تضع السلحفاة الواحدة بين خمسين إلى سبعين بيضة كل سنة دفعة واحدة
المنصورى (لبنان) (أ. ف. ب)
var addthis_pub="tonyawad";
تراقب
منى الخليل بشغف سلحفاة تضع بيضها على شاطئ فى جنوب لبنان ثم تعود إلى
البحر، تاركة صغارها فى عهدة منى التى تحلم باستصدار قرار رسمى لتحويل
مساحة من شاطئ المنصورى يطلق عليها الجنوبيون اسم "خليج السلاحف" إلى
محمية.
وتقول منى (55 عاما) التى بدأت عملها فى حماية السلاحف بالصدفة قبل عشر
سنوات، أنها تهتم بشكل أساسى بالبيض التى تتركها السلاحف وتساعدها على
التفقيس، ثم تعنى بصغار السلاحف، قبل أن تنطلق هذه الأخيرة بدورها إلى
البحر الواسع.
وتتعاون منى فى مهمتها مع منظمات إيطالية ويونانية وبريطانية غير حكومية تؤمن تدريبات ونصائح لفريقها.
وتقول إن السنة الفائتة لم تحمل إلى الشواطئ اللبنانية الجنوبية إلا 45
سلحفاة، بينما كان العدد فى السنة السابقة 86. وتوضح أن سبب ذلك عائد إلى
"دورة السلاحف" فى البحر المتوسط التى تشهد تباطؤ كل عشر سنوات.
ويساعد منى فى "محمية خليج السلاحف" عدد من المتطوعين اللبنانيين والأجانب
الذين يسهرون على حماية الأعشاش خلال موسم الإباضة الممتد على أربعة أشهر،
قبل أن يحين موعد التفقيس. ويبدأ الموسم فى مايو وينتهى فى أغسطس.
وتضع السلحفاة الواحدة بين خمسين إلى سبعين بيضة كل سنة دفعة واحدة. وهناك
نوع محدد نادر هو السلحفاة الخضراء ذات الرأس الضخم والنقاط الخضراء حول
العنق، يضع بين مائة إلى 150 بيضة.
وروت منى أنها لن تنسى دهشتها عندما شاهدت للمرة الأولى سلحفاة تتسلل ليلا من البحر إلى الشاطئ وقد بدت منتفخة البطن.
وتلفتت السلحفاة يمنة ويسرة قبل أن تبدأ بالحفر فى الرمال إلى عمق ثلاثة
أو أربعة أمتار حيث وضعت بيضها، ثم دفعت الرمال فوق الحفر وعادت إلى البحر.
وتقول منى "فى بعض الأحيان، لا يكون البيض ناضجة، فنضعها فى حاضنات خاصة
رطبة فيها مياه ساخنة ليومين لتتمكن من التفقيس. عندها ننقل الصغار
بأيدينا إلى البحر خوفا من اصطدامها بالسلاطعين أو أى حيوان بحرى آخر يكون
فى انتظار الضعيف لينقض عليه".
ويطلق على منزل منى الواقع على الشاطئ والمؤلف من طبقتين اسم "أوتيل
السلاحف". وكانت منى الخليل تعيش فى هولندا وتعمل فى أحد متاحفها قبل
عودتها إلى لبنان واكتشافها صدفة خلال سباحتها قبالة المنزل، ظاهرة
السلاحف البحرية. فقررت الانصراف للاعتناء بها.
وتنوى منى إجراء اتصالات قريبة مع المراجع المعنية لاستصدار قرار من
الحكومة اللبنانية لتصنيف هذه المنطقة الرملية كمحمية طبيعية، لاسيما أن
المكان بدأ يشهد إقبالا من الزوار.
والهدف حماية السلاحف التى باتت بعض أنواعها فى طور الانقراض، "بسبب
استخدام الديناميت فى صيد الأسماك" على الشاطئ اللبنانى، وبسبب "الأوساخ
التى تملأ البحر المتوسط" من الجانب اللبنانى.