البطل وتعريفه:محمد محمد محمد أبو تريكة الاسم
محمد ابو تريكة اسم الشهرة
خط نصف مهاجم المركز
مصرى الجنسية
7/11/1978 تاريخ الميلاد
ناهيا-الجيزة محل الميلاد
183 سم الطول
79 كجم الوزن
متزوج الحالة الاجتماعية
محمـد أبو تريكة يتحـدث عن نفسه
طفولتي
ومراهقتي كنت أعتقد أن بها الكثير من الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما
كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني
لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله سيرزقني
شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء أن
يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه الحلقة،
وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
منذ
الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو
الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي
شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق
المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة
الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو ونصف الكيلو.
وهو ما
دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع موعد
السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه
كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق
بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت تغيبي عن المدرسة لفترات
عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في
الدراسة فقد كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم
بشرح بعض الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة،
وظهرت نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت
أوراقي إلي كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً
الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا ينافسونني في الدراسة، لدرجة
أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس
محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي كان يطبق فيها وقتها نظام
التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة التعويض كانت موجودة بشكل
مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل
بيت، فإنني تعاملت معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة
الابتدائية والإعدادية واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل
الامتحانات لكن صادفني بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها
قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير
ورغم أنني لم أتمكن من تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله
سأشجع نجلي أحمد وسيف علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي
راودني لفترات طويلة
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية
عداوة، لا أعلم سببها، لكنني كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي
ولأنني من الأساس كان وقتي ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات
والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا
أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي
كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة
الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة
أركب الميكروباص للمدرسة أثناء الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول
علي ملابس التدريب ثم أتوجه من بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص
لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم 196 لأنه كان يمر من أمام النادي
وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة أمامي وقتها.
ورغم أنني
كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر منتخب
الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل وفور
عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً لأول
مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة
أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل مدرساً
للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن أذاكر
وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة
الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من
لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني
بفضل الله وبمساعدة شقيقي تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة
من 50، وفور عودتي للمنزل استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن
الأسئلة فبدأت أشرح له، فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة
كبيرة والحمد لله ربنا كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي
كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير مرتبة حسب
تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني تذكرها
لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من قبل.
وتسقط
مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي اليوم
الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس مذكرات
فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
البيت
بيتنا
لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من طابقين
ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي ـ وأنا
معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت
العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك، وإنما ذلك السحر
الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما أدخله أشعر
بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم
فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا
وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع
بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة إلي أيام المناسبات والأعياد
والدي
والدي
محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه الصحة
وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته والدي
لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من عرقه
ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم
من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع أبداً،
ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد
حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه سن
المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد يوم،
ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد
الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف
شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن
مدير أعماله المسئول عن الفيللا يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم
التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة البطل الذي جاهد وكافح
في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية، ووصل بنا لمراحل
تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة
ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد مباراتنا أمام أنيمبا في
نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص التي أتيحت لي خلال
المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني
عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم والمساحة المناسبة
لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف يومها لو لم نكن
متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً لم يكن ليرحمني
علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي
بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة
عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات الحاصل علي بكالوريوس تجارة
وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي الأصغر محمود الذي حصل علي
معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم تاريخ.
محمد ابو تريكة اسم الشهرة
خط نصف مهاجم المركز
مصرى الجنسية
7/11/1978 تاريخ الميلاد
ناهيا-الجيزة محل الميلاد
183 سم الطول
79 كجم الوزن
متزوج الحالة الاجتماعية
محمـد أبو تريكة يتحـدث عن نفسه
طفولتي
ومراهقتي كنت أعتقد أن بها الكثير من الوقائع، لكنني بعد مراجعتي لما
كتبته انكشف لي أن ما ذكرته قليل جداً وأن هناك أشياء كثيرة من ذاكرتي.
لأنني
لم أكن أخطط يوماً لتسجيل مذكراتي ونشرها، لم أكن أظن أن الله سيرزقني
شهرة تجعل من حياتي قصة يهتم الناس بقراءتها لذا أرجو من القراء أن
يعذروني إذا كنت سأقفز عبر الزمن قفزة واسعة لأختتم مذكراتي بهذه الحلقة،
وربما يعطيني الله العمر لأستكمل ما غاب عني.
الشطارة في المدرسة
منذ
الصغر وأنا متفوق دراسياً بفضل الله سواء في المرحلة الابتدائية أو
الإعدادية ودائماً كنت من الأوائل والطلبة المتفوقين الذين يحصلون علي
شهادات الاستثمار كجوائز عن تفوقهم.
وأتذكر أنني كنت ضمن فريق
المتفوقين الذي شارك في مسابقات المنطقة التعليمية حتي دخلت مدرسة كرداسة
الثانوية التي تبعد عن منزلي بحوالي كيلو ونصف الكيلو.
وهو ما
دفعني لركوب الدراجة كل يوم فيما عدا يوم الاثنين الذي يتصادف مع موعد
السوق، وبسبب الزحام الشديد كنت أضطر لعدم الذهاب للمدرسة وأحصل عليه
كإجازة أقضيها في المنزل للمذاكرة.
ورغم أنني كنت أحاول التوفيق
بين الدراسة والكرة فإن مرحلة الثانوية شهدت تغيبي عن المدرسة لفترات
عديدة لارتباطي بمواعيد التدريبات والمباريات والمعسكرات مع منتخب الشباب.
لكن الحقيقة أن وليد ابن عمي كان يساعدني ويسهل علي كثيراً في
الدراسة فقد كان يعطيني تلخيصات المناهج التي أعدها بنفسه كما كان يقوم
بشرح بعض الدروس لي حتي تمكنت بفضل الله من النجاح بمجموع 80 في المائة،
وظهرت نتيجة مكتب التنسيق بالتحاقي بكلية علوم الإسكندرية لكنني حولت
أوراقي إلي كلية الآداب قسم التاريخ.
وكان لي صديق أصبح طبيباً
الآن هو الدكتور أشرف أحد زملائي الذين كانوا ينافسونني في الدراسة، لدرجة
أن المدرسين في المدرسة أطلقوا عليه لقب دكتور أشرف وأعطوني لقب المهندس
محمد قبل أن ندخل امتحانات الثانوية التي كان يطبق فيها وقتها نظام
التحسين والحقيقة أنه كان نظاماً جيداً لأن فرصة التعويض كانت موجودة بشكل
مستمر.
ورغم كل ما يقال عن الثانوية العامة، حول أنها بعبع كل
بيت، فإنني تعاملت معها مثلما تعاملت من قبل مع الدراسة في المرحلة
الابتدائية والإعدادية واعتمادي كان علي المذاكرة في الأيام الأخيرة قبل
الامتحانات لكن صادفني بعض الصعوبة لأنه كانت هناك مواد يصعب الإلمام بها
قبل الامتحان.
كنت أعشق مادة الفيزياء وحصلت فيها علي مجموع كبير
ورغم أنني لم أتمكن من تحقيق حلم التحاقي بكلية الهندسة، فإنني بإذن الله
سأشجع نجلي أحمد وسيف علي التحاق أحدهما بها لكي يحققا لي الحلم الذي
راودني لفترات طويلة
ومنذ صغري توجد بيني وبين الدروس الخصوصية
عداوة، لا أعلم سببها، لكنني كنت أشعر بأن بها جزءاً كبيراً من إهدار وقتي
ولأنني من الأساس كان وقتي ضيقاً للغاية بسبب ارتباطي بالتدريبات
والمعسكرات والمباريات لذلك لم أحبذ حصولي علي أي دروس خصوصية.
ولا
أخفي سراً أن الظروف المادية للأسرة لم تسمح أيضاً بذلك لأن كل أشقائي
كانوا في مراحل تعليمية مختلفة وكان لابد أن يراعي الجميع الحالة
الاقتصادية للأسرة.
وأتذكر أنني كنت في أيام الثانوية العامة
أركب الميكروباص للمدرسة أثناء الذهاب ثم أعود من جديد لمنزل والدي للحصول
علي ملابس التدريب ثم أتوجه من بعدها للنادي حيث كنت أستقل ميكروباص
لبولاق ومن هناك أستقل أتوبيس رقم 196 لأنه كان يمر من أمام النادي
وتقريباً كان المواصلة الوحيدة المتاحة أمامي وقتها.
ورغم أنني
كنت متفوقاً في جميع المراحل الدراسية إلا أنني انضممت لمعسكر منتخب
الشباب مع الكابتن حلمي طولان واستمريت لمدة شهر بعيداً عن المنزل وفور
عودتي كنت سأؤدي امتحاناً في مادة الإحصاء وطبعاً عشت مأزقاً حقيقياً لأول
مرة في حياتي لأنني لم أستعد أو أذاكر بشكل جيد حتي أدخل الامتحان.
لدرجة
أنني فكرت في عدم حضوره من الأساس، لكن شقيقي أسامة الذي يعمل مدرساً
للرياضيات جلس معي وطلب مني الهدوء في محاولة منه لكي أستطيع أن أذاكر
وأدخل الامتحان وبالفعل جلس معي من الساعة التاسعة مساء حتي الساعة
الثانية صباحاً وخلال هذه الفترة ظل يشرح لي مسألة من كل فصل حتي تمكن من
لم المنهج بالكامل.
والحقيقة أنني لن أنسي هذا الامتحان، لأنني
بفضل الله وبمساعدة شقيقي تمكنت من الحل بشكل جيد جداً وحصلت علي 48 درجة
من 50، وفور عودتي للمنزل استفسر مني شقيقي عن الطريقة التي أجبت بها عن
الأسئلة فبدأت أشرح له، فقال لي إن شاء الله ربنا سيوفقك وتحصل علي درجة
كبيرة والحمد لله ربنا كلل جهده معي بالخير.
لا أعتبر نفسي
كاتباً بالتأكيد، لذلك أرجو أن تعذروني إذا بدت الأحداث غير مرتبة حسب
تسلسل أحداثها، فكل ما أفعله أنني أسجل كل المشاهد التي يمكنني تذكرها
لذلك تجدونني أحياناً أعود للحديث في أمور كنت قد تحدثت فيها من قبل.
وتسقط
مني بعض التواريخ أحياناً أخري، لأنني لم أكن أتوقع أبداً أن يأتي اليوم
الذي سأسجل فيه ذكرياتي، ولهذا السبب أفضل أن أسميها ذكريات وليس مذكرات
فما أكتبه هنا هو بعض المحطات المحفورة في ذاكرتي وليس كل ذكرياتي.
البيت
بيتنا
لا يختلف في شيء عن أي بيت ريفي في القري المصرية، فهو يتكون من طابقين
ليستوعب كل أفراد الأسرة، أشقائي وزوجاتهم وأبنائهم، ويفتخر والدي ـ وأنا
معه ـ بأنه بني هذا البيت بيديه طوبة طوبة.
لكن أهم شيء في بيت
العائلة ليس شكل الحجرات والحوائط والأبواب والشبابيك، وإنما ذلك السحر
الغامض الذي يجعله دائماً جنتي الصغيرة علي الأرض، عندما أدخله أشعر
بالطمأنينة والأمان التام.
إذا كنت حزيناً ودخلته يزول همي، أشم
فيه دائماً رائحة المحبة ومن هدوئه أستمد سكينة الروح وقد اعتدت أنا
وأشقائي علي تخصيص يوم الجمعة للتجمع والالتقاء في بيت العائلة كل أسبوع
بوجود جميع الزوجات والأبناء، إضافة إلي أيام المناسبات والأعياد
والدي
والدي
محمد محمد أبوتريكة يعمل جنايني وعمره حالياً 67 عاماً وربنا يعطيه الصحة
وطول العمر ـ لم يفكر أبداً في الجلوس بالمنزل ليستريح في شيخوخته والدي
لديه مبدأ دائماً ما يردده أمامي منذ صغري وهو أنه يحب أن يأكل من عرقه
ومن عمل يديه، إذ كان يقول العبارة المأثورة الإيد البطالة نجسة.
وبالرغم
من أنه يعاني بعض المشكلات الصحية، فإن حماسه للعمل لم ينقطع أبداً،
ويعتبر العمل جزءاً من حياته لا يمكن الابتعاد عنه أو التفريط فيه.
وقد
حاولت أنا وأشقائي أكثر من مرة أن نقنعه بالراحة في المنزل بعد بلوغه سن
المعاش لكنه رفض طلبنا بشكل قاطع لذلك يزداد افتخارنا به يوماً بعد يوم،
ونعتز بعمله وبإرادته وعزيمته وهو حالياً مسئول عن فيللا كبيرة لأحد
الأثرياء السعوديين بالزمالك.
وأظن أن هذا الثري السعودي لا يعرف
شيئاً عني فهو لا يأتي إلي مصر إلا لفترات قصيرة وعلي سنوات متباعدة لكن
مدير أعماله المسئول عن الفيللا يعرفني جيداً.
وقد اعتدت علي عدم
التدخل في قرارات والدي وحياته، فأنا أراه في صورة البطل الذي جاهد وكافح
في حياته ليربيني ويعلمني أنا وأشقائي أفضل تربية، ووصل بنا لمراحل
تعليمية جيدة، وأعتبره مثلاً أعلي وقدوة لي.
وهو يؤازرني بشدة
ويدعمني في حياتي، بل يوجه لي النقد أحياناً فبعد مباراتنا أمام أنيمبا في
نيجيريا كنت أزوره في البيت، وعلق علي إحدي الفرص التي أتيحت لي خلال
المباراة عندما سددت الكرة فارتدت من العارضة.
وقال لي إنني
عندما أتخذ قرار التسديد يجب أن أختار التوقيت الملائم والمساحة المناسبة
لأضمن دخول الكرة للمرمي وأضاف إن الحال كان سيختلف يومها لو لم نكن
متقدمين بهدف أو كان الفريق صاحب الأرض فائزاً، لأن أحداً لم يكن ليرحمني
علي هذه الفرصة الضائعة.
أكبر إخوتي هو شقيقي أحمد حصل علي
بكالوريوس تجارة ومن بعده شقيقي حسين خريج كلية دارعلوم ويعمل مدرس لغة
عربية، ثم الأستاذ أسامة مدرس الرياضيات الحاصل علي بكالوريوس تجارة
وشقيقتي ناهد ونعمات متزوجتان، ثم أنا وشقيقي الأصغر محمود الذي حصل علي
معهد الروضة، بينما حصلت علي ليسانس آداب قسم تاريخ.