طرقت باب عيادته وأنا أتلفت في كل إتجاه .. دخلت و أغلقت الباب خلفي جيدا ..
قال : أهلا ..
قلت : ربما ..
قال : ماذا تقصد ؟
قلت : أقصد أرجو أن تكون أهلا لكشف أسباب معاناتي ..
قال : قال : ما مشكلتك ؟
قلت : أنت ؟
قال : أنا ؟
قلت : نعم .. أنت .. وهو .. و هي .. وهم .. وجميع الناس خارج هذا الباب ..
قال : مم تشكو ؟
قلت : الناس .. أعصابي ضاقت بهم .. و قلبي ينفر منهم .. وعقلي لا يستوعبهم .. و حياتي لا تحتويهم ..وإيقاع زمني لا يسير معهم .. وخطوط دروبي و مشاويري لا تتفق و دروبهم ومشاويرهم .. و حتى ابتساماتي لا تلتقي مع ابتساماتهم .. ودموعي لا تنحدر عند أحزانهم .. قلبهم ليس معي .. و عقلهم ليس لي .. لا أحد يشعر بي ولا أحد يراني ولا أحد يمد يده لي ..
قال: تشعر بالوحدة ؟
قلت : أشعر بالزحام في وحدتي و اشعر بالوحدة وسط الزحام .. صوتي ضائع .. كلماتي تعجز عن رسم همسة أو كلمة .. خذ ساعدي .. قس ضغط دمي .. جهازك سينفجر آخر الآمر .. هل ستقيس حرارتي .؟؟ قس أولا حرارة هذا المجتمع الملتهب بالفساد و الكذب و الرياء و النفاق و الحسد و الغيبة و النميمة و التآمر و التباغض .. هذا المجتمع الذي يحترق بكل الموبقات و يزدحم بكل المفسدات و يقترف كل المحرمات ..
قال : أنت منفعل .. أنت غير قادر على مواجهة عالمك .. غير قادر على تحمل همومك .. غير قادر على الوقوف أمام أدنى معضلة ..
قلت : يا سيدي .. هل أنت تواجه همومك ؟؟ هل تملك الشجاعة على أن تقول : لا .. أمام كل شيء ؟؟
قال : نعم .. ويجب أن أقول لك نعم ..
قلت : أنا لا أستطيع أن أنافق ..
قال : لا تنافق .. جامل فقط ..
قلت : لا أستطيع أن أكذب ..
قال : لا تكذب .. و لكن ليس من الضرورة أن تقول كل الحقائق ..
قلت : لا أستطيع أن اخضع لبشر ..
قال : لا تخضع .. ولكن .. لا تعلن تمردك ..
قلت : لا أستطيع أن أعاشر الفاسدين ..
قال : لا تعاشرهم .. ولكن أيضا لا تواجههم ..
قلت : لا أستطيع أن أعيش متلونا ..
قال : يكفي أن تعيش نظيفا ..
قلت : أنا فقير ..
قال : نفسك غنية ..
قلت : نفسي محطمة ..
قال : قلبك قلب عاشق مرهف ..
قلت : هذا العالم يحترق ..
قال : عش في عالمك الخاص .. اغلق باب بيتك .. اغلق باب قلبك .. اغمض عينيك .. سدّ أذنيك .. ستجد نفسك هانئ البال ..
قلت : أخاف أن أصاب بالجنون ..
قال : الجنون أن تصطدم بسنن الحياة و الكون ..
قلت : ولقمة عيشي ..
قال : لا يملكها سوى الله .. ألا يكفي هذا لتنعم بالطمأنينة ؟؟
قلت : وهذه الأمراض التي سكنت روحي ؟
قال : خذ الدواء .. انه مجرد أماني بالشفاء .. ولكن لا يعيق طريق الموت و لا يغلق النوافذ للعالم الآخر ..
قلت : أخاف اللحظة القادمة ؟؟
قال : أنا أيضا تقلقني اللحظة القادمة و لكن .. هل نملك لها شيئا ؟؟ إنها في عالم الغيب .. اتركها حيث هي ..
قلت : أخاف تلك الكائنات التي تجاورنا ولا نراها ..
قال : وهل خوفك سيحميك منها ؟؟
قلت : اشعر ان هناك من يركض خلفي دائما ؟؟
قال : إنها هواجسك .. همومك .. ماضيك .. تخلص من كل هذا ..
قلت : كيف ..؟؟
قال : اكتب .. ادفن كل هذا بين السطور ..
قلت : لست أديبا ..
قال : كل مهموم أديب .. و كل حزين أديب .. وكل شاك و باك أديب .. كل يغني على ليلاه وكل يعزف على طريقته ..
قلت : و الآن .. ؟؟
قال : ارفع رأسك .. و امش في طريقك .. لا تلتفت لأحد .. و لا تركض خلف أحد .. ليكن همّك يومك و لحظتك التي بين يديك .. اترك الغد للغد .. و ذاك الماضي دعه في مرقده ..
كن ابن اليوم .. و كن ابن الحياة ..
قال : أهلا ..
قلت : ربما ..
قال : ماذا تقصد ؟
قلت : أقصد أرجو أن تكون أهلا لكشف أسباب معاناتي ..
قال : قال : ما مشكلتك ؟
قلت : أنت ؟
قال : أنا ؟
قلت : نعم .. أنت .. وهو .. و هي .. وهم .. وجميع الناس خارج هذا الباب ..
قال : مم تشكو ؟
قلت : الناس .. أعصابي ضاقت بهم .. و قلبي ينفر منهم .. وعقلي لا يستوعبهم .. و حياتي لا تحتويهم ..وإيقاع زمني لا يسير معهم .. وخطوط دروبي و مشاويري لا تتفق و دروبهم ومشاويرهم .. و حتى ابتساماتي لا تلتقي مع ابتساماتهم .. ودموعي لا تنحدر عند أحزانهم .. قلبهم ليس معي .. و عقلهم ليس لي .. لا أحد يشعر بي ولا أحد يراني ولا أحد يمد يده لي ..
قال: تشعر بالوحدة ؟
قلت : أشعر بالزحام في وحدتي و اشعر بالوحدة وسط الزحام .. صوتي ضائع .. كلماتي تعجز عن رسم همسة أو كلمة .. خذ ساعدي .. قس ضغط دمي .. جهازك سينفجر آخر الآمر .. هل ستقيس حرارتي .؟؟ قس أولا حرارة هذا المجتمع الملتهب بالفساد و الكذب و الرياء و النفاق و الحسد و الغيبة و النميمة و التآمر و التباغض .. هذا المجتمع الذي يحترق بكل الموبقات و يزدحم بكل المفسدات و يقترف كل المحرمات ..
قال : أنت منفعل .. أنت غير قادر على مواجهة عالمك .. غير قادر على تحمل همومك .. غير قادر على الوقوف أمام أدنى معضلة ..
قلت : يا سيدي .. هل أنت تواجه همومك ؟؟ هل تملك الشجاعة على أن تقول : لا .. أمام كل شيء ؟؟
قال : نعم .. ويجب أن أقول لك نعم ..
قلت : أنا لا أستطيع أن أنافق ..
قال : لا تنافق .. جامل فقط ..
قلت : لا أستطيع أن أكذب ..
قال : لا تكذب .. و لكن ليس من الضرورة أن تقول كل الحقائق ..
قلت : لا أستطيع أن اخضع لبشر ..
قال : لا تخضع .. ولكن .. لا تعلن تمردك ..
قلت : لا أستطيع أن أعاشر الفاسدين ..
قال : لا تعاشرهم .. ولكن أيضا لا تواجههم ..
قلت : لا أستطيع أن أعيش متلونا ..
قال : يكفي أن تعيش نظيفا ..
قلت : أنا فقير ..
قال : نفسك غنية ..
قلت : نفسي محطمة ..
قال : قلبك قلب عاشق مرهف ..
قلت : هذا العالم يحترق ..
قال : عش في عالمك الخاص .. اغلق باب بيتك .. اغلق باب قلبك .. اغمض عينيك .. سدّ أذنيك .. ستجد نفسك هانئ البال ..
قلت : أخاف أن أصاب بالجنون ..
قال : الجنون أن تصطدم بسنن الحياة و الكون ..
قلت : ولقمة عيشي ..
قال : لا يملكها سوى الله .. ألا يكفي هذا لتنعم بالطمأنينة ؟؟
قلت : وهذه الأمراض التي سكنت روحي ؟
قال : خذ الدواء .. انه مجرد أماني بالشفاء .. ولكن لا يعيق طريق الموت و لا يغلق النوافذ للعالم الآخر ..
قلت : أخاف اللحظة القادمة ؟؟
قال : أنا أيضا تقلقني اللحظة القادمة و لكن .. هل نملك لها شيئا ؟؟ إنها في عالم الغيب .. اتركها حيث هي ..
قلت : أخاف تلك الكائنات التي تجاورنا ولا نراها ..
قال : وهل خوفك سيحميك منها ؟؟
قلت : اشعر ان هناك من يركض خلفي دائما ؟؟
قال : إنها هواجسك .. همومك .. ماضيك .. تخلص من كل هذا ..
قلت : كيف ..؟؟
قال : اكتب .. ادفن كل هذا بين السطور ..
قلت : لست أديبا ..
قال : كل مهموم أديب .. و كل حزين أديب .. وكل شاك و باك أديب .. كل يغني على ليلاه وكل يعزف على طريقته ..
قلت : و الآن .. ؟؟
قال : ارفع رأسك .. و امش في طريقك .. لا تلتفت لأحد .. و لا تركض خلف أحد .. ليكن همّك يومك و لحظتك التي بين يديك .. اترك الغد للغد .. و ذاك الماضي دعه في مرقده ..
كن ابن اليوم .. و كن ابن الحياة ..
منقول