عين خاصة تحتوي على عنصر لدعم نمو الأعصاب، حيث يساعد على إبطاء عملية تلف
الخلايا البصرية لدى المصابين بالغلوكوما، أو ما يعرف بالمياه الزرقاء.
وكشفت الدراسة العلمية التي نشرت نتائجها مطلع هذا الأسبوع على الموقع
الالكتروني لمجلّة بروسيدنغز (Proceedings) الأمريكية للعلوم، أنه
بالإمكان معالجة المصابين بمرض الغلوكوما، الذي يعرف أيضا بالزرق أو
المياه الزرقاء، من خلال استخدام قطرة عين خاصّة. يأتي ذلك بعد أن تمكّن
فريق من العلماء الإيطاليين من اكتشاف أن قطرة العين، التي تحتوي على عنصر
يساعد على نموّ الأعصاب، يمكن أن تبطئ عمليّة تلف الخلايا البصرية في
العين لدى المصابين بمرض الغلوكوما.
ويعتبر
هذا المرض، الذي يتسبّب في موت الخلايا والأعصاب البصرية، أحد أهمّ
الأسباب التي تؤدّي إلى فقدان البصر؛ وأكّد الباحثون أن التجارب التي
أجروها على الفئران وعلى بعض المرضى أثبتت أن القطرة التي تحتوي على عنصر
مساعد لنمو الأعصاب، والتي أعطوها لفئران مصابة بتلف في الخلايا البصرية
قد عطّلت موت ربع هذه الخلايا مُقارنة بفئران لم تعالج بالقطرة نفسها،
وقام الفريق العلمي تحت إشراف البروفيسور ستيفانو بونيني من معهد طبّ
العيون بجامعة روما الإيطالية، بزيادة الضّغط الدّاخلي للعين بشكل صناعي
لدى فئران المختبر، متعمّدين بذلك الإضرار بالكثير من خلايا الرّؤية لدى
الفئران، مثلما هو الحال لدى الإصابة بالغلوكوما، وعندما عالجوا نصف
الفئران المريضة على مدى عدّة أسابيع باستخدام قطرة تحتوي على كمّية ضئيلة
من عنصر يساعد على النمو ثلاث مرات يوميا، وجدوا أن نسبة الخلايا البصرية
التي ماتت لدى هذه الفئران كانت أقلّ بنسبة 25 في المائة عن خلايا النصف
الآخر من الفئران، التي خضعت للمراقبة دون علاج بالقطرة المذكورة، وفي
تطوّر لاحق، عالج العلماء ثلاثة مرضى بالقطرة ذاتها بعد أن استقر الضّغط
الداخلي لأعينهم مع استمرار وفاة الخلايا البصرية لديهم، إذ وجد العلماء
أن القدرة البصرية لاثنين من المرضى قد تحسنت خلال ثلاثة أشهر، في حين
ظلّت حالة الثالث ثابتة بلا تدهور وإن لم تشهد تحسنا. ورجّح الباحثون أن
يكون عنصر النمو العصبي قد وصل للخلايا البصرية عبر الدم وأحدث تأثيرا
إيجابيا فيها رغم صعوبة ذلك في ضوء الاقتصار على الاستعمال الخارجي
للقطرة؛ وأكّد العلماء أن هذه الدراسة تعزّز الآمال في إيجاد علاج جديد
وفعّال لمرض الغلوكوما وبالتالي الحيلولة دون فقدان المريض بصره.