«بلاك بيري» أو«كراك بيري»
كتب دلع المفتي :
البلاك بيري وما أدراك ما البلاك بيري.. هو ذلك الجهاز الأسود (وأحيانا يكون لابسا فساتين حمراء وخضراء وفوشيا)، تراه في أيدي الكثير من الناس هو جهاز تلفون جديد لكن بمزايا لها أول وليس لها آخر، معظم مالكيه لا يعرفونها وإن عرفوها لا يستخدمونها. الملفت في هذا الجهاز أنه يبدو وكأن بينه وبين حامله قوى مغناطيسية، فهو لا يستطيع الفكاك منه أو التخلي عنه حتى ولو لدقائق، ويجعل حامله يبدو وكأنه نسي جزءا من دماغه في البيت. حاول أن تكلم أحد حاملي هذا الجهاز، ستجده ينظر اليك بعين والعين الأخرى على جهازه الصغير، وكأنه يقارن بين ما تقوله له وما يقوله له الجهاز، تحاول جذب انتباهه فيمثل صاحبنا دور المستمع الفاهم، فيبتسم نصف ابتسامة ويهز رأسه موافقا، لكن الهزة تأتي باتجاه واحد فقط إلى الأسفل..حيث يعود وجهه ليلتصق بجهازه مرة أخرى من دون أدنى شعور بحياء أو خجل.. لتدرك في النهاية انه يجري محادثة أو (تشات) أو ما يسمى b.b.m مع صديق أو زميل ربما يجلس معكم على الطاولة نفسها.
إنها حالة من الإدمان الحقيقي يعيشها بعض الناس هذه الأيام، وليس في الكويت فقط، بل في جميع أنحاء العالم إلى حد سمي معه الجهاز بـ«الكراك بيري» نسبة إلى المادة المخدرة «كراك» التي يدمن عليها الكثيرون. وتؤكد الدراسات التي يقوم بها دكتور كريستست ديري من جامعة سدني ان كل الظواهر تدل على وجود إدمان فعلي على الجهاز تماما كالإدمان على المواد المخدرة، فلا يستطيع مستعمله الفكاك منه أو التخلي عنه، وإن اجبر يمر بمرحلة ضيق تماما مثل حالة المدمن، إذا امتنع عن المخدر. والجهاز نفسه يسبب لمستعمله الضغوط النفسية ويسيطر على حياته، ويخلق مشاكل زوجية عديدة بعد أن تحول إلى «ضرة» تشارك الزوجة زوجها.
المشكلة أن الجهاز لم يخترع لـ«طق الحنك» ولا لـ«قز» أبنائنا وبناتنا، ولا من أجل أن يبعث واحد رسالة لواحدة تقول «شلونك يا حلوة» فترد عليه بضحكة الكترونية «هههه». إن الجهاز بإمكاناته المتقدمة وتقنيته المتطورة صنع لقضاء متطلبات رجال الأعمال، فيتبادلون من خلاله الأخبار العاجلة، ويستلمون بريدهم الالكتروني الفوري، كونه في حال اتصال دائم بالانترنت، لكنه كالعادة انتهى بين أيدي الشباب والصبايا والمراهقين يلهون به «لزوم الفشخرة»، وكأن تلك «الشمحوطة» التي تتبختر به في المجمع تتوقع رسالة من رئيس الوزراء لتوزيرها، أو كأن ذلك الشاب أبو الـ«شورت» الذي يرتشف فنجان القهوة «أبو دينارين، كانت من ضمن مصروفه اليومي من أبيه»، ينتظر نتائج استثماراته في سوق البورصة.
أين المشكلة في أن تتأخر قليلا في الرد على بريدك الالكتروني؟ وأين المشكلة في ألا تكون متصلا بالنت 24 ساعة في اليوم؟ أين الخصوصية ووقت الراحة؟ أين احترام الزائر أو المضيف؟ يبدو أنهم كلهم ذهبوا أدراج الرياح مع وصول البلاك بيري أو «التوت الأسود» الى أيادي الناس.
* * *
لقطة: ميشيل أوباما صفعت يد زوجها (ما غيره) عندما حاول أن يرد على «البلاك بيري» أثناء مشاهدته مباراة ابنته المدرسية. يبدو أن علينا أن نفعل مثلها..!!
دلع المفتي
كتب دلع المفتي :
البلاك بيري وما أدراك ما البلاك بيري.. هو ذلك الجهاز الأسود (وأحيانا يكون لابسا فساتين حمراء وخضراء وفوشيا)، تراه في أيدي الكثير من الناس هو جهاز تلفون جديد لكن بمزايا لها أول وليس لها آخر، معظم مالكيه لا يعرفونها وإن عرفوها لا يستخدمونها. الملفت في هذا الجهاز أنه يبدو وكأن بينه وبين حامله قوى مغناطيسية، فهو لا يستطيع الفكاك منه أو التخلي عنه حتى ولو لدقائق، ويجعل حامله يبدو وكأنه نسي جزءا من دماغه في البيت. حاول أن تكلم أحد حاملي هذا الجهاز، ستجده ينظر اليك بعين والعين الأخرى على جهازه الصغير، وكأنه يقارن بين ما تقوله له وما يقوله له الجهاز، تحاول جذب انتباهه فيمثل صاحبنا دور المستمع الفاهم، فيبتسم نصف ابتسامة ويهز رأسه موافقا، لكن الهزة تأتي باتجاه واحد فقط إلى الأسفل..حيث يعود وجهه ليلتصق بجهازه مرة أخرى من دون أدنى شعور بحياء أو خجل.. لتدرك في النهاية انه يجري محادثة أو (تشات) أو ما يسمى b.b.m مع صديق أو زميل ربما يجلس معكم على الطاولة نفسها.
إنها حالة من الإدمان الحقيقي يعيشها بعض الناس هذه الأيام، وليس في الكويت فقط، بل في جميع أنحاء العالم إلى حد سمي معه الجهاز بـ«الكراك بيري» نسبة إلى المادة المخدرة «كراك» التي يدمن عليها الكثيرون. وتؤكد الدراسات التي يقوم بها دكتور كريستست ديري من جامعة سدني ان كل الظواهر تدل على وجود إدمان فعلي على الجهاز تماما كالإدمان على المواد المخدرة، فلا يستطيع مستعمله الفكاك منه أو التخلي عنه، وإن اجبر يمر بمرحلة ضيق تماما مثل حالة المدمن، إذا امتنع عن المخدر. والجهاز نفسه يسبب لمستعمله الضغوط النفسية ويسيطر على حياته، ويخلق مشاكل زوجية عديدة بعد أن تحول إلى «ضرة» تشارك الزوجة زوجها.
المشكلة أن الجهاز لم يخترع لـ«طق الحنك» ولا لـ«قز» أبنائنا وبناتنا، ولا من أجل أن يبعث واحد رسالة لواحدة تقول «شلونك يا حلوة» فترد عليه بضحكة الكترونية «هههه». إن الجهاز بإمكاناته المتقدمة وتقنيته المتطورة صنع لقضاء متطلبات رجال الأعمال، فيتبادلون من خلاله الأخبار العاجلة، ويستلمون بريدهم الالكتروني الفوري، كونه في حال اتصال دائم بالانترنت، لكنه كالعادة انتهى بين أيدي الشباب والصبايا والمراهقين يلهون به «لزوم الفشخرة»، وكأن تلك «الشمحوطة» التي تتبختر به في المجمع تتوقع رسالة من رئيس الوزراء لتوزيرها، أو كأن ذلك الشاب أبو الـ«شورت» الذي يرتشف فنجان القهوة «أبو دينارين، كانت من ضمن مصروفه اليومي من أبيه»، ينتظر نتائج استثماراته في سوق البورصة.
أين المشكلة في أن تتأخر قليلا في الرد على بريدك الالكتروني؟ وأين المشكلة في ألا تكون متصلا بالنت 24 ساعة في اليوم؟ أين الخصوصية ووقت الراحة؟ أين احترام الزائر أو المضيف؟ يبدو أنهم كلهم ذهبوا أدراج الرياح مع وصول البلاك بيري أو «التوت الأسود» الى أيادي الناس.
* * *
لقطة: ميشيل أوباما صفعت يد زوجها (ما غيره) عندما حاول أن يرد على «البلاك بيري» أثناء مشاهدته مباراة ابنته المدرسية. يبدو أن علينا أن نفعل مثلها..!!
دلع المفتي