محمد زيدان |
بصفوف بروسيا دورتموند الألمانى، أن شعبيته بين الجماهير الألمانية أكبر
من شعبيته فى مصر، معللاً ذلك بعدم احترافه بأى من الأندية الجماهيرية قبل
خوض تجربة الإحتراف.
وأعرب
زيدان فى حوار مطول نشرته شبكة CNN بالعربية صباح اليوم الخميس، عن سعادته
بهدفيه فى مرمى البرازيل ببطولة كاس العالم للقارات، معتبراً إياهم الأغلى
فى حياته الكروية.
هل ستستمر مع بروسيا دورتموند هذا الموسم؟
وصلتني
عدة عروض من أندية مختلفة، ورغم إنني لم أحصل على فرصتي كاملة مع فريق
بروسيا دورتموند طوال الموسم الماضي، اللهم إلا على فترات في المباريات،
ولكنني أفضل البقاء معه، لإنني أشعر بالراحة النفسية، كما إنني أحب الحياة
في المانيا، بعد كل السنوات التي قضيتها فيها، وبعد أن عرفتني الجماهير
وأصبحت نجما في الفريق، رغم أنني لا ألعب بشكل مستمر كما قلت، وأتمنى أن
أحصل على الفرصة التي أحلم بها.
لماذا فضلت البقاء في مصر عقب إنتهاء بطولة كأس العالم للقارات؟
حصلت
على إستراحة بقرار من المدير الفني، بعد مشاركتي في بطولة القارات مع
منتخب مصر، وانتظمت فى التدريبات مع الفريق بعد إنتهاء فترة أجازتي.
رغم تألقك في بطولتى إفريقيا 2008 والقارات، إلا أن الجماهير مازالت غير راضية عنك ..
في
بداية إنضمامي للمنتخب كنت أعرف أن الجماهير المصرية غير راضية عني بشكل
مستمر، لإنني أظهر بمستوى أعلى مع الفريق الذي ألعب معه في ألمانيا، بعكس
منتخب مصر..
ولكن مع إستمرار تألقي مع منتخب مصر في بطولة كأس
الأمم الإفريقية 2008 في غانا، ومساهمتي بشكل كبير في فوز الفريق
بالبطولة، ثم تكرار تألقي في بطولة كأس العالم للقارات الأخيرة بجنوب
إفريقيا، لم أعد أجد سبباً واضحاً لهذه الحالة.
ولكن تفسيري الوحيد
لذلك، إنني خرجت من مصر دون أن ألعب مع فريق كبير مثل الأهلي أو الزمالك
أو الإسماعيلي، وكلها أندية شعبية، بل كنت ألعب لناد صغير "نادي بور
فؤاد"، وقد خرجت من مصر وأنا في سن صغيره، فلم أكن قد بلغت عامي السابع
عشر..
ومن المعروف أن الجماهير تمنح اللاعب الحماية، بخلاف
الجماهيرية، وهو ما لا أتمتع به في مصر.. وفي كل الأحوال، فأنا لا أشغل
نفسي بهذا الأمر بعد أن عرفت السبب، ويكفيني تقدير الجهاز الفني للمنتخب،
بقيادة حسن شحاتة.
ولكن الجهاز الفني يغضب منك في بعض الأحيان، وينقلب عليك؟
هذا
أمر طبيعي في كرة القدم، فالجهاز الفني يبحث دائما عن الفوز وتقديم مستوى
فني طيب، وفي بعض الأحيان أكون بعيدا عن مستواي.. وهو أمر وارد، خاصة
وإنني لاعب "مزاجي" .. فعندما أكون بعيدا عن مزاجي يهبط مستواي ، وهو ما
يغضب الجهاز الفني مني.. ولكنه - أي الجهاز - عرف طبيعتي ويتعامل معي بناء
على ذلك.
هل كنت تتوقع أن تحرز هدفين في مرمى البرازيل في بطولة القارات؟
لا
أبالغ إذا قلت أن هدفي البرازيل يعتبرا الأغلي في حياتي، لأنهما جاءا أمام
أفضل فريق كرة قدم في العالم على مر التاريخ، والأكثر أهمية، إنني لم أحرز
هدفا واحدا، بل أحرزت هدفين، وهو إنجاز تاريخي بكل ما تحملة الكلمة من
معنى، لأنه على مر التاريخ لن نجد لاعباً واحداً يحرز هدفين في مرمى
البرازيل، إلا لاعبين يعدون على أصابع اليد الواحدة.
وإذا كنت قد
أحرزت هدفين في مرمى البرازيل، فهذا على المستوي الشخصي.. ولكن ما أسعدني
أكثر أن منتخب مصر قدم مستوى رائع لم يتوقعه حتى اللاعبين أنفسهم، وأبهرنا
العالم، وقدمنا أوراق إعتمادنا دوليا أمام منتخب كبير مثل البرازيل،
وأثبتنا أن فوزنا ببطولة الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين كان عن إستحقاق
وجدارة، ويكفي لاعبي المنتخب المصري أن العالم كله عرف مستوى كرة القدم
المصرية.
ماذا قال لكم المدير الفني حسن شحاتة قبل لقاء البرازيل؟
فوجئنا
أن حسن شحاتة جاء لمباراة البرازيل وعينه على الفوز وليس مجرد تقديم مستوى
جيد، كما صرح في وسائل الإعلام. وقال للاعبين أن التصريحات الإعلامية شيء
وهدفه من المباراة شيء أخر، بصرف النظر عن مستوى لاعبي البرازيل، ولكن بعد
المباراة وخسارتنا في الوقت بدل الضائع هنأنا بالمستوى الذي قدمه الفريق،
وأثنى علينا جميعا.
هل كانت مباراة إيطاليا أصعب من لقاء البرازيل؟
المستوى
الذي قدمه المنتخب المصري أمام البرازيل ساهم في لفت أنظار منتتخب ايطاليا
إلينا، ودخلنا المباراة وهدفنا تحقيق الفوز لكي نثبت أن ما قدمناه أمام
البرازيل لم يكن وليد الصدفة، وساعدنا على ذلك طريق أداء منتخب إيطاليا،
الذي يعتمد على الدفاع المنظم القوي والإعتماد على الهجوم السريع.. ولأننا
نعرف جيدا طريقة أداء إيطاليا، فقد تعاملنا بالطريقة المناسبة، وشدد
الجهاز الفني على ضرورة إستغلال الفرص التي ستمنح لنا لأنها لن تكون كثيرة
في ظل الدفاع القوي المعروف عن إيطاليا.. وبالفعل نجح محمد حمص في إستغلال
الضربة الركنية التي أحرز منها هدف الفوز في ظل حالة الترهل الدفاعي غير
المتكرر من الدفاع الإيطالي في هذه اللعبة.
كيف خسر منتخب مصر أمام أمريكا رغم إنها الأسهل؟
مباراة
أمريكا كانت الأسهل نظريا، ولكن في الملعب الأمر مختلف.. فالمنتخب
الأمريكي دخل المباراة وهو غير باك على شيء، بعد خسارته أمام البرازيل
وإيطاليا.. فكان متخففا من كل الضغوط، على عكس منتخب مصر الذي دخل
المباراة وليس أمامه سوى الفوز لضمان الوصول للدور قبل النهائي..كما أن
الكرة الأمريكية تعتمد في المقام الأول على اللياقة البدنية العالية، وهو
ما أفتقده المنتخب المصري، الذي أرهق في مباراتي البرازيل وإيطاليا..
وفوجئنا بالهدف الأول في مرمانا، فإنفتح دفاعنا في محاولة لتعويض الهدف
والبحث عن هدف الفوز، فدخل الهدف الثاني وهربت المباراة من الفريق.. وما
خفف من حزننا بعد الخسارة إننا قدمنا مستوي طيب في البطولة.
لماذا هبط مستوى المنتخب المصري في لقاء أمريكا؟
عوامل
كثيرة وراء هذا الهبوط، أولها الإصابات الكثيرة التي تعرض لها الفريق،
لدرجة إننا لعبنا المباراة بدون رأس حربة أساسي يمتلك الخبرة الدولية،
وإضطر الجهاز الفني للدفع بأحمد عبد الغني، مهاجم فريق حرس الحدود، وهو
لاعب جيد ولكنه يفتقد الخبرة اللازمة، بل إنه تعرض للأصابة في الشوط
الأول، وخرج من المباراة، بالإضافة الى حالة الإرهاق البدني التي أصابت
اللاعبين من جراء الضغوط العصبية والبندية التي تعرضوا لها في مباراتي
البرازيل وإيطاليا، بخلاف الضغط القوي الذي يلعب به المنتخب الأمريكي..
ومن المعروف أن اللاعب المصري يهبط مستواه بشدة في حالة الضغط عليه.
رغم هذا المستوى العالي .. لم يقدم منتخب مصر شيئاً يذكر أمام رواندا ، لماذا؟
المنتخب
المصري دائما ما يقدم مستوى عالي في البطولات المجمعة، على عكس مبارايات
الذهاب والإياب.. كما أن الفريق لعب مباراة رواندا وعليه ضغوط عصبية
ونفسية كبيرة، بسبب صعوبة موقف الفريق في التصفيات..
ورغم ضعف
مستوى منتخب رواندا، إلا أن المنتخب المصري لم يظهر كل قدراته بفعل الضغوط
التي تحدثت عنها.. كما أن اللاعبين دخلوا هذا اللقاء وعليهم ضغط أخر، وهو
ما رددته وسائل الإعلام المصرية عن إتيان اللاعبين بأفعال مشينة في بطولة
كأس العالم للقارات، وما قيل عن وجود فتيات ليل في غرف بعض اللاعبين، وهو
ما أحزن اللاعبين والجهاز الفني والمسؤولين..
ولعبنا لقاء رواندا من أجل أن نثبت لكل من إتهم اللاعبين بأننا فريق محترم يقدرالمسؤولية.
ألا ترى أن اللاعبين بالغوا في غضبهم ؟
إذا
كانت وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا قد إتهمت بعض لاعبي المنتخب المصري،
فهذا أمر يخصهم لأنهم كانوا يدافعون عن سمعة بلادهم، حتى ولو كان ذلك
بالباطل، بعد إتهام البعثة المصرية لإدارة الفندق بسرقة أموال من بعض
اللاعبين..
ولكن كان على الإعلام المصري أن يثق في لاعبيه ويدافع
عنهم وليس إتهامهم، خاصة وإنه من المفترض أن إعلامنا يعرف سلوكيات كل
اللاعبين.. ورغم الإعتذار الرسمي الذي صدر من المسؤولين في جنوب إفريقيا،
إلا أن الإعلاميين الذين إتهموا لاعبي المنتخب لم يعتذروا عما قاموا به من
تشويه لسمعة هؤلاء اللاعبين، وهو أمر محزن، فلم نغضب كلاعبين من وسائل
الإعلام في جنوب إفريقيا بقدر حزننا من وسائل الإعلام المصرية.
كيف تري فرص منتخب مصر لبلوغ نهائيات كأس العالم؟
سنعود
لجنوب إفريقيا العام القادم للمشاركة في نهائيات كأس العالم، وأثق في
قدرات المنتخب المصري في تخطي الأزمة التي يواجهها في التصفيات، بعد
الخسارة من الجزائر.. وسنلعب كل مباراة من المباريات الثلاثة القادمة بهدف
الفوز، بصرف النظر عن الفريق الذي سنواجهه ومكان المباراة، وقد تعاهد
اللاعبين على ذلك قبل عودتنا من جنوب إفريقيا، بعد أن أصبح لنا شعبية
جماهيرية هناك.
ماذا عن إرتباطك بالفنانة مي عز الدين؟
هذا أمر شخصي أرفض الخوض فيه، لأن حياتي الشخصية ليست ملكا لوسائل الإعلام.