شبكة ومنتديات حجازة دريم

رقصات صوفية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رقصات صوفية 829894
ادارة اشبكة ومنتديات حجازة دريم رقصات صوفية 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبكة ومنتديات حجازة دريم

رقصات صوفية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رقصات صوفية 829894
ادارة اشبكة ومنتديات حجازة دريم رقصات صوفية 103798

شبكة ومنتديات حجازة دريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

+3
ربيع احمد
سيدعباس
الجوهري
7 مشترك

    رقصات صوفية

    الجوهري
    الجوهري
    مشرف
    مشرف


    تاريخ التسجيل : 11/08/2009
    عدد الرسائل : 95
    نقاط : 5595
    السٌّمعَة : 0

    رقصات صوفية Empty رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف الجوهري الخميس 10 سبتمبر 2009, 1:23 am

    ارتديت وجهي, تفحصت ملامحهم, اخترت من الفضاء مساحة للركض.. نظرت إلى كم الضياء المنبثق من وجهها..
    أقايض عمري بمصاهرة النجوم بين عينيك..
    يتفجر الليل رؤى, تشتد الرغبة في البوح, أمد أشرعة الحنين, أتلمس الوجع, أجالس انهياري خاشعا.. تتمزق خيوط الفكر تحت جناح الليل..
    الرقصة اليوم صوفية....
    الدف يراقص المريدين على مشارف المدن المستحيلة, يشتد الوجد, يتمسحون بأعتاب الغوث.. تتجلى الحروف بلغة العارفين.. يفيض الحنين..
    يذكرونه, أذكرك, يرتلون أوردة الحنين للوصال, يدخلون في فيض التوحد.. أنشدك أغنية تتوهج حثيثا..
    الناي يبارك الكلمات, يلامس الليل.. يصعد الجميع إلى السماء رقصا, وأغوص أنا بين ذكراك وصلا..
    على باب الديوان السماوي, يصطفي الراقصين بالفيض النوراني, يبارك الدفوف والمزامير, وأصطلي أنا والناي بالصد العظيم..
    تتأجج البدايات بلهيب الانتهاء المحتوم.. أداعب الوقت بنغم الناي, وأبسط التراجع وسط محاولات التردد.. أعيش متنقلا بين ذاكرتين, الأولى تمتد في جذور طينية الملامح, والأخرى تشكل ضياء يخبو رويدا.. رويدا.. في ثقوب اللمس..
    يتقدم الولي بالإشارات, يصنع وشما للمشاهدات تحت الجلد المطحون بترددات الرحيل..
    سماع المراثي فوق الجبين يحاور قلق الحفيف, يتسرب نبع الرؤى من تحت أقدام المجذوبين, تنزاح الحكايا من عرق التشهي.. أسقط بين الفقد والمجاهدة, وبين الصدر والساقين يتجمع العري في كأس هزيل..
    ابن الفارض, يسقيني خمره الإلهية.. أتجرع من العمر نهاياته.. تتراقص جموع المريدين على سماع القوال ومغازلات التشوق, ومكابدات الانتظار.. تهتز المعرفة القلبية, وأنوار الشموع.. أفر من تحت جلدي, أحفر من ملامحي التفاتة أخيرة للمعاني الخفية.. أرى النجوم شمعة, أرى وجهي شاهد قبر.. يصرخ الحلاج { أنا الحق }.. أرتل من الطقوس ألحانا للخصوبة, أطير محموما في أفق ديوان الأقطاب.. تتلقفني النجوم كالبكاء, تلقيني كالندى عار من الألوان..
    تقتلني ذكرى الميلاد.. أجاهد لإخفاء ملامحي.. للشموع لهيب فرح, للشموع لهيب حرق..
    أتوزع بين ابتسامة شكر, وبين دموع الأولياء الراقصين على أنوار الدفوف, ورنين الصاجات..

    ( 2 )

    الرقصة اليوم تختلس من الحضرة الصوفية رائحة حياة أخرى..
    السماء في متناول أيديهم, يتحولون إلى لون الفراشات, يعبرون من برزخ الذكريات, يعم المكان نور قدسي..
    أطلق خلفي الصور القديمة, أختار لي اسما وهوية, أرتدي عمامة ولحية..
    تتمرد الأسئلة داخلي, أحجل فوق البلاد, أتأرجح بين مقابر الأشياء القديمة, أنفض عن وجهي آثار الخمر, وألوان الثياب البالية.. أجرجر قدمي في مهب الخطى باتجاه اليقين..
    يبكي القلب وحدته, تسقط طفولتي بين جدران العزلة, وكؤوس النبيذ, ودخان السجائر.. أجمع أحزاني في سلة الهدوء, أصعد بين الذاكرين, يبتهلون إلى سلطان العاشقين, يرجونه أن يلغي ملامحي من مجالس الإنشاد, ومن ذاكرة المحبين..
    تلفظني السماء, أهوى متخبطا بين المعاني الخفية, يخترقني سنا القمر, تحرقني الإشعاعات, تلطمني الدفوف, تسحقني أقدام الذاكرين, ينفيني ملوك الحضرة بين مقابر تنفر من ملامحي المطموسة..
    متى يحين أوان التوحد
    تعود المواقيت تميمة للتوحد على صدر الغوث, أحمل النجوى بين أضلع متكسرة, تضيق الليالي من مضاجعة السكارى, ورائحة الخمر.. أين صوت الناي, وهديل اليمام.. ؟ هل تنام الآلام والأوجاع على صوت الذاكرين, ودقات الدفوف.. ؟ أم تسكن الأسئلة في فيض فتوحات السماء..؟
    أضنتني الرؤى, والعزف الموصول أضناني.. هل أكف عن مداعبة أوتار الزمان؟ أم أكف عن عزف الناي ؟
    أم أغض بصري لأرى ملامحك تتشكل جنينا داخل رحم أفكاري.. ؟

    ( 3 )

    تعالي.. تعالي لنرقص رقصة صوفية فوق غبار الأوهام..
    حين تتشابك الخطوط الأرضية, ينطرحون على الدفوف, تتدلى أرجلهم, تعابث الدقات الرتيبة..أحمل أحلامي وصوت الناي.. تنير الشهب السماء, تصحو البيوت النائمة, ينزفون الحروف على الجدران, يطعمون الجرح برياح الجوع, يلهثون خلف صيد الكلمات في براري العشق..
    أبحث عن النجوم لأستريح بين عينيك, وأغني للقمر, ينبض الموج, أذوب في أغاني البحر, والأوتار تضئ العمر, فأرقص مع الراقصين, وأذكرك مع الذاكرين..
    أتناول الناي في هدأة الليل, أخاطب طيفك الساكن جزر الأفول, أكتب على جبينك أنشودة من أنين القناديل, تتجلى أنوار وجهك لجموع الذاكرين, تصافحين الضلوع, أنغمس في صدرك اسما, وحرفا, وأغنيات دفينة.. يعربد صدى دقات الدفوف في الأفق, تتبعثر أغاني العارفين, يستوضحون معنى الحرف, يصافحون النداء..
    أفيق على حرق نغمات الناي, أرتمي على جدار المدى, أغزل من حروفك قصة, تحكي الزمان المنهزم فوق جثة الظلام.. تنطلق المنى بين دمدمات المنشدين, تخضب الليل بلهفة اللقاء, يرشفون ذاكرة الأيام, تنفتح بوابات الوجد, تتكبل ظلال البوح في دائرة الوهم, حتى ينسكب العطر في بحر الظمأ..
    أراك تراقصين وجها أشبه بوجهي, أتبعثر بين أغصان الحنين وليل الظنون, أتوه بين أقدام السنين, حتى تنام ارتجافاتي بين الشدو والأنين, لتشتهي اليقين في التماعات العيون..
    تتوارى الأسرار في الصدور, تغوص النداءات في ماء وطين.. أرتكن في صمت إلى لحظات الوهم.. يتردد صداك بين عمر رث وبين الموت, تتمزق آهاتك على أعتاب الوقت, أتجرد من حروفك المرمرية, أقفز في سراب عمر هش, ألملم أحلام المحال من فوق شمس تغفو, ومن خلف قمر يهوي الترحال.. تمزقني أضلع الصمت, تكبلني أصفاد الفجر, أتبخر في لون عينيك, وبين ثنايا حروفك..
    تهزني أقدام الراقصين, يهزني الوجد..

    ( 4 )

    الرقصة ألآن على صمت الدفوف، انتظارا للتجليات والمشاهدات.
    تتبدى الإشارات في أفق الديوان السلطاني..روائح العطن الأرضي تكبل قلوب المحبين..
    الأشواق تجتذب الإشراق, تتعانق الحروف، والأشباح مع الأشباه, تنسحق في منابت الروح مكامن الضياء, تدق الدفوف رنات الوهم، تتراسل الحواس.. يشرق عليهم وجه الغوث.. يقدمون له المكوث
    ( دماءنا مسكوبة في كؤوس فخارية.. )
    يصطف المنشدون على هامش المتن، يرتلون أناشيد الإشراق, يتصارع ضمير الغائب مع الإشارات الفوقية, ينسل القطب من ظلمات الذكرى.. يتصاعد رنين الذكر، تتربع الأشباح على غبار الفتوحات، ترتعد ذاكرتي.. تنبثق من جدرانها ملامحك.. تبزغ زهرة اللوتس من بين نهديك بطعم الهوان.. أغزل من شراييني امرأة لا ترتدي ملامحك، تضجع على صخور العمر، وتداعب الحروف.. ربما يتبدل الوهم عشقا, ربما تتبدل الهمهمات, ربما تنكسر أعمدة البرق فوق سطح الخيال, لأرتوي من شذي الناي عشق الوجود..
    تجرفني الحكايا إلى أروقة الروح, فأشدو بكلمات منمقة.. يبصقني الغبار على النهر, أواصل الرقص الصامت حتى يغيب الوجود عن الوجود.. خطواتي مثقلة على الأرض, يداعب الناي ظلي, أتلفت حولي لا أرى وجهك, أصرخ: لماذا تعبثين دوما بالرغبة في لحظات الدفء, وتطلقين في الليل ألوانا قزحية, تتقافز في جيوب القمر, تخرج الكآبات من ثغره الشبقي..
    وأسأل عن سر النجمات التي تتوارى خلف سحب تعدو على صفحة العمر, وشجيرات الورد التي تداعب وجه الفراشات..
    تتفرسني وجوه العارفين, يفتشون في ذاكرتي عن ضبابية الليالي, يغتسلون في لجة وهمي.. أرسم على وجهك إمارات التذكر, يحاورني الصمت, تتمدد خطوط الكهولة على وجه الفؤاد.. صرخات المنشدين تملأ فراغ الدروب, أتسرب بين جذور تنخر بدأب في ساعات الصحو, أتعثر في قيود البنايات..
    يغفو البحر إذا أقبل الليل.. يتسلل الوهن إلى أعضائي, أتثاءب, أنزف الأغاني صديدا, ترتد الأناشيد إلى أشداق المنشدين, يتدثرون بالرايات وطقوس التأرجح, تعتصرهم الأشواق.. يجف الليل.. يخضعون لحكمة أفول وجهه.

    ( 5 )


    أشعة الوهم تتسلل من نوافذ الجاهلية الأولى..
    يضحك اللات, يسخر العزى, ينهض هبل, يستجمع ما بقي من ذاكرة سوق عكاظ, يتساءل عن المعلقات.. وامرئ القيس يمتطي رنات الدفوف, يتصاعد مع غيوم البخار, يصارع أنفاس الراقصين.. وأنا أراقص طيفك على صيحات حرية الرأي, فتشرعين رماح الدجى, تبرزين أنيابك, تفتحين أبواب السجون, وأنا من زمنك الأول أخاف الظلام..
    أدور في حلقات الذكر مترنحا, أتكور في قاع كأس الفوديكا, تتجرعني الحضارات المنهزمة..
    رمحك ينزف الظلام, يمالئ كنوز العمائم المدهونة بزيف السلام.. أندس بين خلايا نعال الغزاة, الصديد يصبغ المقاصل, والرقاب ما زالت معلقة على مشانق دنشواي.. أبكي شهيد كربلاء, ألملم أحجار الكعبة من تحت أقدام نساء الخليفة, يطالعني وجه الحجاج الثقفي وقميص عثمان والمصاحف على أسنة الرماح.. أبحث عن خير أمة, أجدها في رحم السماء, لم تخرج بعد إلى الناس..
    يتصاعد الزيف فوق العمائم, تتمزق رقاب الساجدين.. أصرخ: ما حارق الكعبة وهادم القدس إلا سواء, وكلهم يأتزرون باسم الإله.. أخرج ملفوظا من دبر التاريخ إلى سواد ملابس الكهان, يتربع على العرش طاووس ملك البلاد, ونساءه البغايا يتخللن المقدسات بالإفك المطموس في عالم الأساطير والخرافات.. وأنت ما زلت تفرين وسط صيحات الوحدة, والتوحيد, والسلام, والاستسلام..
    تخفت دقات الدفوف, يفر المريدون إلى وهم الإشراق, يلفني الظلام..

    ( 6 )

    الرقصة اليوم على الواحدة والنصف صوفية..
    اشراقات التجلي تلوح في الأفق كشهاب يمرق بين عمرينا, أرتد إلى استباحات الروح لهشيم الصبا..
    وهم يستجيرون من شهوة الحرية بحرية الشهوات.. وأنت تشتعلين رغبة في سماع مقامات المجاهدة في مجالس الإنشاد, تنشدين الحب خديعة, فتسقط حياتي بين أطياف تتراءى في الأفق البعيد.. يهتف البسطامي (سبحاني, ما أعظم شاني ) والذكر المستوحش يزاول النزيف المقدس..
    رتابة دقات الدفوف كشعاراتنا, صارت لا تعني شيئا, الناي أصابته اللعنة, صار متحشرجا, تتدلى من فتحاته أجسادا مسلوخة من فكرها, تقطر علقما, وكوابيسا, وهياما باللطمات.. تشملنا اللوثة, نصرخ, نقذف السنين بشهقات الحب المقتول.. يلتبس اللغز باللغز, وتتراقص المشاهدات على ضوء الشموع.. يتجلى السر الأعظم, يتنزل العشق في قلوب الراقصين وجدا..
    قطب الزمان يرقص كباليرينا يطير بين اشراقات العلم اللدني, ليدلف إلى عالم الأسرار من أجل معرفة الاسم الأعظم, ليتدبر إشكاليات أولياء الجوار في الشرق الأوسط, والأدنى, والأعلى, والأصغر, والأكبر...
    وفي صخب الزحام يصطفي ما وراء الغيب للبحث عن أنف أبي الهول.. ! وأنت تمرحين على ظهر الكلمات, تبدلين الوقائع بالبسملات, تزينين العرائس بدم الشهيد, تعيشين عهد الفوات المر.. وجروحي لا تطيب, وطيب شذاك في تابوت الوداد.. تنكسرين في طهر المعاني الخفية, والطيبات من الرزق.. وامرئ القيس يزفر محموما, ويومه خمر, ويومك سكر, ويومهم عربدة وعهر, وأنا مقتول بين ترددات أنفاسك..
    يشير الرفاعي نحوي, يهمس بالمعرفة النورانية ( قرب قلبك من الذاكرين, لعله ينتبه من الغفلة )
    انتظر أن تمطر السماء خواتيم الحياة, أو لحظة صدق, أو فضل كبرياء.. افتحي دفتر الصمت, افتحي سجل الهجر, أخرجي من أحشائي على سرير غرامنا.. أنت النقطة تحت الباء, وكنت أنا الألف المنتصب.. من كسرني ؟ من لملمني من على واجهات الحوانيت المتراصة فوق شواطئ العزلة؟ من أخذني من وسط الميادين ؟ من دمر في تكويني البهاء ؟ من وجدني نائما على شاطئ أحلامي فبعثرني كالمطر على أرض جرداء ؟ ومن أخفاك في جاهلية العزف المبتور من حفيف الشجر ؟
    الخليفة يركب الجمل, تعتليه عمامة ترتكز عليها الكرة الأرضية, يتيه على المجذوبين والمريدين, يصطف الأولياء والأقطاب.. يتجلى الغوث, فتتوهين من لمسة يد البركة بين نهديك, يبصق في فرجك الأماني الحبلى بأيام العشق..
    ها أنت حبلى بالفجر من بصقة الظلام, فهل تتمخضين صفقة الموت.. ؟
    تعتنقني الدهشة من اللون الأخير للألم..
    عند الباب العالي ابن رشد يتأبط شرا.. تتسع خطوات الحلاج, ينظر تحت أقدام القوم, يشير إلى الإله المنغمس في بئر البترول, يشتد أنين الوتر.. يهرول العازفون, يمزقون الكافر بلغة العصر الردئ.. يهتف يا أنا, لا تجيبه ال أنا.. سوى جارية تكشف لسيدها الغوث عن كعبها, أبانت درها, وقالت هيت لك, قال ما شاء من شاء, وضاجعها في بيت شاعر ما زال يبحث عن تفعيلة يكبل بها نظرات زرقاء اليمامة, وأحزان الخنساء..
    آآآه...
    قد أتى الغزاة إلى حدودنا, فافتحي فخذيك ليدخلوا أفواجا, وليخرجوا أو لا يخرجوا.. فكلما دخلك غاز لا يخرجه إلا غاز.. وأنا مطأطئ الرأس, أسمع سرا وطني حبيبي الوطن الـ....
    أسوء ما يسوءني في العار أن يتوسطه حرف العين الذي أهواه.. العين بالعين.. ؟ هذا هراء.. يبدو أن النبيذ اليوم صوفي المذاق.

    ( 7 )


    هل أستطيع أن أرقص وحدي رقصة صوفية ذاتية الألم, وأقرأ طالع الأيام وسافلها.. ؟
    من سيدق على الدفوف ؟ من سينشد تراتيل الاضطراب؟ من سيساوم الأقطاب عن هوس اللذة, وأوار عشق الذات ؟
    أين أرباب العدل ؟
    كانوا دوما يدورون في حلقات الذكر الوهمية, تظللهم سماوات سبع, في نهارات سبع, تهتز أردافهم في قداسة التدبر..
    ينفث القلب دخان سجائره في سماء الضباب, تشتعل السماء بنيران الغزاة, ودماء اليمام.. وأنت ما زلت تشكلين ملامح وجه غبي على صدر الغمام..! كنت أظنك حبلى بالمسرات, كنت أظنك مرفأ أستظل بمودته من شمس المواريث.. ترتعش أطرافك على أوتار الكمان, يرتفع غنائك, فيتسابق شعراء المقاهي لتقديم شهادات مزيفة عن عمرهم الآفل في طي التهميش, ينسحبون من تحت أنقاض الحياة, زهورا متبلة بالقطران, وبالشعر المهزوم.. يغوصون في أنفسهم حتى الاختناق..

    ( 8 )

    دقات دفوف المريدين تعلن بدء رقصتهم..
    تعالي يا سيدتي، نهذي معهم، نغني أناشيدهم المصابة بالجوى، وشعارات الشجب والاستنكار، نرسل الأشواق إلى اللحم المتعري من فضائل الأمور..
    تعالي نهدي الأطفال أحصنة خشبية، يصعدون بها فوق زيف الحضارة، ليشهروا سيوفا من ومض الكلمات, ويغنون: أمجاد يا......... أمجاد يا.........
    يصمت الدف في صدور الهائمين، تتوقف صلواتهم الراقصة، تعلو زغاريد الجواري, تنهق الكمنجات، يتوارى صوت الناي، تشملني غيبوبة الغياب، وغياب الدم يهزني..
    القوم متمددون بالأصفار في حوانيت الخمر، العهر يتمدد فوق عمائمهم، وأولياء الجوار يخطئون الحساب..
    وحين ينتصب محتوى اسمي واسمك، تتشكل أنهار السراب، تغيم الرؤى بالمحال، يسيل المداد على الجداريات، يتدلى من السراج، يسقط على رأس رابعة العدوية، تلسعها نغمات الناي..
    تنكفئ الشمس على قفاهم، وهم راكعون أمام البحر الميت، والطفل الميت.. يغفو المنشدون، تنقسم الرقصة بين أوتار جسدين يزاولان حمى الانتشاء، تهفو الرقصة إلى ساعات المكاشفة، تختلط بوحي التنفس، وثورة البراكين، ورنات الخلخال، واصطكاك الأسنان.. الفزع يمزق رقاب العدل.. فخواتيم آياتك لهو، ويختلط يمينك مع يسارك في لعبة المصالح الدولارية.. تتخطفني الأنشودة، أقبع على الألوان المائية، أغرق في دماء بكارة الفتيات.. تخلو شوارعك إلا من رياح الخماسين، تتخلل أسطحك، فتحظرين التجوال في أزقة الأوردة..
    الدم نجس , حرام تجرعه..
    أستيقظ مشلولا، أسأل سيدي القطب، هل إسالة الدم بالبارود توجب البسملة ؟ تخرج نواجذه إلى طبق الفت، ينهش لحمنا ويتمتم: بسم الله أوله وآخره............
    أبحث عن فنار للظلمات التي تقايض الزهر بخديعتنا.. أراك تستلبين العشاق، تطلقين العصافير إلى وجهة غير حضارتنا، أرشف مجدنا، زيفنا القديم، وأراقص مجاذيب الهذيان الصوفي.. أعلو إلى ذرى العورة..ترجني حجارة طفل لم يتعلم رقصة الحجلة..

    ( 9 )

    المريدون والدراويش والمجاذيب يرقصون رقصة صوفية جدا.. تطوي المقدس, وتفرد الخرائط الغبية من زمن المستحيلات.. تهطل الأسئلة مغموسة بالدم والحجارة, والسؤال الحائر منذ البدء.. من أولى بالثأر لدم عثمان ؟
    أيقتل معاوية عليا والمسلمين ؟
    أم يقتل علي معاوية والمسلمين ؟
    وتضطرب تلاوتي بين الأسئلة والجنون, ونعوش الشهداء تتهادى في أوردة الولي الغوث, وأمعائه المليئة بالهمبورجر وبالتين والزيتون.. وما زال ينتشي من حكايات الحرافيش..
    هيا.. هيا نلعب الشطرنج على الطريقة الصوفية..
    البيادق تصطف أولا, لتموت أولا..
    على إيقاع الدف والصاجات وألحان السماء يترنح الأولياء, ينشد المجاذيب.. والقوال يطرح الذات من الذات, والإرادة من الإرادة.. يأتيني الربيع من عمق عينيك يمتطي ضوء القمر, يغني قصيدة غرام, تهزنا الأمواج, فنرقص على رنين المطر.. وقطب الزمان مزهوا بالفيلين, يرتاب الوزير, الرخ مستكين في موضعه, ينتظر إشارة البدء لاقتحام شعاب النفس المدمرة..
    آه نسيت.. ماذا تختارين من اللونين.. ؟ الأسود.. ؟ نعم لونك المفضل, لون حزنك وأيامك.. لماذا تتركين لي دوما اللون الأبيض ؟ لون الاستسلام, راية العار, لون الكفن..
    هيا إذن نرقص في الحارات والشوارع المزدحمة بقصص الحب, والمنازل المتهدمة, وتماثيل الوعود القديمة..
    تلتصق خطواتنا بظلال التوابيت, ورائحة البخور..
    تختلط صفوف العارفين في ظل الصمت, ينسحق تحت أقدام الراقصين الأمل, فنطوي جراح السهد على قمة الليل, نجرجر الخطوات المقهورة على وجه المدى..
    صدى الخوف يواري ملامح العمر, نمتطي تشققات الدروب والأماني المجهدة, نصرخ في البيداء بأصداء النحيب, تتعثر الرقصات فوق الوجوه المتبلة بالابتهال..
    سحائب الدخان تغمرنا بتكاسل مرير, تنطلق الأغاني حروفا متكسرة, تتخبط في سراديب المجون وأمسيات الجدب, يسقط العمر في اليباب, والخوف, والسكات..
    تنشطر ليالي النغم ما بين رنات الدف وشدو الناي, ترتسم على وجهك ملامح ترتجف من نظرات الأولياء والمجاذيب.. يصيحون حييييييي....... مدااااااااااااد................
    أسقط في المدن المنغلقة, أندفن في مهاوي الصمت, تنكفئ الذات على جرحها, ينفتح المساء كهواجس الرغبات..
    أحتفل بالصمت الخاشع على شاطئ النهر وحيدا, أستعيد شجو الناي وضياء الشعر..
    كنقطة ارتكاز في دائرة الغياب الذي يطبق على صدري كأنه كابوس طاغي, أجدك تلملمين بقايا الموت من الجفون المثقلة بالسكون, وتجوبين المدارات بضفائر جزتها يد اليأس..
    أصطدم بجلبة الأناشيد التي تختلط بالخطوط المقهورة, يصطدم التجلي بالظلام, تحتلني المجازات, تهجرني ملامحي, يرتسم في الردهات نزيف اللعنات..
    أمتطي نسج المزامير، أعود إلى حلقة الذكر, أجدك تتأهبين للرحيل, وفي عينيك تبكي النجوم.. يتبدد حلمي في الدجى, يتساقط من خلال أناملي, تنبت الأغاني ألحانا من حروف الشوق, تنتشر كأجنحة الضباب, أتبعثر في الظلام, تضل الأناشيد سبلها بين متاهات المراوغة.. أعزف الناي, يسكب أشواقه أنينا مبتلى بالحب.. يعلن الليل فتنته, تداعب النجوم الشهب, يتراقص الأقطاب خلف حجب العجب, مخالب الكهنوت تمزق رقاب الساجدين, تدور الرحى تطحن الألحان ونغمات الناي.. تنتهب المرارة مضجعي, تنجدل الظلمات غلائلا للردى, تهز أناتي الورد, أكتب على وجه الأفق:
    اللعنة والحب وجهان للون حبيبتي
    تحملني الإرتعاشات إلى نار المذبح, يتدفق الرعب في لحظات انشقاق القمر, تمتزج دقات الدفوف بعراك دخان البخور, يعتصرني الترتيل والعويل والصراخ, أتوه في زحام الأطياف, ينهار ما بين الجسد والكلمة, يخرج المنشدون من أهازيج التأمل, يتوحدون مع صمت الليل, ننتظر سويا رائحة الشمس..
    سيدعباس
    سيدعباس
    إدارة
    إدارة


    تاريخ التسجيل : 17/04/2009
    عدد الرسائل : 973
    نقاط : 6794
    السٌّمعَة : 0
    العمر : 49

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف سيدعباس الخميس 10 سبتمبر 2009, 10:31 am

    موضوع رائع

    يا شاعر
    ربيع احمد
    ربيع احمد
    إدارة
    إدارة


    تاريخ التسجيل : 21/08/2009
    عدد الرسائل : 1150
    نقاط : 7397
    السٌّمعَة : 4
    العمر : 59

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف ربيع احمد الخميس 10 سبتمبر 2009, 4:13 pm

    مشكووووووووور يا شاعر المنتدى
    mohamed zidan
    mohamed zidan
    إدارة
    إدارة


    تاريخ التسجيل : 09/03/2009
    عدد الرسائل : 917
    نقاط : 7145
    السٌّمعَة : 3
    العمر : 50

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف mohamed zidan السبت 24 أكتوبر 2009, 1:10 pm

    رائع يا جوهرى
    شكرا
    عبدالموجود يوسف
    عبدالموجود يوسف
    إدارة
    إدارة


    تاريخ التسجيل : 19/04/2009
    عدد الرسائل : 1127
    نقاط : 6773
    السٌّمعَة : 2
    العمر : 48

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف عبدالموجود يوسف السبت 24 أكتوبر 2009, 10:31 pm

    رائع بل اروع من ررائع
    هنا
    وهنا فقط
    وكاني اقرا للكبار
    جميـــــــــــــــــــــــــــل جدااااااااااااااااااااااااااااا
    ابومحمود
    ابومحمود
    Admin
    Admin


    تاريخ التسجيل : 26/02/2009
    عدد الرسائل : 1123
    نقاط : 9967
    السٌّمعَة : 6
    العمر : 50

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف ابومحمود السبت 24 أكتوبر 2009, 11:49 pm

    رائع يا جوهرى

    وهذا ما عهدناه عليك

    انت هكذا
    علاء
    علاء
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ التسجيل : 30/11/2009
    عدد الرسائل : 15
    نقاط : 5307
    السٌّمعَة : 1

    رقصات صوفية Empty رد: رقصات صوفية

    مُساهمة من طرف علاء الجمعة 15 يناير 2010, 9:59 am

    موضوع رائع

    يا شاعر

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 5:25 am