(مشروع وكالة الفضاء العربية) منذ سنوات، وما زال في مقر الجامعة العربية
ينتظر التمويل والدعم العربيين، وأهم من ذلك الإرادة السياسية التي تمنح
المشروع القوة اللازمة للظهور على الساحة العربية، وأتمنى أن يرى النور في
المدى القريب.
وقال اللواء محمد فارس في حديث لصحيفة الدستور الأردنية:" نحن لدينا
إمكانيات، ولكن هذه الإمكانيات إذا بقيت متفرقة لن يكون إنتاجها كما إذا
كانت متكاتفةً مع بعضها البعض، كما تفعل بقية الأمم في هذا المجال، حيث إن
الإعداد لإطلاق رائد فضاء يحتاج إلى إمكانيات ضخمة، فمثلاً أوروبا رغم
قدمها في هذا المضمار إلا أنها حتى الآن لم تطلق رائد فضاء بصناعة
أوروبية، أطلقوا برنامج"أريان"من"1 إلى 5"، ولكنهم لم يطلقوا رحلة مأهولة
لضخامة إمكانياتها. وأضاف "أن الفضاء أصبح ملوثاً بسبب آلاف الأقمار
الاصطناعية وبقايا مخلفات هذه الأقمار، وأن الفضاء من حولنا هو عبارة عن
مركبة فضائية نؤثر فيه ونتأثر به". وبين أنه كان في سورية مراكز علمية
بحثية، ومراكز استشعارعن بعد، وأبحاث فضائية منذ السبعينيات، وبالفعل تم
التباحث في الثمانينيات بين الحكومة السورية والاتحاد السوفييتي على إرسال
رائد فضاء سوري للفضاء، وتم الاتفاق على ذلك؛ وحول الأبحاث التي قدمها قال
"قمت بخوض العديد من التجارب حيث بلغت ثلاث عشرة تجربة علمية، تمت في
الفضاء على متن المحطة الفضائية"مير"مثل تجربة صهر وخلط معدن الحديد
والألمنيوم في الفضاء، بغية الحصول على معدن جديد يستفاد منه في الصناعة،
تجربة صهر وخلط معدن الجاليوم والأنتموان للحصول على مادة تدخل في صناعة
أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة الإلكترونيات، تجربة خلط ثاني أكسيد
الأباتيت مع نسب مختلفة من الماء والأملاح للحصول على مادة مناسبة تدخل في
صناعة الأسنان التعويضية والمنظفات، تجربة بصرى لدراسة الطبقة الفضائية
على ارتفاع"300"كلم وهذه التجربة أجريتها"12"مرة، كل مرة تستغرق ساعتين
فكان مجموع ساعتها"24"ساعة، كما يوجد هناك تجارب الاستشعار عن بعد حيث تم
تصوير "سورية" من الفضاء، لدراسة التلوث المائي والجوي والأحواض الجوفية،
وكذلك لدراسة نسب الملوحة في التربة. يذكر أن رائد الفضاء العربي السوري
اللواء محمد فارس عمل طيارا مقاتلا لطائرة ميغ، ثم التحق ببرنامج الفضاء
السوفييتي، وانطلق في مركبة الفضاء سيوز بتاريخ"22"تموز عام"1987"مع طاقم
روسي والتحمت بعد يومين مع محطة الفضاء الروسية مير التي ترتفع"400"كلم عن
سطح الأرض.