قال تعالى :
( و في الأرض آيات للموقنين . و في أنفسكم أفلا تبصرون) .الذاريات 20 ـ 21 .
قال الدكتور عناية الله المشرقي ،و هو من أعظم علماء الهند في الطبيعة و
الرياضيات ،و يتمتع بشهرة كبيرة في الغرب ، لاكتشافاته العديدة و أفكاره
الجديدة و هو أول من عرض فكرة القنبلة الذرية ، قال : خرجت من بيتي لقضاء
حاجة ما ، و كان ذلك يوم الأحد من أيام سنة 1909م فإذا بي أرى الفلكي
المشهور السير جميس جينز الأستاذ بجامعى كمبرج ، فدنوت منه ، و سلمت عليه
فسألني : ماذا تريد مني ؟ فقلت له : إن شمسيتك تحت إبطك رغم شدة المطر !
فتبسم السير جيمس و فتح شمسيته على الفور ، و توقف لحظة ثم قال : عليك أن
تأخذ شاي المساء عندي .
و عندما و صلت إلى داره في المساء ، خرجت ليدي جيمس في تمام الساعة
الرابعة بالضبط ،و أخبرتني أن السير جيمس ينتظرني ، و عندما دخلت عليه في
الغرفة وجدت أمامه منضدة صغيرة موضوعة عليها أدوات الشاي .
و كان البروفيسور منهمكاً في أفكاره ، و عندما شعر بوجودي ، سألني :
ماذا تريد ؟ و دون أن ينتظر ردي ، بدأ يلقي محاضرة عن تكوين الأجرام
السماوية ، و نظامها المدهش و أبعادها وفواصلها اللامنتاهية ،و طرقها و
مداراتها و جاذبيتها و طوفان أنوارها المذهلة ، حتى إنني شعرت بقلبي يهتز
بهيبة الله و جلاله .
و أما السير جيمس فوجدت شعر رأسه قائماً ،و الدموع تنهمر من عينيه و يداه ترتعدان من خشية الله ، و توقف فجأة ثم بدأ يقول :
" يا عناية الله !
عندما ألقي نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودي يرتعش من الجلال
الإلهي ، و عندما أركع أمام الله وأقول له " إنك عظيم " أجد أن كل جزء من
كياني يؤيدني في هذا الدعاء ، و أشعر بسكون و سعادة عظيمتين ،و أحس بسعادة
تفوق سعادة الآخرين ألف مرة ،أفهمت ... يا عناية الله خان ؟
و يضيف العلامة عناية الله قائلاً : لقد أحدثت هذه المحاضرة طوفان في
عقلي و قلت له : يا سيدي لقد تأثرت جداً بالتفاصيل العلمية التي رويتموها
لي ،و تذكرت بهذه المناسبة آية من كتاب الله فلو سمحتم لي لقرأتها عليكم
فهز رأسه قائلاً : بكل سرور فقرأت عليه الآية التالية: ( ألم تر أنّالله
أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات ٍ مختلفاً ألوانها و من الجبال جددٌ
بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود ،و من الناس و الدواب و الأنعام
مختلف ألوانها كذلك ، إنما يخشى الله من عباده العلماء ، إن الله عزيز ٌ
غفور ).
فصرخ السير جيمس قائلاً : ماذا قلت ؟
( إنما يخشى الله من عباده العلماء ).
مدهش ..! و غريب و عجيب جداً .
إن الأمر الذي كشفت عنه درسته و اكتشفته بعد خمسين سنة من البحث .
من أنبأ محمد به ؟.