واسعة في مطلع السنة القادمة لدراسة العوامل الكامنة وراء ظاهرة تزايد
انتحار الجنود الأميركيين في الآونة الأخيرة، في ظل الحربين اللتين شنتهما
الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان.
ويقوم
على الحملة المسحية أطباء مختصون بالتعاون بين المعهد الوطني للصحة
العقلية والجيش الأميركي. ويقضي البرنامج بجمع معلومات مكثفة عن كل عسكري
أميركي يجند على مدار السنوات الثلاث القادمة، إضافة إلى نحو تسعين ألفا
موجودين في الخدمة، ومن المتوقع أن يشمل قرابة نصف مليون عسكري في نهاية
المطاف.
وستطرح أسئلة شخصية على الجنود الذين بدورهم يتمتعون بحرية
الاختيار في الإجابة عنها، في إطار جمع المعلومات التي يمكن استخدامها في
إعداد تقييم للحالة النفسية لكل حالة.
وستؤخذ عينات من لعاب ودم الجنود
لإجراء اختبارات جينية وبيولوجية عليها إضافة إلى احتمالات عقد لقاءات مع
أفراد العائلة بهدف الحصول على معلومات إضافية أخرى.
ويتم توظيف
المعلومات على شكل "مختبر طبيعي مستمر" بحيث تتابع أحوال الجنود المشاركين
في المشروع لسنوات للوقوف مسبقا عند أي احتمال قد يقودهم للانتحار.
ونسبت واشنطن بوست إلى مدير المعهد الذي يقود الدراسة روبرت هينسين القول "إننا ننظر إلى الانتحار كحصيلة لسلسلة طويلة من الأحداث".
وأضافت
أنه عين رئيس قسم الطب النفسي في جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية في
ولاية ميريلاند روبرت أورسانو الشهر الماضي لإدارة فريق متعدد التخصصات من
أربع مؤسسات بحثية معنية بالمشروع.
وسيقدم المعهد القومي تقريرا ربع
سنوي بشأن أي كشف قد تسفر عنه الدراسة إلى الجيش الأميركي، في محاولة لمنع
حالات الانتحار في صفوف قوات البلاد قبل حدوثها.
ومضت الصحيفة إلى
أن الدراسة التي تستغرق خمس سنوات وتكلف خمسين مليون دولار تعد خطوة طموحا
لإجلاء الغموض بشأن ظاهرة الانتحار المتزايدة، وأضافت أن العام 2008 وحده
شهد 148 حالة انتحار بين الجنود الأميركيين، وهو ما شكل النسبة العليا على
مدار ثلاثة عقود ماضية.