<table align=left><tr><td align=middle></TD></TR> <tr><td class=ImageCaptionStyle align=middle></TD></TR></TABLE>«الصداقة العائلية» حصن أمان للشباب..دراسة تدعو إليها..وأخرى تُحذر منها!.. لماذا؟ ما أجمل أن تتطور علاقة الآباء بأبنائهم تبعًا لمراحل نموهم؛ في الطفولة يمدونهم بالحب والاهتمام، ويتكشفون معهم الدنيا من حولهم، وعند المراهقة يسعى الآباء لاحترام رغبات الأبناء في الاستقلال وإثبات الذات، أما مرحلة الشباب والتي تبدأ عادة من سن العشرين وتمتد حتى الخامسة والثلاثين فتأتي «الصداقة العائلية» والحوار والتواصل كحصن أمان لهما. لكن الغريب المدهش أن هناك مختصين يرحبون بهذه الصداقة ويدعون إليها، وفريقًا ثانيًا يحذر منها وينصح بالبعد عنها! في دراستنا نعرض أسباب كل فريق وتفاصيل «الصداقة العائلية» الحقيقية بين الآباء وأبنائهم الشباب. بداية أجمع المختصون وأساتذة علم النفس على احتياج الابن للمصاحبة والفهم والاستيعاب بداية من سن المراهقة وحتى فترة الشباب، ومن هنا يأتي دور الزوجين معًا في إقامة نوع من الصداقة بينهما وبين الابن أو الابنة الشابة! والسؤال: هل تكون الصداقة بتبادل الشكوى، وبث الآلام، والحديث عن الأحلام من جانب الوالدين والشباب معًا مناصفةً؟ أم أنه يفضل صداقة من جانب الآباء فقط وليس العكس؟ صداقة عبر الأميال يرى الدكتور«محمد ضياء الدين»، الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن فكرة الصداقة العائلية لم تعد مطروحة كما كانت منذ أكثر من 25 عامًا، نسبة إلى التغيرات الاقتصادية السلبية التي حدثت بالمجتمع خلال هذه الفترة، ومنها غياب الأب لساعات طويلة خارج البيت -للعمل في جهتين- أو لسفره للعمل بالخارج، مما يضع الأبناء أمام صحبة آبائهم لساعات قليلة يوميًّا، أو لشهر واحد كل عام. شباب قلق! ويضيف: هناك أخطاء يقع فيها الآباء تؤدي إلى فقد الصلة بأبنائهم عند مرحلة الشباب؛ مثل التربية القاسية التي تؤدي إلى الكراهية، والشعور بالذنب للتواجد وسط هذه الأسرة! كما أن الإسراف في التدليل من جانب الآباء وتلبية كل الحاجات، تجعل الابن ينشأ شابًّا رخوًا، يضيق بأهون المشاكل، ولا يطيق مواجهة الصعاب! وهناك -أيضًا- التذبذب في أسلوب التربية؛ حيثُ يمدحون الشيء اليوم ويعاقبون عليه غدًا، وهذا يجعل الشاب مترددًا غير واثق في نفسه ووالديه! ولا ننسى تأثير الخلافات الزوجية أمام الابن الشاب التي تعطيه الإحساس بالقلق وانعدام الأمن، وفكرة سيئة عن الأسرة والحياة الزوجية، إضافة إلى القلق المفرط من جانب الوالدين في رعاية الأبناء منذ الصغر؛ فيشُب شخصية قلقة منطوية غير اجتماعية. الصداقة للشباب كما تؤكد الدكتورة «أماني عبد الرحمن»، الخبيرة بالمركز، ضرورة تقرب الزوجين من أبنائهما في مرحلة الشباب عن طريق: الاستماع إليهم، محاولة تفهم وحل مشاكلهم بعيدًا عن أسلوب العنف والتجريح، وهذه المصاحبة توضح للأهل قدرات أبنائهم الحقيقية ودرجة نضجهم العقلي والنفسي، كما أنها تحمي الشباب من الأمراض النفسية والمشكلات الانحرافية، وتجعلهم متوازنين أخلاقيًّا وسلوكيًّا. ومع استيعاب الوالدين لكافة تناقضات الشباب يستطيع الابن أو الابنة البوح بأسرارهما، بشرط عدم توجيه النصح والإرشاد مباشرة، وبذلك تكون الصداقة صمام أمان للشباب تقيهم من أي شر محتمل. لا تأتي من فراغ! وهذه الصداقة لا تأتي بين يوم وليلة -كما تقول الدكتورة «عزة كريم» خبيرة الاجتماع- فلها جذورها منذ الطفولة ومرحلة المراهقة، يبدأها الزوجان بتكوين نظام مستقل للبيت، بمنح الأبناء الثقة في النفس، بمشاركة الابن لألعابه وأفراحه، وبالحزم مرة واللين في المعاملة أخرى، بلفت نظره للاستفادة من أخطائه، وبأن يكون الزوجان قدوة حسنة أمام أبنائهما، الصداقة تأتي بالممارسة والمحاولة المتكررة للاستحواذ عليهم. لا لاستغلال الأبناء! وبنبرة اعتراض عالية ترفض الدكتورة «فؤادة هدية»، أستاذ ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس، صداقة الآباء لأبنائهم فتقول: ليس من المفروض أن يستغل الآباء أبناءهم الشباب فيحكون معهم عن مشاكلهم، وإخفاقاتهم، ونقاط ضعفهم، والتي لا يستطيعون أن يبوحوا بها لأحد تحت ستار «أبنائي.. سرِّي»، فهذا يعد ابتزازًا عاطفيًّا؛ يشعر الابن بعدم الأمان، إذْ كيف يكون الأهل مصدر الإحساس بالأمان ويطلبون المساعدة؟ فالشاب هنا يشعر بمسؤولية كبيرة أمام مشاكلهم، يحس بالعجز وعدم القدرة على تقديم العون، مما يضعه في موقف محير!! الصداقة هي الحوار والتواصل والمشاركة، أن تسمح الأم لابنتها بالتعبير عن نفسها واهتماماتها، مشاكلها وطموحاتها، عما يدور في النفس، وهذا الحكي يدعم نفسية الشباب ويقوي من ثقته في نفسه، ويعطيه الإحساس بوجود السند بجانبه. ورق السوليفان ومن زاوية جديدة ترى الدكتورة «فاطمة الشناوي»، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، أن على الزوجين إخبار أبنائهما الشباب عند تعرض الأسرة لانتكاسة اقتصادية، أو مشاكل في العمل، بهدف أن يعرف الشاب أن الحياة ليست وردية أو عبارة عن مجموعة من الناس ملفوفة بورق السوليفان، بل معاناة لتوفير لقمة العيش، بها صعود وهبوط. كل هذا يتم في حوار هادئ دون صياح أو تلقين للنصائح مباشرة، وخاصة عند الفضفضة وقصِّ الحكايات العاطفية وتجارب الحب، بدلاً من أن يأخذ العبرة من الشارع وأصحاب السوء. نحو «صداقة عائلية» أفضل تلخصها الدكتورة «فاطمة الشناوي» خبيرة العلاقات الزوجية في 12 نقطة: - الصداقة هي منح الوقت الكافي للمناقشة والحوار، مع حسن استماع لتقديم العون. - عدم التدخل في تفاصيل حياة أبنائنا الشباب، واحترام أسلوبهم في الحياة. - التعامل بصبر وحرص مع غضب الشباب، والمعوقات التي تواجههم، مع الشعور بالفخر لإمكانياتهم الشخصية. - «البنت تُصادق أمها، والابن يُصادق أباه» مقولة غير صحيحة إلا في الأمور الشديدة الخصوصية. - وفرة المال وكثرة الهدايا ليسا دليلاً على الحب والاهتمام، إنما الحوار والتواصل اللذان يُنميان عقل الشاب وذكاءه. - على الأم أن تهتم بكثرة الإطراء والمدح لأبنائها الشباب، بهدف دعم الثقة والقدرة على مواجهة الحياة وتقبلها. - كوني حيادية في التفكير عند استشارة أبنائك الشباب لك، وما عليك سوى توضيح الإيجابيات والسلبيات دون تحيز لأحدهم. - تعرَّفي على حاجات ابنك الشاب العاطفية والنفسية والاجتماعية في كل مرحلة من مراحل نموه. - أعطي أبناءك الشباب مساحة من حرية الرأي، وادفعيهم لخوض التجارب، والوقوع في الخطأ للتعلم، فهي علامات على طريق الشباب السوي. - «صراع الأجيال»، «الهوة»، من المفردات التي تعوق التواصل بين جيل الآباء والشباب. - علي الأبوين أن يتعاملا بوعي وسلاسة وبساطة بعيدًا عن الضغط النفسي، والتوتر والغضب، أساس قوي لبناء صداقة مع الشباب. - انزلي إلى مستوى ابنك وابنتك الشابة أو ارتفعي معهما، وحلِّقي مع أحلامهما وشطحاتهما البعيدة. - الصداقة تعني: توجيه مشاعر الحنان والوفاء والإخلاص تجاه شخص واحد.. يحبه ويثق فيه ويأتمنه على أسراره |
الصداقة العائلية» حصن أمان للشباب
ابوعلي- إدارة
- تاريخ التسجيل : 19/06/2009
عدد الرسائل : 2475
نقاط : 11736
السٌّمعَة : 0
العمر : 59
- مساهمة رقم 1