المجر نظمت مسابقات لانتخاب ملكة جمال العمليات التجميلية
كتبت سحر الشيمى
var addthis_pub="tonyawad";
إذا
كان الجمال الطبيعى الصرف خيالا عابرا من الماضى، وصناعة التجميل العالمية
صناعة مربحة تدر مليارات الدولارات، فإن قلة من النساء تستسيغ الاعتراف
صراحة بكل عمليات التجميل التى تجريها، إلا أنه وجد أخيرا من يقدر «الجمال
المصنّع» عبر إجراء مسابقة لانتخاب ملكات جمال جراحة التجميل فى المجر،
تحت مفهوم "التخلص من الصورة النمطية السلبية الملتصقة بهذا النوع من
العمليات".
حول هذا النوع من المسابقات يشير الدكتور محمد حسن المساح
استشارى الطب النفسى أن العلم المادى المسيطر على جميع أنواع الدعاية فى
العالم الغربى، بدأ يرمى بظلاله فى الشرق الأوسط مخترقا ثقافته على جميع
المستويات يروج لتجارته الجديدة عن طريق الدعاية للعمليات التجميلية،
وقدرة الإنسان على اختيار شكله ومظهره دون الاهتمام بتطوير النواحى
الداخلية له وقدرته المحدودة فى مواجهة الواقع.
وبالطبع هذا التفكير والتوجه ناحية السرعة فى تغيير الشكل دون المضمون هو
تفكير غالبية البشر، لأن محاولات التكيف مع الشكل الظاهرى سواء الجسد أو
الوجه هى عملية فى منتهى الصعوبة، وتحتاج إلى تكيف بالغ وقدرات عظيمة،
وعملية تقبل الواقع وتنمية المهارات الداخلية للظهور بوجه عام جيد مع
الشكل الذى أعطاه الله للإنسان هى فكرة قديمة قدم الإنسانية، ودائما ما
كان يسعى لتغيير شىء فى وجهه أو شىء فى جسده، أو يتمنى أن يخرج من جسده
إلى جسد آخر، وهذا نجده متجسدا فى بعض الأمراض النفسية منها الاكتئاب
والتوتر والقلق والسمنة وأيضا النحافة الزائدة، مما ينبغى معه العلاج
بالعقاقير ومضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومثبطات المزاج، وذلك كله تحت
إشراف طبيب نفسى متخصص ونظام غذائى منظم وجلسات علاج سلوكى معرفى للوصول
إلى التكيف مع الذات وتعديل صورة الذات وقبولها.
ويشير الدكتور المساح إلى أن تنظيم تلك المسابقات قد يكون له تأثير إيجابى
على نفسية المشاركات، حيث يرون إنهن خضن تجربة جديرة بلفت الانتباه
وإعلانه على الملأ، وليس فيه ما يجرح شعورهن حيث يقمن بإظهار ما وصلوا
إليه من جمال وإبهار الآخرين به، وقد يكون تنظيم هذه المسابقات مقبول على
أن تكون المرشحة لهذا الأمر على درجة من الثقافة والعلم من ملكات الجمال
العاديات، حيث إنهن خضن تجارب أعمق وأعظم من حيث درجات الفكر والنجاح
العلمى والعملى فى مراحل سابقة كانت لدعم أنفسهن فى مواجهة عدم الجمال "من
وجهة نظرهن"، فإذا تحقق ذلك فإنهن بالطبع يمتلكن قدرات فائقة عن تلك
الفتاة التى كانت تعتمد على جمالها الطبيعى فقط منذ نعومة أظفارها.
يذكر أن الشركة المجرية المنظمة للمسابقة، تقول إنها الأولى من نوعها فى
العالم، وإن مسابقتها المفتوحة لمن بين 18 و30 سنة، مخصصة للنساء اللواتى
أجرين عمليات تجميلية، وذلك للتخلص نهائيا من الصورة النمطية السلبية
الملتصقة بهذا النوع من العمليات. وتشدد على أن عمليات بسيطة كحقن الشفاه
لا تعتبر من الشروط المؤهلة لدخول المسابقة، التى سجل لها حتى الآن ما لا
يقل عن 100 متسابقة، ومحدد لها شهر أكتوبر هذا العام.