بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوانى
وجدت أثناء تصفحى الأنترنت قصيدة لشاعر عربي
عن فتاة فلسطينية اسمها ريم
تتحدث عن حالها وحال بلدها وأهلها
قصيدة جميلة جعلتنى أبكى
ويا لكثرة دموعنا
حسبى الله ونعم الوكيل
******
القصيدة
الاسم.. ريما
العمر.. كام يوم، وليلة
العينين.. حلوين قوى
والشعر.. سايح
والجبين.. أبيض كما لون الحنين
والإيدين.. صغيرين
والأب.. صالح
أمى.. رباب
واخواتى.. تسعة
وجدى.. من بيت «الحسينى»
وجدتى.. من دير ياسين
.. لكنها دايماً حزينة
تضحك ساعات
تبكى ساعات
ومن سكات
بتحسب كام ولد من بيتنا راح..
وكام ولد لسه باقى..
وعلى الصوابع بتعد السنين:
سنين الهجرة، وسنين العذاب
واللى راح منهم كتير:
عمى الكبير..
بيتنا القديم.. اللى فى يافا..
كرم العنب.. شجر الجوافة..
خالى سعد.. واخواتى التلاتة..
شجر الزتون
بيارات البرتقان
والقمر.. اللى كان دايماً بيطلع،
فى ليالى الصيف هناك
قبل ما يشوفوا الهلاك
***
كنت حاضنة لعبتى
ومرعوبة موت
مش من الموت بترعش
أنا ماعرفش طعم الموت ده إيه!!
لإنى لسه صغيرة خالص، وطفلة
لكنى مرعوبة من صوت القنابل
والغارات.. والطيارات
صواريخ بتنزل من السما
صوتها يشبه لصوت أمنا الغولة
تصرخ زى وحش جعان
وتفوت قوام
وتنفجر جوه البيوت
وبعدها بنعرف إن حد مات جنبنا
أمى تاخدنى فى حضنها بحنان، وتبكى:
ماتخافيش يا ريم يا بنتى
***
وفى ليلة..
شفتهم على شاشة التليفزيون بتاعنا
واحدة بيضة، وواحدة سمرا
أمّى قالت:
هما دول سبب البلاوى، والمؤامرة..
ليفنى.. ورايس
كنت بلعب بالعرايس
بس ماعرفتش يوميها،
يعنى إيه كلمة «مؤامرة»!
لكن مادام انتو السبب..
قلت أكتب لك جواب يا ست ليفنى..
وانت أبعت لك رسالة يا طنط رايس:
***
البيوت متكسرة
والشوارع غرقانة دم
والجثث متنطورة
والناس فى رعب وخوف وغم
دباباتكم واقفة على باب البناية
والطيارات فى كل ثانية..
ترمى علينا منشورات، ويّا القنابل
توصف لنا شكل النهاية
والصاروخ طار لفوق، لفووووق..
وراح نازل على مدرستنا
احنا لسه فى الحضانة..
عاجبك كده يا طنط ليفنى..!
أهو كل صحباتى وزامايلى ماتوا:
ياسمين ومريم، وإسماعيل..
مصطفى ورمزى، والياس وريم..
مازن وفيصل، وإبراهيم..
محمود وحنا..
وجانيت ووصفى..
كل دول تلاميذ فى صفى!!
يا طنط رايس..
يا ست ليفنى..
كل لعبة لعبنا بيها..
جُمْ عساكرك وكسروها..
وكل فصل من فصول مدرستى..
دمروها.. واحنا جوه لسه فيها
كل شىء حولينا والع:
المدارس.. والجوامع.. والشوارع!!
يا طنط ليفنى..
إنت بينك وبين أصحابى إيه؟؟
همَّا كانوا عملوا إيه؟؟
بسألك، ومحتاجة لجواب:
- لعبتى، وقلمى، والدفاتر، والكتاب!!
- كل رسوماتى اللى كنت رسمتها فى أعياد الميلاد!!
- شجرة العام الجديد، والمسطرة!!
- جزمتى، وعلبة الألوان، والمريلة!!
- ضفاير شعرى، فستانى الجديد!!
- كل دول كانوا عملوا إيه؟؟
- يا طنط رايس ساكتة ليه!!
أمى جاوبتنى وقالت:
هى الست دى مش بتحبكم!
علشان كده، ماتكتبيش يا ريما جوابات لحد
ومن الغارات والدبابات والطيارات..
عرفت فعلاً.. إنك إنتِ مستحيل تحبى حد
علشان ماعندكيش أطفال زينا
لو كنتى خلفتى بنات صغيرين
زى ياسمين وريم..
كنتى عرفتى إيه معنى الحياة..
كنتى حسيتى بالخوف العظيم..
وهو بيترسم جوه عيون طفلة حلوة صغيرة
كنتى حسيتى بغلاوة الضنا!!
عارفة كام طفل من أصحابى مات؟؟
عارفة كام منهم لسه تحت أحجار البيوت؟؟
عمرك ما اتهزيتى لحظة وإنتِ بتسمعى:
صوت بنت لسه فى الحضانة..
بتصرخ بعلو حسها وتقول:
- مش عايزة أموت!!
عارفة كام واحد من اخواتى مات
كلهم..!!
طار الصاروخ فى الجو طار..
عدى على بيت عم حسان الأغا..
وفات بيت غانم، وجالنا..
وانفجر فى وسط دارنا..
وكل اخواتى وجدى ماتوا..
وأبويا وأمى وجدتى..
وأنا نجيت من الموت بأعجوبة، يا ليفنى
بس قالوا لعمى خدها..
ابقى ربيها مع عيالك..
وأمانة ما تزعلها خالص، علشان يتيمة
وأنا وعمى وخالتى ناهد..
فى انتظار الدبابات والطيارات
يا ترمى صواريخها علينا..
يا إما ترمى منشورات
علشان كمان إحنا نموت
وأروح لأبويا وأمى، واخواتى وجدى
وأقولهم:
طنط ليفنى..
وطنط رايس..
صعب عليهم إنى أعيش لوحدى.. بدون عرايس
فبعتونى أعيش معاكم فى النعيم!!
السلام عليكم اخوانى
وجدت أثناء تصفحى الأنترنت قصيدة لشاعر عربي
عن فتاة فلسطينية اسمها ريم
تتحدث عن حالها وحال بلدها وأهلها
قصيدة جميلة جعلتنى أبكى
ويا لكثرة دموعنا
حسبى الله ونعم الوكيل
******
القصيدة
الاسم.. ريما
العمر.. كام يوم، وليلة
العينين.. حلوين قوى
والشعر.. سايح
والجبين.. أبيض كما لون الحنين
والإيدين.. صغيرين
والأب.. صالح
أمى.. رباب
واخواتى.. تسعة
وجدى.. من بيت «الحسينى»
وجدتى.. من دير ياسين
.. لكنها دايماً حزينة
تضحك ساعات
تبكى ساعات
ومن سكات
بتحسب كام ولد من بيتنا راح..
وكام ولد لسه باقى..
وعلى الصوابع بتعد السنين:
سنين الهجرة، وسنين العذاب
واللى راح منهم كتير:
عمى الكبير..
بيتنا القديم.. اللى فى يافا..
كرم العنب.. شجر الجوافة..
خالى سعد.. واخواتى التلاتة..
شجر الزتون
بيارات البرتقان
والقمر.. اللى كان دايماً بيطلع،
فى ليالى الصيف هناك
قبل ما يشوفوا الهلاك
***
كنت حاضنة لعبتى
ومرعوبة موت
مش من الموت بترعش
أنا ماعرفش طعم الموت ده إيه!!
لإنى لسه صغيرة خالص، وطفلة
لكنى مرعوبة من صوت القنابل
والغارات.. والطيارات
صواريخ بتنزل من السما
صوتها يشبه لصوت أمنا الغولة
تصرخ زى وحش جعان
وتفوت قوام
وتنفجر جوه البيوت
وبعدها بنعرف إن حد مات جنبنا
أمى تاخدنى فى حضنها بحنان، وتبكى:
ماتخافيش يا ريم يا بنتى
***
وفى ليلة..
شفتهم على شاشة التليفزيون بتاعنا
واحدة بيضة، وواحدة سمرا
أمّى قالت:
هما دول سبب البلاوى، والمؤامرة..
ليفنى.. ورايس
كنت بلعب بالعرايس
بس ماعرفتش يوميها،
يعنى إيه كلمة «مؤامرة»!
لكن مادام انتو السبب..
قلت أكتب لك جواب يا ست ليفنى..
وانت أبعت لك رسالة يا طنط رايس:
***
البيوت متكسرة
والشوارع غرقانة دم
والجثث متنطورة
والناس فى رعب وخوف وغم
دباباتكم واقفة على باب البناية
والطيارات فى كل ثانية..
ترمى علينا منشورات، ويّا القنابل
توصف لنا شكل النهاية
والصاروخ طار لفوق، لفووووق..
وراح نازل على مدرستنا
احنا لسه فى الحضانة..
عاجبك كده يا طنط ليفنى..!
أهو كل صحباتى وزامايلى ماتوا:
ياسمين ومريم، وإسماعيل..
مصطفى ورمزى، والياس وريم..
مازن وفيصل، وإبراهيم..
محمود وحنا..
وجانيت ووصفى..
كل دول تلاميذ فى صفى!!
يا طنط رايس..
يا ست ليفنى..
كل لعبة لعبنا بيها..
جُمْ عساكرك وكسروها..
وكل فصل من فصول مدرستى..
دمروها.. واحنا جوه لسه فيها
كل شىء حولينا والع:
المدارس.. والجوامع.. والشوارع!!
يا طنط ليفنى..
إنت بينك وبين أصحابى إيه؟؟
همَّا كانوا عملوا إيه؟؟
بسألك، ومحتاجة لجواب:
- لعبتى، وقلمى، والدفاتر، والكتاب!!
- كل رسوماتى اللى كنت رسمتها فى أعياد الميلاد!!
- شجرة العام الجديد، والمسطرة!!
- جزمتى، وعلبة الألوان، والمريلة!!
- ضفاير شعرى، فستانى الجديد!!
- كل دول كانوا عملوا إيه؟؟
- يا طنط رايس ساكتة ليه!!
أمى جاوبتنى وقالت:
هى الست دى مش بتحبكم!
علشان كده، ماتكتبيش يا ريما جوابات لحد
ومن الغارات والدبابات والطيارات..
عرفت فعلاً.. إنك إنتِ مستحيل تحبى حد
علشان ماعندكيش أطفال زينا
لو كنتى خلفتى بنات صغيرين
زى ياسمين وريم..
كنتى عرفتى إيه معنى الحياة..
كنتى حسيتى بالخوف العظيم..
وهو بيترسم جوه عيون طفلة حلوة صغيرة
كنتى حسيتى بغلاوة الضنا!!
عارفة كام طفل من أصحابى مات؟؟
عارفة كام منهم لسه تحت أحجار البيوت؟؟
عمرك ما اتهزيتى لحظة وإنتِ بتسمعى:
صوت بنت لسه فى الحضانة..
بتصرخ بعلو حسها وتقول:
- مش عايزة أموت!!
عارفة كام واحد من اخواتى مات
كلهم..!!
طار الصاروخ فى الجو طار..
عدى على بيت عم حسان الأغا..
وفات بيت غانم، وجالنا..
وانفجر فى وسط دارنا..
وكل اخواتى وجدى ماتوا..
وأبويا وأمى وجدتى..
وأنا نجيت من الموت بأعجوبة، يا ليفنى
بس قالوا لعمى خدها..
ابقى ربيها مع عيالك..
وأمانة ما تزعلها خالص، علشان يتيمة
وأنا وعمى وخالتى ناهد..
فى انتظار الدبابات والطيارات
يا ترمى صواريخها علينا..
يا إما ترمى منشورات
علشان كمان إحنا نموت
وأروح لأبويا وأمى، واخواتى وجدى
وأقولهم:
طنط ليفنى..
وطنط رايس..
صعب عليهم إنى أعيش لوحدى.. بدون عرايس
فبعتونى أعيش معاكم فى النعيم!!