إن أهمية الفلسفة للمجتمع العالمي؛ لا تقل قيمة عن أهميتها الفردية والاجتماعية ، فلم يصبح رجال الحكم والساسة وحدهم مهتمين بما يجري على الساحة من أحداث ، إنما يشاركهم في ذلك كافة رجال الفكر على العموم؛ والفلاسفة على وجه الخصوص ، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للخوض في غمار العمل السياسي . فالفيلسوف مواطن في أحد مجتمعات العالم يتأثر بكل أحداثه؛ ويستطيع أن يؤثر فيها ، باعتبار أن الفيلسوف هو ضمير العصر . لذلك ينبغي أن يكون تاريخ الفلسفة عالمياً ، يجذب إلى دائرته أغرب الأشياء وأبعدها ، ويلمس ذلك كل من يهتم بالدراسات الإنسانية ومجال البحث الإنساني .
ففكرة الفلسفة العالمية فكرة لن تتحقق في مذاهب تتظاهر بأنها عالمية ، ولا بالرجوع إلى الرواقية القديمة ، ولا في لغة براجماتية نفعية ، ولكنها تصبح حقيقة بانفتاحها على الكل .
فالفلسفة بصفة عامة تعني تلك الرؤية المتعمقة؛ أو النظرة الشاملة التي تحاول أن تفسر العالم والطبيعة والمجتمع والإنسان .
وفي أبسط معانيها هى " كل مجموعة من الدراسات أو من النظريات التي تبلغ درجة عالية من العموم ، وترمي للاهتداء لعدد قليل من المبادئ الرئيسية التي يمكن أن يفسر بها نوع ما من معارفنا؛ أو أن تفسر بها المعرفة الإنسانية كلها
والفكر الإنساني غني بالعديد من الفلسفات منها ما هو مادي ، وما هو مثالي، أو سياسي، أو واقعي ، إلى غير ذلك من أنواع الفلسفات .
ومما لاشك فيه أن فكرة هذا الجروب تنتمي إلى الفلسفة السياسية ، ولكن ما يجب توضيحه هنا الفرق بين الأفكار السياسية والفلسفة السياسية ، فالأفكار السياسية هى مشاع بين جميع الناس في مختلف الأزمنة والأمكنة ، أما الفلسفة السياسية هى تنظيم ومنهجة هذه الأفكار من قبل الفلاسفة؛ ومعالجة منهجية من جانبهم لتلك القضايا والنظريات
والأفكار السياسية .
وقد تنسب الفلسفة إلى موضوعها؛ فمثلاً يقال : " فلسفة سياسية مثالية، أو مادية، أو توفيقية، أو ليبرالية، أو اشتراكية، أو واقعية، ... إلخ " .
وبالتأكيد مثل هذه الدراسة تنتمي إلى الفلسفة السياسية الواقعية .
كما قد تنسب الفلسفة السياسية إلى صاحبها أو إلى المفاهيم والمبادئ التي تتناولها . مثل " مبدأ السيادة لدى جان بودان " ، و " مفهوم الملكية لدى جون لوك " ، و " مفهوم الحرية لدى جون ستيورات مل " و " مبدأ العدالة لدى أفلاطون " ، و " مبدأ الخير العام لدى أرسطو " .
فالفلسفة السياسية تهدف إلى الاهتداء لبعض المبادئ التي تبين ما يجب أن تكون عليه الدولة لتحقيق غاية وجودها .
فعالم الفلسفة السياسية هو عالم القيم والمبادئ والغايات ، أما عالم السياسة هو عالم الوقائع والظواهر والحركات السياسية
...................................
فلم تعد الفلسفة منشغلة بقضايا هامشية لفظية ، وحينما تقدم بعض الأفكار التنويرية فإنها تقدمها محملة بطابع تحذيري . فالفلسفة التي تتميز بالحوار والنقاش يجب استغلالها لرؤية مستقبلية مؤسسة على قوانين علمية ؛ حيث يصبح البشر مجرد حالات في قبضة الخبراء على حد تعبير " ولسن "، وإذا سلمنا برأي "ولسن" فإننا يمكن أن نتوقع أن ينزع هؤلاء الخبراء الجينات المسببة للعدوان قبل أن يولد الطفل، ويقضون بذلك على مقولات "فرويد" عن غريزة العدوان؛ دون أن يدعي هؤلاء الخبراء بأن لهم خوارق فائقة للطبيعة بل أن السلطة الحقيقية على هؤلاء الخبراء هى سلطة العلم والعقلانية .. ومن هنا تستطيع الفلسفة تدعيم قيم التسامح وإثارة التساؤلات بصورة أكثر فاعلية . وبدونها تنتشر الفوضى ، ويصبح العقل إرهابياً على حد تعبير الدكتور مراد وهبة .
فالفلسفة كونها منهجًا في التفكير تسمح بتباين الآراء والأفكار دون تعصب، وإن "البحث في الإرهاب " يعني البحث في جذور التعصب والانغلاق وجمود العقل وثنائية التفكير ، والعدوان والتسلط وتأليه السلطة الواحدة والجماعة الواحدة والرأي الواحد والغاية الواحدة .
ففكرة الفلسفة العالمية فكرة لن تتحقق في مذاهب تتظاهر بأنها عالمية ، ولا بالرجوع إلى الرواقية القديمة ، ولا في لغة براجماتية نفعية ، ولكنها تصبح حقيقة بانفتاحها على الكل .
فالفلسفة بصفة عامة تعني تلك الرؤية المتعمقة؛ أو النظرة الشاملة التي تحاول أن تفسر العالم والطبيعة والمجتمع والإنسان .
وفي أبسط معانيها هى " كل مجموعة من الدراسات أو من النظريات التي تبلغ درجة عالية من العموم ، وترمي للاهتداء لعدد قليل من المبادئ الرئيسية التي يمكن أن يفسر بها نوع ما من معارفنا؛ أو أن تفسر بها المعرفة الإنسانية كلها
والفكر الإنساني غني بالعديد من الفلسفات منها ما هو مادي ، وما هو مثالي، أو سياسي، أو واقعي ، إلى غير ذلك من أنواع الفلسفات .
ومما لاشك فيه أن فكرة هذا الجروب تنتمي إلى الفلسفة السياسية ، ولكن ما يجب توضيحه هنا الفرق بين الأفكار السياسية والفلسفة السياسية ، فالأفكار السياسية هى مشاع بين جميع الناس في مختلف الأزمنة والأمكنة ، أما الفلسفة السياسية هى تنظيم ومنهجة هذه الأفكار من قبل الفلاسفة؛ ومعالجة منهجية من جانبهم لتلك القضايا والنظريات
والأفكار السياسية .
وقد تنسب الفلسفة إلى موضوعها؛ فمثلاً يقال : " فلسفة سياسية مثالية، أو مادية، أو توفيقية، أو ليبرالية، أو اشتراكية، أو واقعية، ... إلخ " .
وبالتأكيد مثل هذه الدراسة تنتمي إلى الفلسفة السياسية الواقعية .
كما قد تنسب الفلسفة السياسية إلى صاحبها أو إلى المفاهيم والمبادئ التي تتناولها . مثل " مبدأ السيادة لدى جان بودان " ، و " مفهوم الملكية لدى جون لوك " ، و " مفهوم الحرية لدى جون ستيورات مل " و " مبدأ العدالة لدى أفلاطون " ، و " مبدأ الخير العام لدى أرسطو " .
فالفلسفة السياسية تهدف إلى الاهتداء لبعض المبادئ التي تبين ما يجب أن تكون عليه الدولة لتحقيق غاية وجودها .
فعالم الفلسفة السياسية هو عالم القيم والمبادئ والغايات ، أما عالم السياسة هو عالم الوقائع والظواهر والحركات السياسية
...................................
فلم تعد الفلسفة منشغلة بقضايا هامشية لفظية ، وحينما تقدم بعض الأفكار التنويرية فإنها تقدمها محملة بطابع تحذيري . فالفلسفة التي تتميز بالحوار والنقاش يجب استغلالها لرؤية مستقبلية مؤسسة على قوانين علمية ؛ حيث يصبح البشر مجرد حالات في قبضة الخبراء على حد تعبير " ولسن "، وإذا سلمنا برأي "ولسن" فإننا يمكن أن نتوقع أن ينزع هؤلاء الخبراء الجينات المسببة للعدوان قبل أن يولد الطفل، ويقضون بذلك على مقولات "فرويد" عن غريزة العدوان؛ دون أن يدعي هؤلاء الخبراء بأن لهم خوارق فائقة للطبيعة بل أن السلطة الحقيقية على هؤلاء الخبراء هى سلطة العلم والعقلانية .. ومن هنا تستطيع الفلسفة تدعيم قيم التسامح وإثارة التساؤلات بصورة أكثر فاعلية . وبدونها تنتشر الفوضى ، ويصبح العقل إرهابياً على حد تعبير الدكتور مراد وهبة .
فالفلسفة كونها منهجًا في التفكير تسمح بتباين الآراء والأفكار دون تعصب، وإن "البحث في الإرهاب " يعني البحث في جذور التعصب والانغلاق وجمود العقل وثنائية التفكير ، والعدوان والتسلط وتأليه السلطة الواحدة والجماعة الواحدة والرأي الواحد والغاية الواحدة .