أنفسهم الطموحة لمشاهدة مزيد من تلك الأفلام ذات الطابع الخيالي والمتضمنة
حتماً من مشاهد الجرأة والإقدام وتحدي الغير.
ولأن
العقول الطرية ينعكس فيها بسهولة الصدى المؤثر مما يشاهده الأطفال بأم
أعينهم بما لن يستطيعوا أن يحققوه في حياتهم الفعلية فمن الطبيعي جداً أن
أي طفل يفكر بلا دقة في لحظة ما كون تحقيق أي طموح لديه فيه تحد للآخر
ممكن أن تلعب الصدفة دوراً دائماً لصالحه فالطفل في مرحلة تنامي إدراكه
لمحيطه الاجتماعي الصغير ينمو معه الحذر من أمر مجهول وشيك الوقوع ولذا
فهو لا يعي تماماً أن وراء ترتيب الأحداث في الفلم هناك كاتب قصة وكاتب
سيناريو ومخرج.. و.. و.. قد تكاملت خلاصة مواهبهم لتقديم الفلم بالصيغة
الأخيرة المعروضة للمشاهدة.
فالطفل أثناء مشاهدته لأفلام البطولة
والمغامرات يعتقد اعتقاداً شبه جازم بأن الخلاف الظاهر في المواقف بين
ممثلي الظلم هو خلاف حقيقي فيسر الطفل أن يشاهد كيف أن بإمكان الفرد أن
يكون خارقاً عبر شخصية بطل الفلم الذي يسخر قوته فتؤول على الغالب مبينة
انتصاره على أعدائه الذين يمتازوا على اكثر احتمال بـ(الكثرة) من حيث
العدد والعدة والإمكانات!
ولأن المقرر أن يكون (بطل الفيلم) أكثر
قوة وأعلى حنكة من الآخرين بين فريق التمثيل فيلاحظ أن الأطفال المشاهدون
غالباً ما يتوجوا – بطل الفلم – بما يزيد عما يستحقه من ثناء بعد مشاهدة
الفلم ويكون ذلك واضح تماماً من خلال أحاديثهم وهم أطفال وقصص ذكرياتهم
التي يدلوها بعد أن يصبحوا كباراً ويشار لهم ببنان العقل.
ولأن قصة
الفلم عادة ما تكون ذات حباكة من صنع الخيال أو تكون قد وقعت أحداثها
حقيقة مع الإضافة لها لشيء من الخيال الذي يقتضيه العمل الفني السينمائي
أو التلفزيوني فهذا ما يشجع المتكلمون عن الظلم بما في ذلك حتى نقاد
الفيلم أن يحاولوا إلفات الأنظار بصورة عامة إلى تفضيل بطل الفيلم) لو كان
على صفة كذا أو كذا بدلاً من إتصافه بعمل كذا أو كذا وهم بذلك (أي
المتكلمون والنقاد) يعتقدون بشكل نفس جازم بأن رسم صورة للبطل بحسب ما
يرغبون أن تكون عليه لا تتعدى أكثر من وجهة نظر متأرجحة بين مؤيد ولا مؤيد.
إن
تضارب أفكار الأطفال المشاهدون لفلم (سينمائي) أو تلفزي) أو سي دي) لا يدع
لهؤلاء الأطفال فسحة من التفكير كي يتداركوا مثلاً أن الموت الذي يطال بعض
شخوص الممثلين ليس موضوعاً سهلاً من حيث وقعه على نفوسهم فالطفل بقدر ما
يخاف من الموت ويعتقد أنه يشبه عقاب شديد لا لزوم لتجرع هوله فلذا ترى
الطفل حين يعرب لأبويه (الأب والأم) كي يقتني شيئاً من لعبه فإنه يختار
منها على أكثر احتمال ما يتعلق بالألعاب ذات (النوع الحربي) رشاشة مثلاً
أو دبابة أو ما هو يدخل ضمن هذا النوع من السلاح الذي يشاهد فعله في
الأفلام وليس الواقع – على أكثر احتمال – وكان في اختياره هذا ما يمكنه من
تعويض شيء ما في دواخل نفسه قد يجعله يعتقد بوهم استطاعته للتحكم بمسار
بعض الوقائع اليومية التي يمر بها أو تمر به.
ولأن الطفل يقلد
بطبيعته كبار السن فلا شك أن من انعكاس مشاهداته لأفلام البطولة
والمغامرات ما يجعله يخاطر أحياناً بممارسة سلوك ما يشبه بعض التحركات
التي تنقلها له الشاشة البيضاء أو شاشة التلفاز وكم نقلت الأخبار عن أطفال
فقدوا الحياة ثمناً لتأثرهم وتقليدهم السلبي بما شاهدوه في فلم وعند
محاولة تطبيقهم لذلك فغادروا الدنيا وتركوا (صدمة أبدية من الألم) لدى
(الأب والأم) وطبيعي أيضاً فإن إدراك الطفل لما يشاهده في الفلم.. يمهد له
السبيل لمعرفة أسباب ومسببات السلوكيات الصادرة من قبل الغير ولكن بصورة
ترتبط بمستوى تطور وعيه بكل مرحلة من حياته.
ومما ينبغي عدم نسيانه
أن الطفل وهو صغير العمر وقد بدأ ذهنه يتفتح على أمور الحياة يلاحظ أن
العنصر (المرأة) في الأفلام حضور قوي يكاد أن لا يخلو فلم من وجودها
فينتفي أن الحياة هي امرأة ورجل وأن أحدهما لا يخلو من خير أو شر.. إلا أن
الطفل يكون محبذاً بفطرته الأولية بالميل للخير وإن كان درب تحقيقه ليس
مفروشاً بالورود لكن شعوره الداخلي يبقى طاغياً لديه بكونه سيقدر يوماً أن
يخدم نفسه ومجتمعه