدبية فى كتابات ذلك العصر
و هى قصة موجهة الى كل من يقول و يتغنى كذبا او مبالغة بأن المصريين شعب
مستكين ألهوا ملوكهم و عبدوهم .. و هذه القصة و هى ليست الوحيدة فى تاريخ
مصر العظيم الذى لا قرين له .. تثبت ان المصريين شعب صبور جدا و لكن اذا
زاد الطغاة فى طغيانهم و بغيهم و استهانوا بهذا الشعب فأنه ينفجر فى ثورة
لا ترحم ثورة تقذف بهؤلاء الطغاة و البغاة و الناهبين لثروات الشعب الى
الجحيم ..
انها او صورة من صور العصيان المدنى ثم الثورة .. هنا فى مصر قام بها اجداد المصريين ..
الثورة الشعبية
بردية ( ايبو ور ) كتبها احد الحكماء و قد
استطاع ان يصل الى مقر الملك و يطلب منه العمل على انقاذ البلاد مما تردت
فيه و يصف له الحالة السيئة التى بلغتها
لقد انقلبت البلاد الى عصابات و لم يعد الناس يحرثون حقولهم و اضرب الناس
عن دفع الضرائب و توقفت التجارة الخارجية و هجم الناي على مخازن الحكومة
فنهبوها و على مكاتب الدولة فبعثروا محتوياتها بل ان الملوك الدفونين قد
اعتدى عليهم ايضا و بعثروا اشلائهم و اصبحت اهرامهم خالية مما كان فيها و
صل الشعب انتقامه على الاغنياء فنهبوا القصور و حرقوها و صار اصحابها
محرونين يبكون بينما كان عامة الشعب يفرحون و يحتفلون .
و اصبح الذين كانوا يملكون الرقيق يسيرون فى اسمال بالية و اولئك
الذين لم يملكوا شيئا فى حياتهم يرفون فى ملابس من خير الكتان و يسخر
الكاتب ممكان يراه فيقول إن الاصلع الذى لم يكن يستخدم الزيت اصبح يمتلك
من الأوانى الملأى بخير انواع العطور و أن الذى لم يمتلك صندوقا صغيرا فى
حياته اصبح مالكا لصندوق كبير و الفتاة التى كانت تذهب الى الماء لترى
وجهها اصبحت مالكة مرآة ..
و ياليت الأمر يتوقف عند ذلك الحد فقد الصب الناس نقمتهم على اطفال
الأغنياء فصاروا يقذفون بهم الجدران و ترك الناس اطفالهم الذين طالما
تمنوا ولادتهم .. القوهم فى الطريق عساهم يجدوا من يمد اليهم يده ..
حتى رجال الأمن الذين كان الناس ينتظرون منهم ان يوقفوا تلك الأحداث
اصبحوا فى مقدمة الناهبين و انهارت الحكومة المركزية و اصبح الأغنياء فى
حزن و غم بينما كان الفقراء مبتهجين فرحين ، و كانت كل مدينة تقول فنطرد
بعضا منا و مما زاد الحالة سوءا ان عصابات البدو الذين كانوا يسكنون على
حدود مصر فى الشرق وربما فى الغرب انتهزوا هذه الفرصة فأخذوا يتدفقون على
قرى الدلتا و ينهبون ما يجدونه مع الناس و لم يعد أخ يثق فى اخيه او صديق
يثق فى صاحبه ..
اذن لقد انتقم الشعب و ثار الفلاح الصابر المطيع عندما وجد الظلم قد
ازداد و ان الأغنياء قد سلبون كل شئ و ثار ثورته الجامحة فلم يبقى على شئ
و لم يفرق فى ثورته بين معبد لإله او ديوان للحكومة او قصر للغنى او مخزن
للدولة او قبر دفنوا فيها حليا مع صاحبه ..
و لكن مثل هذه الحالة لا يمكن ان تستمر الى الابد فلابد للناس من ان
يعودوا الى الهدوء بعد الثورة و ان يحاولوا خلق مجتمع جديد و نظام جديد ،
و اذا كانت الحقول قد تركت دون زراعة و تعكرت مياه النيل بلون الدم و ملئت
بجثث الموتى كان لابد للناس ان يهدأوا و ان ينتجوا ليعيشوا و لم يعد الشعب
يجد من يصب عليه مزيدا من غضبه او شيئا يمكنه ان يغتصبه ممن كان يملكه ..
فخلد الى الهدوء و تطلع الى الذين احتلوا منه مكان الزعامة و المشورة
ليخرجوه مما هو فيه ليبدأ حياة جديدة لأن الهدم سهل ميسور و لكن البناء شئ
آخر يحتاج الى خبرة و مران ..
و قد مضت فترة طويلة قبل ان تعود مصر الى ماكانت عليه و حتى بدايات عصر امنمحات الأول و بداية الدولة الوسطى ..
هذا ما وصفته بردية " ايبو ور " الموجودة حاليا فى متحف ليدن بهولندا
و قد ترجمها جارنر و حللها جون برستد فى كتابه The Dawn of Conscience
و المصدر الحالى يرجع تاريخه الى الاسرة التاسعة عشرة او العشرين و
لكنه منقول عن مصدر لا يمكن ان يكون قد كتب الا فى فترة الاضطرابات نفسها
أى فى آخر الأسرة السادسة و ذلك اعتمادا على لغة واجرومية و بعض من
المميزات الأدبية فى كتابات ذلك العصر