أمنية تقرع قبور الأموات تُلهم الأطفال صفاء الأحلام تُسكن العاشقين ملاذاً هادئاً
أمنية تبني صروح شامخة تُلاصق باب السماء لتحتفي بدعاء خالص
أمنية تنبع من قلوب الصادقين والراغبين بالوصل حبّاً لامصلحة
أمنية تغفو في أماكن الراحلين تسألهم عن أيامهم تُخبرهم بأن هناك من ينتظرهم خلف أبواب مُقفلة
أمنية لاتقبل التفاوض بين ألسنة العرب ولاتتعرض للمباهتة والتقارير السيئة
أمنية تغتصب حريّة الرأي قاسية كـ قسوة الليل على المهموم !
أمنية لاأريدها أن تتنفس الحياة أمنية أريدها مقتولة في قلبي لـ يتلطخ دمائها مع دماء الراحلين التائهين في حُجرات القلب .
" ماكُتب أعلاه مجرّد أماني تنتظر السر لتحقيقها ".. [لاغير] !
هناك كتاب قد ضجّ به العالم وبأنه أكثر الكتب مبيعاً كما يزعمون , وأنه قام بتغيير حياة الكثيرين إلى أحسن حال بتطبيق " السر " الموجود بالكتاب
وكعادة أغلب كتّاب تطوير الذات الذين يُمسكون بأطراف العقل يميناً ويساراً إلى أن يتأرجح ثم يخرّ ساقطاً أرضاً ..
لم أذكر معظمهم لكن منهم من يستخدم أسلوب الإعتماد على الخيال لا على إرضاء النفس وإقناعها .. أيضاً أرددها ليس بمعظمهم .
نعود لـ كتاب السر *the secret
يقول : أن هذا السر سيحقق المعجزات بواسطته
كل مايحدث في حياتك حتى وإن كنت تكرهه فهو يعمل بـ "قانون الجذب"
هذا السر يقول : دع عنك العمل فالخير كله بالأماني فقط
إياك أن تظن أن المال يأتي بالعمل أو أن الدواء سببٌ للعافية
أنت تستطيع التحكم بالكون في أمنية وأنت سيد أمانيك , فتمنَّ وسيأتيك ماتريد
عليك بالأماني الجازمة فبها يُجمع المال وتحصّل العافية !!
ويقول أيضاً ذلك السر الخارق لقوانين العقل :
لاتصدّق أن الإفراط في الأكل يسبب السمنة , إن ظننت هذا فأنت مُخطئ !
فالسمنة تأتيك فقط إذا فكرت فيها أكلت أو لم تأكل !
إذا كان بصرك ضعيفاً فدع نظارتك جانباً وردد "أنا أستطيع أن أرى بوضوح أنا أستطيع أن أرى بوضوح أنا أرى الآن أنا أرى الآن "
وسترى كيف تكسب بصراً كبصر الصقر دون مراجعة الطبيب !!
فأين ذهبت سُبل " الأخذ بالأسباب" عن المطبّلين لهكذا سر
الأخذ بالسبب الذي يُحرّضنا على العمل لو كان بسيطاً ,
في مُحكم القرآن كان الأخذ بالأسباب له موقفاً في إدراك المعجزات ,
في قوله تعالى لموسى :
" وأوحينا إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم"
ألم يكن بمقدرة الخالق بخلق المعجزة أن ينفلق البحر من غير ضرب موسى بالعصا
إلاّ أن الله عز وجلّ أراد أن يأخذ موسى عليه السلام بالسبب ومن ثم حصول المعجزة ألا وهي إنفلاق البحر وجعله كالجبال الضخمة لـ سبيل نجاتهم ,
وفي قصة مريم حينما قال عز وجل :
" هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً "
وهل النخلة إذا اهتُزّت بأكبر قوّة "يهتزّ رأسها " ليتساقط الرطب , ولكنه كان أخذاً بالسبب يعني أن أيّ كسب يكسبه الإنسان يكون من جني جهدٍ وعمل لكسب الرزق ,
فقال أحدهم مُنشداً :
ألم ترَ أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها
إليها ولكن كل شيء له سبب
وقد كان حب الله أولى برزقها
كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
أما هذا السر فـ به سحق لأمور الأخذ بالأسباب ومدبرات الأمور التي تؤدي لكسب الرزق ,
سر هذه الكاتبة الذي ضجّ العالم به وفتحت " أوبرا " مجال برنامجها له
.. يغشاه الوهم بأكمله !!
هذا السر يستوجب ترك العمل وعدم السعي والجهد
وأن الإنسان يملك قدرات خارقة وكأنه في عالم الفضاء وليس على الأرض ..
أنه حينما يقول : اطلب من العالم الذي حولك أمنية ومن ثم تلقّها عاجلاً وأن التحدّث مع الكون والرغبة في الأمنية يجلبها لها الكون كـ لمح البصر ومن دون عناء ..
فإن ذلك السر يكون محض " إنكار " للواحد الأحد الذي إن سُئل أعطى وعدم التوكل عليه في كل الأمور .
المشكلة ليست في الكاتبة ولاأولّي لها من الأمر شيئاً لأنها لاتنتمي لـ معتقد سليم
المشكلة أن هناك فئة من المسلمين ليست بالقليلة أُفتتنت بالكتاب وجعلته خير دالاً لأمور الحياة
وأنه قام بإنقاذ الكثير منهم في عثرات الأيام وسقوط أمنياتهم في هاوية السر المزعوم .
ومما ماثله من الكتب التي لاتمت للشريعة بصلة أو بالأحرى لاتمت لأي معتقد يؤمن بوجود الإله الذي يُسأل .
المُضحك المُبكي بالموضوع أن بعض الفتيات يُجبرنني على تطبيقه زعماً منهن أن توفيقهن منه ومن السر !!
تذكرت "حـماقة " قنوات السحرة التي غزت فضائيات العرب في أيامٍ قد مضت وكأن البشر يُلحقون بـ سوطٍ من حديد للهروب من مآسيهم وإرادة سحقها بسحرٍ عظيم ,
فـ لِمَ الإستعجال واللهث لتحقيق الأمنيات فلعلّ في تأخيرها خيراً كثير .
أجمل الأمنيات هي أن : " لاأمنية " والقناعة كنزٌ لايفنى
فـ لنردد : "إن الله يؤجل أمنياتنا ولاينساها .. ولله في ذلك حكمة "
* كتاب السر للكاتبة الأسترالية: روندا بايرن
بالمناسبة هناك كتاب " خرافة السر" للشيخ محمد بن صالح المنجد رد على the secret من أراد تطبيق السر فليقرأ الخرافة .
أمنية تبني صروح شامخة تُلاصق باب السماء لتحتفي بدعاء خالص
أمنية تنبع من قلوب الصادقين والراغبين بالوصل حبّاً لامصلحة
أمنية تغفو في أماكن الراحلين تسألهم عن أيامهم تُخبرهم بأن هناك من ينتظرهم خلف أبواب مُقفلة
أمنية لاتقبل التفاوض بين ألسنة العرب ولاتتعرض للمباهتة والتقارير السيئة
أمنية تغتصب حريّة الرأي قاسية كـ قسوة الليل على المهموم !
أمنية لاأريدها أن تتنفس الحياة أمنية أريدها مقتولة في قلبي لـ يتلطخ دمائها مع دماء الراحلين التائهين في حُجرات القلب .
" ماكُتب أعلاه مجرّد أماني تنتظر السر لتحقيقها ".. [لاغير] !
هناك كتاب قد ضجّ به العالم وبأنه أكثر الكتب مبيعاً كما يزعمون , وأنه قام بتغيير حياة الكثيرين إلى أحسن حال بتطبيق " السر " الموجود بالكتاب
وكعادة أغلب كتّاب تطوير الذات الذين يُمسكون بأطراف العقل يميناً ويساراً إلى أن يتأرجح ثم يخرّ ساقطاً أرضاً ..
لم أذكر معظمهم لكن منهم من يستخدم أسلوب الإعتماد على الخيال لا على إرضاء النفس وإقناعها .. أيضاً أرددها ليس بمعظمهم .
نعود لـ كتاب السر *the secret
يقول : أن هذا السر سيحقق المعجزات بواسطته
كل مايحدث في حياتك حتى وإن كنت تكرهه فهو يعمل بـ "قانون الجذب"
هذا السر يقول : دع عنك العمل فالخير كله بالأماني فقط
إياك أن تظن أن المال يأتي بالعمل أو أن الدواء سببٌ للعافية
أنت تستطيع التحكم بالكون في أمنية وأنت سيد أمانيك , فتمنَّ وسيأتيك ماتريد
عليك بالأماني الجازمة فبها يُجمع المال وتحصّل العافية !!
ويقول أيضاً ذلك السر الخارق لقوانين العقل :
لاتصدّق أن الإفراط في الأكل يسبب السمنة , إن ظننت هذا فأنت مُخطئ !
فالسمنة تأتيك فقط إذا فكرت فيها أكلت أو لم تأكل !
إذا كان بصرك ضعيفاً فدع نظارتك جانباً وردد "أنا أستطيع أن أرى بوضوح أنا أستطيع أن أرى بوضوح أنا أرى الآن أنا أرى الآن "
وسترى كيف تكسب بصراً كبصر الصقر دون مراجعة الطبيب !!
فأين ذهبت سُبل " الأخذ بالأسباب" عن المطبّلين لهكذا سر
الأخذ بالسبب الذي يُحرّضنا على العمل لو كان بسيطاً ,
في مُحكم القرآن كان الأخذ بالأسباب له موقفاً في إدراك المعجزات ,
في قوله تعالى لموسى :
" وأوحينا إلى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم"
ألم يكن بمقدرة الخالق بخلق المعجزة أن ينفلق البحر من غير ضرب موسى بالعصا
إلاّ أن الله عز وجلّ أراد أن يأخذ موسى عليه السلام بالسبب ومن ثم حصول المعجزة ألا وهي إنفلاق البحر وجعله كالجبال الضخمة لـ سبيل نجاتهم ,
وفي قصة مريم حينما قال عز وجل :
" هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً "
وهل النخلة إذا اهتُزّت بأكبر قوّة "يهتزّ رأسها " ليتساقط الرطب , ولكنه كان أخذاً بالسبب يعني أن أيّ كسب يكسبه الإنسان يكون من جني جهدٍ وعمل لكسب الرزق ,
فقال أحدهم مُنشداً :
ألم ترَ أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها
إليها ولكن كل شيء له سبب
وقد كان حب الله أولى برزقها
كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب
أما هذا السر فـ به سحق لأمور الأخذ بالأسباب ومدبرات الأمور التي تؤدي لكسب الرزق ,
سر هذه الكاتبة الذي ضجّ العالم به وفتحت " أوبرا " مجال برنامجها له
.. يغشاه الوهم بأكمله !!
هذا السر يستوجب ترك العمل وعدم السعي والجهد
وأن الإنسان يملك قدرات خارقة وكأنه في عالم الفضاء وليس على الأرض ..
أنه حينما يقول : اطلب من العالم الذي حولك أمنية ومن ثم تلقّها عاجلاً وأن التحدّث مع الكون والرغبة في الأمنية يجلبها لها الكون كـ لمح البصر ومن دون عناء ..
فإن ذلك السر يكون محض " إنكار " للواحد الأحد الذي إن سُئل أعطى وعدم التوكل عليه في كل الأمور .
المشكلة ليست في الكاتبة ولاأولّي لها من الأمر شيئاً لأنها لاتنتمي لـ معتقد سليم
المشكلة أن هناك فئة من المسلمين ليست بالقليلة أُفتتنت بالكتاب وجعلته خير دالاً لأمور الحياة
وأنه قام بإنقاذ الكثير منهم في عثرات الأيام وسقوط أمنياتهم في هاوية السر المزعوم .
ومما ماثله من الكتب التي لاتمت للشريعة بصلة أو بالأحرى لاتمت لأي معتقد يؤمن بوجود الإله الذي يُسأل .
المُضحك المُبكي بالموضوع أن بعض الفتيات يُجبرنني على تطبيقه زعماً منهن أن توفيقهن منه ومن السر !!
تذكرت "حـماقة " قنوات السحرة التي غزت فضائيات العرب في أيامٍ قد مضت وكأن البشر يُلحقون بـ سوطٍ من حديد للهروب من مآسيهم وإرادة سحقها بسحرٍ عظيم ,
فـ لِمَ الإستعجال واللهث لتحقيق الأمنيات فلعلّ في تأخيرها خيراً كثير .
أجمل الأمنيات هي أن : " لاأمنية " والقناعة كنزٌ لايفنى
فـ لنردد : "إن الله يؤجل أمنياتنا ولاينساها .. ولله في ذلك حكمة "
* كتاب السر للكاتبة الأسترالية: روندا بايرن
بالمناسبة هناك كتاب " خرافة السر" للشيخ محمد بن صالح المنجد رد على the secret من أراد تطبيق السر فليقرأ الخرافة .