البوابة الفرعية
 |
فترة حملها، وتحرص على نظامها الغذائي لتستطيع تأمين حاجات مولودها
الغذائية وتحافظ على صحتها بعد أن تضع طفلها وتتمكن من إرضاعه بشكل طبيعي.
لكن هل يمكن للمرأة الحامل أن تصوم في شهر رمضان؟ ومتى يشكل صيامها خطراً
على صحتها وعلى سلامة الجنين؟ وهل ثمة أطعمة ينبغي أن تركز عليها دون
غيرها؟
تؤكد
د. إيمان حمودة (استشارية التغذية الإكلينيكية والبدانة ومديرة مستشفى
جامعة القاهرة) أن الفترة التي يُسمح فيها صيام المرأة الحامل تمتد من
الشهر الرابع الى السادس على أن تعتدل في كميات الطعام ونوعياته. وتشير
إلى أن هذه الفترة هي أفضل مراحل الحمل، إذ تقل المتاعب الصحية والإحساس
بالغثيان.
أما عن الأطعمة الواجب تناولها فتقول د.إيمان إن التمر
أو البلح هما منجم معادن مثل الحديد والبوتاسيوم والألياف، ويساعدان في
الاحتفاظ بنسبة السكر ثابتة في الدم، لذا على المرأة الحامل تناولهما في
هذه الفترة ولكن باعتدال لأن الإفراط يؤدي إلى زيادة في الوزن تشكل عبئاً
على صحة الحامل، وبالنسبة الى المكسرات، مثل اللوز والجوز والزبيب، فهي
لازمة في هذه الفترة لاحتوائها على البوتاسيوم والماغنيزيوم وعلى دهون
نباتية، شريطة أن يتم تناولها في شكلها الخام أي من دون إضافات للملح أو
تحميرها في مواد دهنية.
وتشدد د. إيمان على ضرورة شرب الماء بكثرة
من فترة الإفطار وحتى السحور نظراً لأنها تنظَّف الجسم من السموم ولا تسبب
أي زيادة في الوزن، وتضيف: 'السوائل لا تعني تناول العصائر بإفراط لأنها
تحتوي على سكريات تزيد وزن المرأة الحامل}.
يقسِّم د..محمد رضوان
(أستاذ التغذية في جامعة عين شمس) فترة الحمل إلى ثلاث مراحل: الأولى، من
الشهر الأول إلى الثالث. الثانية، من الرابع إلى السادس، أما المرحلة
الأخيرة فتمتد من السادس إلى التاسع. ينصح د. رضوان بالامتناع عن الصيام
في المرحلة الأولى والأخيرة. فخلال الفترة الأولى تظهر أعراض الحمل، قيء
وغثيان، وتكون فترة غير مستقرة، لذا يصعب فيها الصيام، أما من الشهر
السادس وحتى موعد الولادة فيكون الجنين تشَّكل وبدأ يضغط على المعدة، ما
يجعل تناول وجبات كبيرة عبئاً على المرأة التي يُفضل أن تُقسِّم وجباتها
من ست إلى ثماني وجبات صغيرة على مدار اليوم. أما الفترة من الشهر الرابع
إلى السادس فيكون الحمل فيها مستقراً نوعاً ما وتسمح حالة المرأة الصحية
بالصيام، ولعل أكثر ما تحتاجه الحامل من عناصر غذائية، هو الحديد
والكالسيوم الموجودان بكثرة في أغذية رمضان، فالحديد متوافر في المشمشية
والقراصية أما الكالسيوم فتحصل عليه المرأة من الزبادي ومنتجات الألبان
عموماً. كذلك، يزود التمر الحامل بالطاقة وإذا تم تناوله مع اللبن تكون
الفائدة أكبر.
أهمية السوائل
يؤكد د.رضوان أن تناول السوائل
بكميات وفيرة أمر ضروري بالنسية الى الحامل وخصوصاً في الأشهر الثلاثة
الأولى، وكذلك تناول مشروب قمر الدين المصنوع من المشمش لأنه يمد الجسم
بعنصر الحديد الذي تحتاجه المرأة بكثرة.
أما د. جمال عيد (أستاذ
مساعد نساء وتوليد في طب القاهرة) فله رأي آخر بالنسبة الى صيام المرأة
الحامل، يقول: {لا أحبِّذ أن تصوم الحامل إلا إذا كانت حالتها الصحية جيدة
وذلك لأنها تحتاج إلى تناول ست وجبات على مدار اليوم وليس ثلاث فحسب}.
يشدد
د. عيد على أهمية عدم صيام المرأة الحامل في شهر رمضان خلال الأشهر
الثلاثة الأولى من الحمل بالإضافة الى الشهر التاسع، لأن حالة الإعياء
تكون بدرجة شديدة ما يتطلب من المرأة أحياناً تناول أدوية لمنع القيء، أما
إذا كانت حالتها الصحية تسمح بالصيام من بداية الشهر الرابع وحتى الثامن
فلا مانع من ذلك.
ينفي د.عيد ضرورة الابتعاد عن البقوليات خصوصاً
الفول وثمة معلومة خاطئة متداولة مفادها أن تناول الحامل الفول يؤثر سلباً
على صحة الجنين وقد يصيبه بالأنيميا. كذلك ينصح بالإكثار من تناول
البروتينات، مثل اللحوم الحمراء والدجاج والبيض والأسماك، والكربوهيدرات،
والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون لأنها تُشِّكل
عبئاً إضافياً على الجسم وهي غير مفيدة بالنسبة الى الأم والجنين في الوقت
نفسه.
وعن النسبة التي يزيد فيها وزن المرأة خلال فترة حملها ككل
يقول د.عيد إن الزيادة تكون بسيطة في الأشهر الأولى بمعدل كيلوغرام شهرياً
ويزداد عدد الكيلوغرامات بتقدّم أشهر الحمل ليصل إلى 12 كيلوغراماً خلال
التسعة الأشهر، لذا يحذّر د. عيد من الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة التي
يشتهر بها الشهر المبارك، وخصوصاً أصناف الحلوى المتنوّعة. كذلك ينصح
بالابتعاد عن تناول المُشهيات والمخللات التي تعمل على حبس الماء في
الجسم، ما يزيد الوزن وقد يسبب انتفاخ القدمين المؤلم للمرأة في هذه
الفترة.
وعن طريقة تناول الوجبات خلال فترة الصيام يقترح د.عيد
تناول ثلاث وجبات تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة كلها وتقسَّم بين
فترة الإفطار وحتى السحور. كذلك ينصح بتأخير وجبة السحور قبيل الفجر
مباشرة.
